هي وإن كانت عاصمة (الموضة) وإبداعات المصممين العالمين، لكنها ليست كذلك فحسب، فهي (باريس)... مدينة الرومانسية والفنون والثقافة وبالتأكيد مدينة التسامح واحترام الثقافات، هكذا رآها المصور الفوتوغرافي البحريني فهمي الإسكافي، فجمال المدينة لا ينحصر فقط وفقط في الأزياء... تستطيع أن تتذوق تاريخ الفنون وسحر متحف «اللوفر» ومهارات العمارة وإبداعاتها.

حاملًا كاميرته، فوتوغرافيا وفيديو، كان الإسكافي يبحث الجمال في التقاطاته التي حرص على ألا تكون نمطية مكررة في مدينة يتوجب على كل المبدعين والفنانين والمثقفين أن يظهروا أعلى ما لديهم، وعند مرورك شارع (الشانزليزيه) باعتباره أشهر شوارع فرنسا على الإطلاق، وأهمها استقطاباً للسياح، فليس الصخب وحده هو المثير للحيوية، بل لقاءات الناس وكأنهم يعرفون بعضهم بعضاً منذ سنين طويلة، ولأنه الأكثر جذباً للسياح، ففي ميدانه تتوزع محطات مترو الأنفاق وهذا ما يجعل قدوم الناس ومغادرتهم للشارع أمراً في غاية السهولة.

في ذلك الشارع، تكتظ لافتات أشهر بيوت الأزياء في العالم، وتقابل أناساً من مختلف الجنسيات في المقاهي والمطاعم المنتشرة بشكل تعجز عن عده وإحصائه، وسيكون الوضع ذاته حين تنتقل إلى ميدان (كونكورد) ويقال إن المسلة المصرية الشهيرة هناك بناها نابليون بونابرت كتخليد لما حققه جنوده من انتصارات والله أعلم! ومن هناك، تستطيع اتخاذ قرارك لتنظيم جولة في التاريخ، وحتماً ستتجه إلى أشهر المتاحف الفنية في العالم وهو متحف (اللوفر).

وحسب المعلومات التي قرأتها، فإن هذا المتحف يحوي أكثر من مليون قطعة فنية سواء كانت لوحة زيتية أو تمثالاً، ذلك بخلاف المجموعة الرائعة من الآثار الإغريقية والرومانية والمصرية ومن حضارة بلاد الرافدين العريقة - والتي يبلغ عددها 5664 قطعة أثرية، بالإضافة إلى لوحات وتماثيل يرجع تاريخها إلى القرن الثامن عشر الميلادي.

ربما ستسألون: «هل من ذكر لبرج إيفل؟»، بالتأكيد، فهذا البرج يبدو وكأنه وجهة الناس طيلة اليوم، وداخل طابقه الأول تتعرف على قصة بنائه بالرسوم والنماذج والوثائق ويتم عرضها لك على شاشات العرض، وفي الطابق الثاني يرتاح الزوار في منطقة المطاعم، والطابق الثالث هو مكتب مهندس البرج، ومع حلول المساء، تبدأ أنوار البرج في الوميض، لكن أغلب الناس يحرصون على التواجد قبيل الغروب لمشاهدة منظر الغروب الرائع.

لك كل الخيارات فيما بعد... (نهر السين) لا حد لنشاطه، وبالقرب منه تقع غابة (بولونيا) بمسطحاتها الخضراء وبحيراتها المدهشة، ويا لها من فرصة ذهبية لزيارة قصري (فرساي) الملكي وعليك أن تكون مستعداً فالمرشد السياحي قد يشرح لك التفاصيل في جولة تمتد إلى أكثر من 3 ساعات.

وإذا كنت ترغب في شراء هدايا بسعر مناسب، ففي قرية (لافيلاج) تجد ما تريده وبماركات عالمية أيضًا! أما إذا كنت من محبي اقتناء الكتب، ففي الحي اللاتيني بالقرب من نهر السين توجد مكتبات تاريخية في جو بديع، فغالباً ما يكون مناخ مدينة باريس معتدلًا، فمتوسط درجة الحرارة العظمي في شهر يناير/ كانون الثاني ست درجات مئوية، أما متوسط درجة الحرارة في شهر يوليو/ تموز فيبلع 25 درجة مئوية، أما الأمطار فتسقط بشكل كبير في شهر أغسطس/ آب، وأقل هطول للمطر في شهر مارس/ آذار.

مدينة باريس قبلة الرسامين والفنانين، وكانت تعد أيضاً مركزاً أساسياً لأوربا منذ قرون لكل الفنانين والرسامين والأدباء، فليس هناك رسام أوربي إلا وقضى جزءًا من عمره في باريس، فكانت مركـزاً لكل المدارس الفنيـة من كلاسيكيـة وانطبـاعية وسوريالية، ولباريس الثقل الكبير في أعمال الفنانين العالميين: فيها متحف الرسام الكبير والأسباني الولادة بابلو بيكاسو(1881-1973) الذي عاش القسم الأكبر من حياته في فرنسا. وقد افتتح متحف بيكاسو عام 1986 بعد أن جمعت أعماله الفنية بمساعدة عائلته. ومتاحف أخرى لفنانين إضافة إلى المتاحف الكبيرة.