بعد أن فرض نفسه كأبرز مفاجآت الدوري الأوروبي لكرة القدم وأطاح بجميع منافسيه حتى وصل إلى المحطة الأخيرة ، يتطلع دنيبرو دنيبروبتروفسكي الأوكراني إلى تحقيق المفاجأة الأهم عندما يلتقي حامل اللقب أشبيلية الأسباني يوم غدٍ الأربعاء (27 مايو/ أيار 2015) في نهائي البطولة الأوروبية على ملعب الاستاد الوطني في العاصة البولندي وارسو.

وتشكل مباراة الغد فرصة ذهبية أمام الفريق الأوكراني ليحتفل ومدربه مايرون ماركيفيتش سويا ويوحد الأوكرانيين خلف الفريق ولو لدقائق ، في ظل استمرار الصراع بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد.

وبعد تجاوز نابولي الإيطالي في الدور قبل النهائي وصعود دنيبرو إلى أول نهائي أوروبي في تاريخه ، قال ماركيفيتش إنه يجب على أوكرانيا أن تتحد وتقف صفا واحدا خلف ممثلها على الأقل لمدة 90 دقيقة في النهائي.

وقال ماركيفيتش "أتطلع إلى هذه اللحظات النادرة من الوحدة في وقت الحرب. إننا نلعب من أجل أوكرانيا بأكملها."

وكان أفضل إنجاز سابق لدنيبرو على المستوى الأوروبي هو الوصول مرتين إلى دور الثمانية في بطولة الكأس الأوروبية السابقة ، عندما كان بطلا للاتحاد السوفيتي في الثمانينات من القرن الماضي.

ومنذ استقلال أوكرانيا عام 1991 ، نادرا ما خرج النادي ، الذي تأسس عام 1918 ، من ظل دينامو كييف وشاختار دونيتسك الفائز بكأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليا) عام 2009 .

وكان أفضل إنجاز لدنيبرو في الدوري الأوكراني ، هو احتلال المركز الثاني في 1993 وفي العام الماضي تحت قيادة الأسباني خواندي راموس.

وفي هذا الموسم ، حقق دنيبرو ، الذي ينتمي لمدينة صناعية جنوب وسط أوكرانيا ويخوض مبارياته على بعد 400 كيلومتر في كييف بسبب الصراع القائم في الشرق ، بداية سيئة على المستوى الأوروبي تحت قيادة ماركيفيتش حيث أخفق في تجاوز الدور الثالث من تصفيات دوري أبطال أوروبا.

وبعد تحوله للمشاركة في الدوري الأوروبي ، حصد الفريق المنكوب بالإصابات حينذاك نقطة واحدة من أول ثلاث مباريات له في دور المجموعات لكنه أحرز المركز الثاني وواصل مشواره في البطولة ليطيح بعدها بفرق أولمبياكوس وأياكس وكلوب بروج ونابولي.

ويمتلك المهاجم الأوكراني يفين سيليزنيوف ، الذي سجل هدف الفوز 1-صفر أمام نابولي في إياب الدور قبل النهائي بعد أن أحرز هدف التعادل 1-1 في الوقت القاتل من مباراة الذهاب ، خبرة المباريات النهائية الأوروبية حيث شارك مع شاختار في نهائي بطولة 2009 عندما فاز الفريق على فيردر بريمن الألماني في اسطنبول.

وقال سيليزنيوف :"لم يدعمنا أحد. إنها مفاجأة هائلة للجميع أن نصل إلى هذه المرحلة.. إننا جميعا ندرك ما نلعب من أجله. لدينا مشجعون رائعون حيث أن دنيبروبتروفسك مدينة عاشقة لكرة القدم. وكلنا نتمتع بروح فريق رائعة ، وأعتقد أن هذا هو سبب نجاحنا."

أما أشبيلية الأسباني ، فيتطلع إلى رابع ألقابه الأوروبية خلال عشرة أعوام ، ويخوض مباراة الغد دون إصابات جديدة في صفوفه ولا يفتقد سوى المدافع نيكو باريخا.

وتوج أشبيلية بطلا لكأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليا) في عامي 2006 و2007 ، والآن يسعى إلى أن يكون أول فريق يحرز لقب البطولة تحت مسماها الجديد لعامين متتاليين .

وقال أوناي إيمري المدير الفني لأشبيلية في تصريحات لموقع الاتحاد الأوروبي (يويفا) على الإنترنت :"لا يمكننا نفي أننا لدينا الفرصة لكتابة التاريخ.. بالطبع نشعر بالامتنان لامتلاك هذه الفرصة لتحقيق هذا الإنجاز. إننا نهدف إلى تحقيق شيء لهذا الفريق ، لأشبيلية."

وأضاف :"لا يجب أن يمنعنا شعور مثل الضغط من تطبيق خطتنا أمام دنيبرو. وإنما يجب أن ننظر إلى الأمر كحافز ، وأنه حلم يمكننا تحقيقه."

وعلى إيمري ، الذي ربما يرحل عن النادي عقب النهائي الأوروبي ، أن يختار من بين سيرجيو ريكو وبيتو لحراسة مرمى الفريق ، حيث استعاد الأخير لياقته بشكل كامل.

وكان بيتو قد أدى دورا بطوليا في التصدي لضربات الجزاء خلال نهائي بطولة العام الماضي أمام بنفيكا البرتغالي ، ولكن ريكو أدى بشكل رائع أيضا خلال فترة غيابه.

وفاز أشبيلية في آخر مباراة له بالدوري الأسباني على ملقة مساء السبت ليحرز المركز الخامس بالمسابقة. وفي حالة فوزه في مباراة الغد ، ستمثل أسبانيا بذلك بخمسة فرق في دوري أبطال أوروبا بالموسم المقبل.

وقال إيمري للصحفيين عقب مباراة ملقة :"يجب أن نكون فخورين للغاية بموسمنا. كنا ممتازين من حيث الالتزام والأداء. إنني فخور للغاية بهذا الفريق."

وأضاف :"الآن نحن بحاجة لتكليل جهودنا بإحراز لقب الدوري الأوروبي مجددا. نعرف أن المهمة لن تكون سهلة ، ولكنني واثق من أننا سنؤدي بالجهد والحماس اللازم."

وقال إيمري في تصريحاته لموقع اليويفا إن دنيبرو كان "مصدر الإلهام" في الدوري الأوروبي هذا الموسم بعد أن أطاح بأربعة فرق تتفوق عليه بشكل كبير.

وأضاف :"فوزه على هذه الفرق ، يعني أنه قادر على هزيمة أشبيلية. سنحترمهم. سنتحلى بالتواضع ولن نعتبر أنفسنا المرشحين الأوفر حظا للفوز."