جَهِّز تَوابيتَ النَّوايا ما استطعتْ

أَنا خائنٌ

سَأُديرُ مِفتاحَ القَصيدةِ دونَ قافيةٍ وَبابْ

هَيّا تَلصَّصْ بينَ نافذةِ الحروفْ

قُلْ ما تَشاءْ

فَلَكَ المَساءْ

كُلُّ الكَلامِ مُحرَّمٌ إِلا سِواكْ

يا أَنْتَ رَبُّ الخوفِ يَفْضحُكَ الضِّياءْ

في حانةِ الْمَعنى صُلِبْتُ وَفي دَمي

تَتناسَلُ الأَفكارُ بَعدَ مَخاضِها

تَقِفُ القَصيدةُ كالْمَسيحْ

لا الهَمْسُ في لُغتي يَفُكُّ رُموزَهُ

فأَنا الْمُزمَّلُ بِالحياةْ

وَالشِّعِرُ مِنطقةُ التَّعَبُدِّ وَالصَّفاءْ

أَوْقدْتها نيرانكَ العَمياءَ دائرةً مِنَ الشَّكِّ العَقيمْ

أَتُراكَ تُحرِقُني لأَبْزُغَ مِنْ لَظاكْ؟

أَقْبَرْتَها مَقطوعةَ الشَّجنِ الْمُباغِتِ لِلْعلنْ

اعْبثْ بِأَنفاسي بِشَرنقَةِ الغُرورْ

لا لَنْ تُخيطَ لِيَ المصيرْ

سَتظَلُّ كُلُّ طَلاسمي وَنَسائمي رَهنَ الجُذورْ

هَلاّ أَفقتَ مِنَ التَّخفي في صَناديقٍ تُبعثرُ بُؤْسها

تَلتذُّ في كَشْفِ الزَّوايا الْمُهملاتْ

وَمتى سَيُقطَعُ نَبْضُ صَوتي كَيْ أَغيبْ؟

وَعلى سَقوطي تَحْتفي

فاشْربْ مِنَ النَّخْبِ اللَّعينْ

أَنْتَ الغَريقُ بِصَفْحتي

فَهُنا الْمَرافئُ لُعْبتي

أَنّى اهتَديتْ

يا أَيُّها الْمِسكينُ هَلْ مازِلْتَ ناحِيَتي تُشيرْ؟