دعا الأمين العام لجمعية العمل الوطني الديمقراطي «وعد» رضي الموسوي «جماهير الأمة لإعادة الاعتبار للقضية المركزية للأمة، وإعادة إحياء التضامن الحقيقي مع الشعب الفلسطيني وقواه الفاعلة رغم الخلافات المدمرة بين بعض الفصائل والتي نناشدها الكف عن هذا العبث بالشعب الفلسطيني وبقضيته العادلة».
وأضاف في فعالية أقيمت بمناسبة الذكرى السابعة والستين للنكبة العربية، عقدت بمقر جمعية وعد في أم الحصم مساء الأربعاء (20 مايو/ أيار 2015) «في لحظات العتمة التي تعاني منها شعوب الأمة، وحالة التيه السائدة بسبب قتال الإخوة وتدمير الأوطان، تتسلل بعض النظم للتطبيع والتنسيق والتحالف مع الكيان الغاصب».
وقال الموسوي: «كأن العرب يحتاجون إلى نكبات متلاحقة ليفهموا أن نكبة فلسطين هي بداية نكباتهم التي تناسلت نكبات وهزائم مخزية لن يخرجوا من أتونها حتى يفهموا أن فلسطين هي عنوان الصراع وبوصلته في المنطقة».
وأردف «67 عاماً على ضياع فلسطين واحتلالها من قطعان المستوطنين الذين جاءوا من كل أنحاء الدنيا ليحتلوا الأرض والحجر ويهجروا أهلها ويقتلعوا شجرها، أليس الصهاينة هم قتلة الأطفال والأنبياء؟ أليس هم من يقتات داعش اليوم على ثقافتهم بقتلهم الأبرياء؟».
وأفاد «كان ذلك في العام 1948، وما سبقه من مجازر لعصابات شتيرن والهاغانا ضد شعبنا الفلسطيني، واليوم ينتصب مخيم اليرموك على أطراف دمشق ليؤكد استمرار النكبات والنكسات والاحتراب بين الشقيق والشقيق بدعم من ذاك الذي يفترض انه عدو مبين».
وتابع «بعد 67 عاماً من نكبة فلسطين، وبدلاً من توحيد الأمة على هدف واحد، وبدلاً من ضبط البوصلة شطر القدس الشريف، استخدمت النظم العربية القضية الفلسطينية سلماً لاحتكار السلطة والثروة واستعباد البشر، فجاءت المؤشرات المخزية للدول العربية بأنها في آخر طابور الحضارة وخارج التاريخ، فليس هناك أمة تسخر من مقدراتها ومن شعوبها كما تفعل أمة العرب التي كانت «خير أمة أخرجت للناس»، اذ كانت الأهداف للوعي والمعرفة والعلم، وليس لسفك الدماء وتوسيع السجون بدلاً من زيادة المدارس والمستشفيات، «ففي البدء كانت الكلمة»، لكن الشعر العربي مليء «ببيض الصفائح لا سود الصحائف» كثقافة غزو سائدة في تلك الحقب، فكان «السيف اصدق أنباءً من الكتب / في حده الحد بين الجد واللعب».
وأكمل «لأنه كان لغة التفاهم أيام الجاهلية الأولى ومطلع التبشير، وحيث لغة السيف هي السائدة في عالم الغاب الذي يأكل فيه القوي الضعيف».
شدد الموسوي «صحيح أن القضية الفلسطينية لم تعد في نشرات أخبار العرب والعالم بقصد وبغير قصد، اذ طغت أخبار داعش والنصرة والقاعدة في جزء من هذا الوطن الكبير، وسحق المعارضين والزج بهم في السجون وتعذيبهم في جزء آخر من الوطن العربي. وحيث يزداد الشغف بالقتل والتدمير، فليس هناك من دولة في بلاد العرب ليست مرشحة لحمام الدم هروباً من استحقاقات فشل التنمية المستدامة التي تتطلب حكماً رشيداً صالحاً ابتعدت عنه جل الأنظمة التي هي سبب نكباتنا المتلاحقة».
