تعتبر البحرين من الدول التي تنشط فيها الزراعة بأنواعها كافة، فقد اشتهرت بتربتها الخصبة ومياهها الوافرة التي تغذي مزروعاتها لتعطي الثمار اليانعة المنتجة بأيدٍ محلية. وعلى امتداد التطور العمراني شهدت البحرين تراجعاً ملحوظاً في المنتوج الزراعي المحلي وكذلك انخفاض المساحات الخضراء في القرى والمدن بسبب التشييد والبناء الذي أخذ يتسع شيئاً فشيئاً.

ولكن هذه المشكلة تم التصدي لها من خلال زراعة الأشجار المحلية في البيوت إلى جانب الزهور العطرية كالنرجس والرازقي والذي أضاف لمسة جمالية وبيئة إلى المنازل والطرق العامة والفرعية، ما أدى إلى انتشار ثقافة الزراعة مرة أخرى بين الأفراد وذلك بزراعة النباتات في أصيص أو مساحة متواضعة في المنازل، والذي شكل نقلة نوعية في مفهوم الزراعة من الإنتاج إلى التجميل.

المشاتل الزراعية

من جهته، قال مدير التسويق في مشتل الخير الزراعي علي جعفر: «هناك تزايد في الإقبال على شراء المزروعات المخصصة للحدائق في البحرين، إذا إن المواطنين والمقيمين يقبلون على شراء الأشجار وإن كانت المساحة محدودة في منازلهم، فبعضهم يلجأ إلى الزراعة فوق أسطح المنازل وذلك بسبب شغفه بالزراعة واهتمامه والتأكيد على أهميتها، أما عن مواسم الإقبال على شراء الأشجار والزهور فإنها تختلف تبعاً لفصول السنة، ففي فصل الربيع يكثر الطلب على الفواكه من الحمضيات، أما في فصل الشتاء فيزداد على الزهور ونباتات الزينة، وعن الإنتاج فإن 90 في المئة من المزروعات في المشتل هي إنتاج محلي، إلا الأسمدة والبذور فإنه يتم استيرادها من الخارج».

من جانب آخر، قال المدير العام لمشتل يونيفرسال علي أحمد: «هناك إقبال على شراء المزروعات التجميلية في البحرين، إذا يكثر الإقبال على شراء الورود الموسمية في فصل الشتاء والتي تمتاز بتنوعها في الألوان والأشكال والأنواع، إذ إن الإقبال لا يقتصر على المواطنين فقط وإنما المقيمين من الجنسيات كافة».

وتحدث عن «إقبال كبير على شراء الأشجار لزراعتها، ولكنه الملاحظ وجود مشكلة عند أكثر زبائن المشتل، إذ إن كثيرين يجهلون الشجرة المناسبة للزراعة في المساحة التي تم تخصيصها من قبلهم وهذا يحتاج إلى نشر توعية وثقافة من هذه الناحية».

سوق المزارعين

قمنا بزيارة إلى سوق المزارعين في الموسم الثالث إذا إنها تشتهر بإنتاجها المحلي الطازج في صباح كل يوم سبت، فقد كانت في السابق تعتمد في مدخولها على الخضراوات والفواكه ولكن سرعان ما قامت بإنتاج النباتات والزهور الداخلية للزينة... التقينا مع ثلاثة مزارعين وتحدثنا معهم بشأن هذا الأمر.

وقال الحاج عباس أحمد المصلح إن الإنتاج الذي يتم بيعه من أشجار وزهور هو معظمه في الواقع بحريني، وإن كان يتم تحسين البذرة عن طريق تهجينها وذلك من أجل تحقيق إنتاج محلي متميز وطازج على الدوام ومقاوم لتغيرات التربة المستمرة، وأكد أن الإقبال على الشراء بشكل دائم، وخصوصاً من قبل المواطنين، إذ لا يقتصر الأمر على يوم السبت فقط، بل إن بعض الزبائن يزورون المشتل لشراء أنواع مختلفة من الورود، وخصوصاً الورد المحمدي، حيث إن الإقبال يرتفع في موسمي الشتاء والربيع.

وذكر المزارع غدير جمعة أن مقطوفات الورد المحمدي شهدت إقبالاً كبيراً طوال الموسمين السابقين، وخصوصاً من المواطنين، ما جعله يتجه إلى زراعة الأغصان في هذا الموسم وشهد إقبالاً أكبر من السابق، إذا إن الإقبال يبدأ من نهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول إلى شهر أبريل/ نيسان، والسبب يرجع إلى أنه هو الموسم الزاهر لوردة المحمدي في البحرين، ونوه إلى أن الاتجاه إلى هذا التنوع في الزراعة يعكس مردوداً إيجابياً من خلال الاتجاه إلى زراعة نباتات الزينة كالورود، وتابع أن وجود هذه المنتجات في السوق هي أكبر دعم لها.

وأوضح نبيل العجيمي أن الزراعة لا تنقطع في فترة معينة بل إنها مستمرة طوال السنة ويتم التخطيط لها بشكل دقيق ومدروس، حيث يتم تصنيف الزهور بحسب مواسمها وذلك حتى يتم زراعتها في وقت مناسب، وذلك لتهيئة نموها بشكل جيد ولتوفيرها بكمية معقولة للزبائن.

وعن الإقبال، بين أن هناك إقبالاً من المواطنين والمقيمين من الجنسيات كافة الذين يتوافدون على شراء هذه المقطوفات، حيث يتنوع عدد الزبائن ويكثر مقارنة بالمشتل الخاص بي، ولذلك فإنه نسعى دائماً لتوفير كل متطلبات الزبائن وما يرغبون به بحسب الموسم.