في الوقت الذي نشيد فيه بجهود الاتحاد البحريني لكرة القدم بالتعاقد مع المدرب الأرجنتيني المعروف جداً وصاحب الخبرة الكبيرة باتيستا، في الوقت الذي يمكننا القول إن المدرب سيكون فاشلاً تماماً في حال لم يلق كل الدعم من قبل الاتحاد.
ذلك أن التعاقد مع المدرب باتيستا أو أي مدرب معروف بقدراته الكبيرة، يتطلب من الاتحاد الكثير والكثير من أجل قيادة المنتخبات الوطنية نحو الأمام في الاستحقاقات المقبلة الكثيرة التي تنتظر الكرة البحرينية، ولعل إيجاد الجو المناسب لعمل المدرب هو أهم المتطلبات التي يتوجب على الاتحاد توفيرها، إذا ما عرفنا أن الجو المشحون لن يؤثر فقط على أداء المدرب، وإنما سيصل إلى اللاعبين ذاتهم وحينها لن نستفيد من هكذا مدرب كبير.
مجموعة كبيرة من المتطلبات التي يجب على الاتحاد أن يبدأ العمل منذ الآن على توفيرها، في بدايتها عدم التدخل في الشئون الخاصة بالمدرب وفرض بعض الأسماء التي يتم استدعاؤها إلى المنتخب الوطني، وخصوصاً إذا ما عرفنا في السنوات الماضية بوجود أكثر من اسم فوجئ به الكثيرون، على رغم عدم وجود المؤشرات التي تدعو لوجودهم في المنتخب.
الأمر الثاني هو إيجاد الكادر الإداري الجيد والقادر على إيجاد التوليفة الممتازة القادرة على إحداث نقلة نوعية في العمل الإداري الذي يجب أن يكون احترافياً بمعناه الأصلي، وخصوصاً أن الجهاز الإداري يعد من الأمور المهمة في أي منتخب، لا أن يكون الجهاز الإداري في جهة والمدرب في جهة أخرى وحينها سيؤثر ذلك ومن دون شك على المنتخب واللاعبين أنفسهم.
الأمر الثالث هو توفير البنية الجيدة ومساعدة المدرب في الحصول على مباريات قوية ودية تجرب المنتخب جيداً، لا أن نقوم باستدعاء منتخب بنما بلاعبيه الاحتياط ليكتسحه المنتخب ولكن من دون فائدة تذكر؛ لأننا خسرنا بعدها التأهل، والسبب لأن الإعداد لم يكن صحيحاً منذ البداية، نعم نشيد بتجربة كولومبيا ونطالب بتجديدها مع منتخبات أخرى.
نحن نتحدث عن ذلك من واقع أننا نعرف أن الكرة البحرينية عانت من أمور مشابهة انقلبت بالتالي عكساً على وضعية المنتخب الأحمر.
نتطلع لأن يكون هذا التعاقد الانطلاقة الحقيقية للفريق الذي بالتأكيد سيدخل إلى فكر جديد مع مدربه الجديد نتمنى أن يكون أفضل بكثير من عدنان حمد وهيدسون وسابقيهم، وخصوصاً أن التجارب السابقة للمدربين التالين للكرواتي ستريشكو -الأفضل- كلها باءت بالفشل، بداية من لوكا ثم بريغل وماتشالا وهيكرسبيرغر وسلمان شريدة وتايلور وختاماً بهيدسون وحمد، إن الأمر لا يخلو من الصعوبة، لكننا نطمح بأن يوفق المدرب الجديد في قيادة المنتخب.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 4645 - الثلثاء 26 مايو 2015م الموافق 08 شعبان 1436هـ