أصدرت جمعية السرطان الأميركية مؤخراً، تقريراً يعتبر بحثاً مفصلاً عن إحصائيات عدد الناجين من السرطان في 48 صفحة، معتمداً على ما يقارب 209 دراسات ومراجع، وخلص التقرير إلى أن عدد الناجين من مرض السرطان في يناير/ كانون الثاني العام 2014 بلغ 14.5 مليون في الولايات المتحدة الأميركية فقط من الأطفال والبالغين؛ وأن هذا العدد مرشحٌ للإزدياد ليبلغ 19 مليوناً في العام 2024.

وصرحت جوليا رولاند من المعهد الوطني للسرطان في أميركا، بأن ازدياد عدد الناجين من مرض السرطان سيحدث بالأساس بسبب اتساع قاعدة المسنين في المجتمع، وتوقعت أنه بحلول العام 2020 سيبلغ ثلثا الناجين من مرض السرطان 65 سنة أو أكثر.

الناجي من مرض السرطان هو شخص أصيب سابقاً أو هو مصابٌ حالياً بنوع من السرطانات، ولا يزال على قيد الحياة. ولذا وجب أن يتغيّر نمط الحياة لجميع الناجين من السرطان وذلك باتباع نمط حياة وسلوك صحي يتمثل في ممارسة الرياضة البدنية بشكل منتظم، وتحسين النظام الغذائي ليكون صحياً، والتوقف عن التدخين والعادات السيئة، واتّباع نمط حياة وسلوك بعيد عن التوتر والإحباطات، وذلك عن طريق ممارسة نشاطات مثل التأمل أو اليوغا أو الريكي، مع تعلم نظام التنفس الصحيح.

إن تبلور هذه الأفكار خلصت إلى أهداف محددة، وهي أولاً: يجب الاحتفاء بجميع الناجين من مرض السرطان. ثانياً: يجب تشجيع وإلهام الأفراد المصابين حديثاً من أجل تشجيعهم لمقاومة ومحاربة مرضهم. ثالثاً: يجب تقديم الدعم والمساندة لعوائل المصابين والناجين. رابعاً وأخيراً: إعطاء الزخم للمجتمع، أفراداً ومؤسسات، لكي يلعبوا دوراً في هذا المجال. وانطلاقاً من هذه الأهداف تبلورت فكرة اليوم الوطني للناجين من مرض السرطان في العام 1987 على يد ميريل هاستنج خلال المؤتمر الثاني للتحالف الوطني للناجين من مرض السرطان في الولايات المتحدة، وتم تحديد يوم الأحد الأول من شهر يونيو من كل عام، للإحتفاء بالناجين، حيث اعتبر يوماً وطنياً بامتياز.

ونحن في البحرين، انطلقنا في العام 2013 بمبادرات فردية للبدء بالاحتفاء بيوم الناجين من مرض السرطان، ولكن مع تغيير اليوم حيث تم تحديد السبت الأول من شهر يونيو، واتخذ الاحتفاء شكل ممارسة رياضة المشي لمسافة 4 كيلومترات للناجين وأهاليهم وأصدقائهم ومقدّمي الرعاية والمساندة للمصابين، حيث بلغ العدد قرابة الستين مشاركاً. وتمخضت الفعالية عن تشكيل فريق «الناجين من السرطان»، وبلغ عدده عشرين من النساء والرجال «مصابين وناجين». وتم العمل والتنسيق على فعالية العام 2014، وكانت أيضاً ممارسة المشي لمسافة 5 كيلومترات، حيث لاقت الفعالية رواجاً وترحيباً من الناجين ومسانديهم وعوائلهم. وقد تضاعف عدد المشاركين حيث بلغ أكثر من ثلاثمئة مشارك، وأقيمت في مضمار مدرسة سانت كريستوفر، ورفعت الفعاليتان في العامين على التوالي شعار «لنهزم مرض السرطان».

وهانحن نستعد كفريق متحفز وبشكل تطوعي، لتقديم الدعم والمساندة المعنوية بالاحتفاء بيوم الناجين للعام الثالث، وستكون الفعالية ممارسة رياضة المشي في يوم الجمعة الأول من يونيو الذي يصادف الخامس من يونيو، وستنطلق صرخة الناجين بالمشي في الساعة 7:30 مساءً في مضمار نادي الشباب على شارع البديع في منطقة السنابس.

ومن هذا المنبر، ندعو جميع المصابين حديثاً والناجين ومقدّمي الرعاية الطبية، أفراداً ومؤسسات وأهالي، بالمشاركة الفاعلة من أجل المساهمة في رفع الروح المعنوية للمصابين بالمرض لكي يتغلبوا عليه ويهزموه ويحتفوا بالانتصار عليه.