العدد 4641 - الجمعة 22 مايو 2015م الموافق 04 شعبان 1436هـ

لهجاتنا من وجهة نظر الآخرين... «البحرينيون الجدد»

تعتبر اللهجة البحرينية من اللهجات المتشعبة، الصعبة، قياساً بالكثير من اللهجات الخليجية والعربية. هذه الصعوبة تكمن في امتزاج وتداخل هذه اللهجة مع الكثير من اللهجات كالإنجليزية، والهندية، والإيرانية، والعراقية... الخ. وبالتالي هناك صعوبات يعاني منها «البحرينيون الجدد» بخصوص تعلم تلك اللهجة «شديدة التعقيد».

بشأن هذا الموضوع قمت بإجراء لقاء خاص مع محمد أحمد الجارحي، موظف في جامعة البحرين. الجارحي مصري مقيم في البحرين منذ 25 عاماً وحاصل على الجنسية البحرينية. وإليكم نص اللقاء:

يقول الجارحي: «في بداية مجيئي إلى البحرين لم أتمكن من التأقلم مع اللهجة البحرينية، حيث عانيت معها كثيراً طوال ثلاثة أعوام إلى أن فهمتها تقريباً. الصعوبات من وجهة نظر الجارحي تكمن في المفردات الدخيلة على اللهجة البحرينية والتي من الصعب فهمها، مثال ذلك: إش هست (ماذا حدث) فهي كلمة غير مفهومة على الإطلاق وأيضاً كلمة عرنجوش (عصير طماطم)، إيه (نعم)، مول أو موليه (قطعاً)، عمبلوس (إسعاف)، يوتيرن «كوّع» (ارجع مرة أخرى)، الليت (المصباح)، البمبر (الصّدام الأمامي للسيارة)، الحداگ (صيد السمك)، الدريشه (النافذة)، الطوفه (الحائط)، دشيت عليهم بالعترّمي (دخلت عليهم بقوة وشجاعة).

ويضيف «من خلال الأصدقاء تعلمت اللهجة البحرينية، وما ساعدني على ذلك أني كنت شاباً في تلك الفترة، وبالتالي لم يكن لدي مشكلة نهائياً مع حفظ المصطلحات».

يشير الجارحي إلى أن «البحريني لديه ملكة حاضرة لأن يفهم كل اللهجات. لدي صديق بحريني يتكلم المصرية بطلاقة ومن الصعب على الآخرين اكتشاف أنه بحريني».

ويواصل «شعب البحرين له ميزة الإلمام بلهجات الغير وهذا مكسب كبير، لأنه شعب ذكي جداً، فالشعوب الآخرى تؤقلم الغير للهجتها المحلية، أما البحريني تراه يتكلم باللهجة الهندية والفارسية والإنجليزية بدلاً من أن يتكلم بلهجته المحلية.

البحريني، كما يقول الجارحي، يتقبل كل اللهجات، لذا يتكلم للمصري باللهجة المصرية أويحاول أن يدمج بين اللهجة البحرينية والمصرية في آن واحد.

يقول الجارحي إنه سكن في منطقة القضيبية 23 عاماً وفيما بعد في منطقة الرفاع ما يقارب العام والنصف لذا تعلم لهجتهم، إلا أن زملاءه في العمل من «البحارنة» يتحدث معهم ويفهم لهجتهم أيضاً، وبالتالي ليس لديه الآن أي مشكلة مع اللهجات البحرينية عموماً.

يقول الجارحي: «الفرق يكمن في استخدام حرف الشين، مثال: أهل السنة يقولون (إشلونچ) مقابل البحارنة الذين يقولون (إشلونش)، كذلك حرف الفاء الذي يستخدمه البحارنة، وخاصة في القرى، مثال ذلك (افنين)، حيث يكون الثقل على حرف الفاء مع إطالة الكلام مثل (هادا ويه)، (وش لحوال)، إضافة إلى استخدام حرف الجيم، ففي حين يقول البحارنة (مسجد) يقول السنة (مسيد).

يقول الجارحي: «على رغم معرفتي وإتقاني للمفردات البحرينية فإنني لم أتمكن من إتقان الصوت (اللحن) البحريني الذي يميز البحريني عن غيره، فمن خلال صوتي يمكن أن تتعرفي على أصلي المصري.

يقول الجارحي: «من الأمثال البحرينية التي حفظتها «كل ساگط وله لاگط» بمعنى عندما تشتري شيئاً مثل الموز وتقول للبائع هل هناك أحد يشتري هذا؟ لأنه غير جيد، فيرد عليك بهذا المثل.

«اللي ايعزي والا ما يعزي ياكل عيش لحسين»، بمعنى إن الذي يعمل ويجتهد والذي لا يعمل ولا يجتهد، في النهاية سوف يحصلان على المكافأة نفسها والامتياز نفسه.

يقول الجارحي: «ابنتي الكبيرة دعاء عمرها 22 عاماً، درست في مدارس أجنبية وبالتالي هي تتحدث الإنجليزية أكثر من اللهجات الآخرى حتى مع صديقتها البحرانية، فكلتاهما تتحدثان الإنجليزية ونادراً العربية والبحرينية، لذا فنسبة إتقانها للهجة البحرينية يمكن أن أحددها بـ 80 في المئة. دعاء لا تتقن اللحن/ الصوت البحريني، لذا يمكن التعرف على أصلها المصري، أما ابنتي الآخرى آية وعمرها 17 عاماً، فإن إتقانها للهجة البحرينية 100 في المئة فهي تتحدث مع صديقاتها باللهجة البحرينية، وعند مشاهدتك لها لا يمكنك التعرف عليها سواء من خلال اللهجة أو الشكل، لأن ملامحها عربية ولباسها بحريني وهو العباءة وبالتالي من الصعوبة التعرف على أصلها غير البحريني (المصري). أما ولاء وهي الأصغر سناً وعمرها 5 أعوام، فإن إتقانها للهجة البحرينية أيضاً 100 في المئة.

يقول الجارحي إنه يشعر بالاغتراب في الأعياد، خاصة، حيث يكون الناس بين ذويهم «العوائل البحرينية تجتمع مع بعضها البعض لإحياء تلك المناسبات «المعايدة»، وبالتالي أشعر بالوحدة، وخصوصاً أني لا يوجد لدي عائلة أقوم بزيارتها في تلك المناسبات، فعائلتي الكبيرة في مصر (البلد الأم)، عوضاً عن ذلك أقوم بزيارة الأصدقاء البحرينيين لتهنئتهم بهذه المناسبة السعيدة».

ختاماً قدمت الشكر الجزيل إلى شريكي في أرضي حديثاً الجارحي، وأوصيته أن يسلم على شركائي في أرضي، ولهجتي، وثقافتي «بناته».

العدد 4641 - الجمعة 22 مايو 2015م الموافق 04 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:13 ص

      لونا العريض

      مقال ممتع و شيق وهذه البحرين رغم صغرها الا انها مليئه باللهجات

    • زائر 3 زائر 1 | 6:17 ص

      مقال جميل

      شكرا للصحفية و للضيف و الشكر موصول للوسط

اقرأ ايضاً