تتضاءل فرص التهدئة في اليمن مع تأجيل محادثات السلام التي كانت مقررة في جنيف إلى أجل غير مسمى، فيما استمرت الاشتباكات العنيفة أمس الاثنين (25 مايو/ أيار 2015) في جنوب اليمن ولاسيما في مدينة تعز بين الحوثيين والمقاتلين الموالين لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى.
وقتل 35 شخصاً بينهم 30 مسلحاً من المتمردين الحوثيين ومن عناصر قوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في معارك بمناطق متفرقة من مدينة تعز حسبما أفادت مسئول محلي.
وذكر المسئول أن المعارك بين الحوثيين وحلفائهم، و «المقاومة الشعبية»، احتدمت خصوصاً في شارعي الستين والخمسين وفي حوض الإشراف بوسط المدينة وفي أطرافها الشمالية والغربية.
وذكر المسئول أن «خمسة مسلحين من المقاومة قتلوا وأصيب ستة آخرون».
وأفاد سكان أن قوات الحوثيين وصالح قصفت منذ ساعات الصباح الأولى أمس (الاثنين) بالدبابات وقذائف الهاون أحياء سكنية.
وقال بسام القاضي، وهو أحد سكان شارع المغتربين، «لقد أسفر القصف عن سقوط قتلى وجرحى كما أن الدمار هائل في المباني».
وأضاف «ما يحدث في تعز هو مجزرة بحق أبناء هذه المدينة التي تعد نواة للانتفاضة التي أطاحت بحكم صالح وهو اليوم مع الحوثيين ينتقم منها».
إلى ذلك، أكدت مصادر محلية في مدينة الضالع الجنوبية لوكالة «فرانس برس» أن مواقع عسكرية ومعسكرات تابعة لميليشيات الحوثيين وقوات صالح سقطت بيد المقاتلين الموالين لهادي بعد معارك شرسة.
وأضافت المصادر ان موقع المظلوم ومبنى الأمن العام وموقع القشاع وموقع الخزان الرئيسي التابع لمعسكر الجرباء، كلها سقطت بيد «المقاومة الشعبية».
وبحسب المصادر، فإن المعارك لاتزال مستمرة في محيط معسكر عبود التابع للواء 33 مدرع المنهار وموقع الخربة، وهما موقعان تسيطر عليهما القوات الموالية لصالح.
وذكر مصدر في المقاومة أن المقاتلين المناوئين للحوثيين سيطروا على ست دبابات من داخل معسكر الجرباء.
وتطوي العملية العسكرية الجوية التي أطلقها التحالف العربي الذي تقوده السعودية، أمس (الاثنين) شهرها الثاني. وكان التحالف التزم بهدنة إنسانية لخمسة أيام حتى 17 مايو، إلا أنه استأنف ضرباته بقوة بعد ذلك.
ودعت الأمم المتحدة إلى محادثات سلام في جنيف، إلا أن هذه المحادثات التي كان يفترض أن تنطلق الخميس، أرجئت من دون تحديد موعد جديد لها.
وقال مسئول في الأمم المتحدة لوكالة «فرانس برس» الأحد «استطيع التأكيد انه تم إرجاء الاجتماع» من دون مزيد من التفاصيل. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعلن هذا الاجتماع الأربعاء آملاً أن يساعد «في إحياء العملية السياسية في اليمن والحد من أعمال العنف وتخفيف العبء الإنساني الذي بات لا يحتمل».
وكان مقررا أن يبدأ المؤتمر الخميس المقبل ويستمر ثلاثة أيام وسط غموض بشأن هوية المشاركين فيه. لكن الحكومة اليمنية اشترطت للتوجه إلى جنيف أن ينسحب المتمردون الحوثيون من المناطق التي احتلوها.
وخلال لقاء مع مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ في الرياض، دعا الرئيس عبدربه منصور هادي الأمم المتحدة إلى «بذل مزيد من الجهود لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 باعتباره المرجعية الرئيسية الناظمة لعملية الانتقال السلمي باليمن»، بحسب ما نقلت عنه وكالة «سبأ» التابعة لحكومة المنفى.
ويطلب القرار 2216 خصوصاً من الحوثيين التخلي عن الأراضي التي سيطروا عليها وإعادة الأسلحة التي استولوا عليها من الجيش وأجهزة الدولة.
وفي تعليق على المحادثات المقترحة في جنيف، أعرب الباحث والمحلل السياسي اليمني علي البكالي لوكالة «فرانس برس» عن تخوفه من مؤتمر يهدف إلى صيغة «تقاسم طائفي» لليمن.
وقال «إن الهدف من مؤتمر جنيف قد يكون طرح صيغة تقاسم جيوطائفي للدولة وللسلطة تكون اقرب إلى النموذج اللبناني». وتساءل «ماذا فعل مؤتمر جنيف لسورية. لم نسمع من مؤتمر جنيف أي حل للأزمة السورية والحرب مستمرة منذ سنوات».
العدد 4644 - الإثنين 25 مايو 2015م الموافق 07 شعبان 1436هـ