وواصل «لم يؤسسوا لدول مدنية تعتمد معايير حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية ونبذ التمييز، بل أمعنوا في التضييق على المواطن، فسلبوا لقمة عيشه، وصادروا حريته، ونفوه حتى اجبروه على ركوب البحار ليجد له قبراً بين صخورها المرجانية إن لم تأكله حيتان المحيطات بعد أن قذفته حيتان البر في اليم ليلقى مصيره».
وأكمل «أسسوا عزباً خاصة وليس أوطان، وفصلوا القوانين على مقاساتهم، ولا بأس إن يدعسوا ويمزقوا القانون إذا ضاق بهم واتى عليهم. يتصرفون بأن الأرض ومن عليها ملك لهم فحل الدمار في كل بقعة رغم رفعهم شعارهم المشهور «البلد أولا».
وذكر أنه «في لحظات العتمة التي تعاني منها شعوب الأمة، وحالة التيه السائدة بسبب قتال الإخوة وتدمير الأوطان، تتسلل بعض النظم للتطبيع والتنسيق والتحالف مع الكيان الغاصب، باعتباره المنقذ المخلص الذي سيقدم المزيد من خناجر النحر الحادة لهذه النظم، ولهذا تتسلل الأخبار هذه الأيام عن حالات تطبيع جديدة بالتوازي مع سياسة تهويد القدس واقتحام المسجد الأقصى الذي سيحتفل العرب والمسلمون بإسراء نبي الأمة إليه ومعراجه إلى السماء، في الوقت الذي يقتل فيه الطفل الفلسطيني عارياً أمام بوابات مسجد الصخرة وباب العمود في القدس الشريف دون أن يرف جفن لنظام هنا أو قبيلة هناك».
وأضاف «لكن الحقيقة التي لا تقبل القسمة ولا تحجب بغربال الإعلام الأصفر، أن فلسطين هي عنوان الصراع وستبقى. ومن بوصلته غيرها فهو الهالك رغم ما يجري من تشويه وحرف لما يجري على الأرض».
وختم الموسوي «في الذكرى السابعة والستين للنكبة، ندعو جماهير الأمة لإعادة الاعتبار للقضية المركزية للأمة، وإعادة إحياء التضامن الحقيقي مع الشعب الفلسطيني وقواه الفاعلة رغم الخلافات المدمرة بين بعض الفصائل والتي نناشدها الكف عن هذا العبث بالشعب الفلسطيني وبقضيته العادلة».
وفي كلمة جمعية مقاومة التطبيع قال عضو الجمعية محمود مرهون «تمر الذكرى 67 وما يزال الكيان الصهيوني يحتل الأرض ويقتل ويدمر، ومازال المشروع العربي غائب، ولا توجد لديه استيراتيجية دفاعية لتحرير أرضنا العربية فلسطين؟
وتساءل «هل تراجع الحس العربي من اجل النضال لاسترجاع هذه الأراضي العربية؟ لا يمكن أن تضيع كل هذه التضحيات أمام الانقسام في الصف الواحد في ظل غياب جبهة فلسطينية موحدة».
وأضاف مرهون «يجب إنعاش الذاكرة العربية بالمجازر التي ارتكبت في حق الشعب الفلسطيني، وحرمان من الحقوق التي كفلتها لشرائع الدولية، فقد غيبت الإرادة العربية لصالح نزاعات طائفية تخدم المشروع الأميركي الصهيوني، وتنفيذ مخططاته».
وتابع «يراد توجيه الشعوب العربية بعيدا عن العدو الحقيقي، لتبقى الشعوب العربية غائبة وتضيع البوصلة تجاه تحرير فلسطين وتحقيق الوحدة العربية».
وختم مرهون «تمر الذكرى وما يزال الشعب العربي يرفض التطبيع مع عدو ارتكب المجازر بحق المواطنين الأشقاء الفلسطينيين».
العدد 4640 - الخميس 21 مايو 2015م الموافق 03 شعبان 1436هـ