في ظل الاوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التي تعيشها زيمابوي، يجد المواطنون ملجأ آخر غير الهجرة لمواجهة ضغوطاتهم: الضحك والسخرية.
ففي بلد لا تتهاون سلطاته مع معارضيها، ويتعرض عدد منهم للاغتيال بين الحين والآخر، تجد العروض الساخرة اقبالا واسعا في الصالات وعلى شبكة الانترنت.
في ملهى "ذي بوك كافيه" في العاصمة هراري يقدم الفنانون فيكتور مبوفو المعرف اسم "دوك فيكيلا"، ومايكل كوداكواشي، وسام مونرو وكونيغ كينغ، عروضا ساخرة تنفد بطاقاته بسرعة كبيرة.
وتتناول العروض مواضيع ساخنة، تتركز حول الفساد الذي يطال رجال الشرطة والشخصيات العامة في البلاد، ومنهم الرئيس روبرت موغابي وزوجته غرايس.
ويقول الشاعر شيريكور "نحن نضحك دائما، نضحك على انفسنا، ونضحك حين ندفن موتانا، وحين لا تكون امورنا جيدة، نضحك بدل ان نتذمر".
في مهرجان دولي للفنون اقيم في الآونة الاخيرة في هراري، تدافع الجمهور لمشاهدة مغني الهيب هوب سام مونرو.
فهذا المغني المعروف باسم "الرفيق فاستو" قدم عرضا سخر فيه من نشرة الاخبار في التلفزيون الرسمي تابعه الملايين عبر الانترنت، ولم يوفر فيها الانتقادات للحزب الحاكم.
لكن الانتقادات غالبا ما تكون مبطنة، الا انها مفهومة لكل المواطنين، في بلد يحكمه منذ الاستقلال في العام 1980 روبرت موغابي البالغ من العمر اليوم 91 عاما.
فالانتقاد العلني لموغابي، اكبر رئيس دولة في العالم، قد يعرض قائله للسجن او لقضاء وقت غير محبب لدى اجهزة الامن او المكاتب القضائية.
ولذا، فان انتقاد الحزب الحاكم الذي يعيش حروبا داخلية ضارية لخلافة الرئيس العجوز، يقف قبل التعرض لرئيسه.
وتنال الجامعة الوطنية حصتها من السخرية، وهي التي يعرف عنها المواطنون انها منحت شهادة الدكتوراه لزوجة الرئيس بعد ثلاثة اشهر فقط على دخولها اليها.
ويقول الممثل اوبريان موديوندياما الذي قدم اخيرا عرضا سياسيا ساخرا مستخدما المراحيض العامة كناية عن الحالة العامة للبلاد "هناك الكثير من المعاناة، الناس يعزون انفسهم بالمشاهدة والضحك".
ويقول الممثل دوك فيكيلا "ثبت طبيا ان الضحك يعالج الضغط".
لدى الاستقلال، كانت زيمبابوي بلدا مزدهرا ونموذجيا في مجال التنمية، ولا سيما في قطاعات الصحة والتعليم، لكنها اليوم غير قادرة على التعافي من ازمتها الاقتصادية والتضخم الكبير الذي اصابها مطلع القرن الجاري، والذي يتحمل موغابي جزءا كبيرا من المسؤولية عنه.
ويجرؤ الممثل في عرضه على تناول مسألة حكم موغابي للبلاد 35 عاما، ويقول "رغم ان مواطني زيمبابوي متعلمون بنسبة تصل الى 99,9995 %، الا انهم الوحيدون في العالم الذين لا يعرفون ان يجيبوا عن سؤال سخيف: ما اسم الرئيس السابق لبلدكم"؟ وينفجر الجمهور بالضحك اثر ذلك.
ويعلق الممثل على تفاعل جمهوره "اعصاب الناس مشدودة كثيرا، لذا فهم بحاجة الى ان يتخلصوا من الضغط، يفضلون ان ينفقوا مالهم القليل على شيء يضحكهم".
نبقي انسوي مثلهم
بس المشكله الممثلين اللي عندنا اثقال دم.
!!!!
الظلم منتشر بكل بقاع العالم