احتفت جمعية نهضة فتاة البحرين، مساء يوم الأربعاء الماضي (20 مايو/ أيار 2015)، في مركز عيسى الثقافي، بحضور الشيخة مريم بنت حسن آل خليفة، ممثلةً عن قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، بمرور 60 عاماً على تأسيس الجمعية، فيما أكدت رئيسة مجلس إدارة الجمعية نادية المسقطي، دور الجمعية في رفع مستوى وعي المرأة البحرينية الثقافي والاجتماعي، وصولاً لمرحلة إدماجها في المجتمع، إلا أنها اعتبرت أنه مازال لدى الجمعية عدد من «الأمنيات المؤجلة»، أبرزها إصدار الشق الثاني من قانون الأحوال الشخصية، وقانون العنف الأسري، وقانون منح الجنسية لأبناء البحرينية من زوج أجنبي.
من جهته، ألقى محمد يتيم كلمة عن عائلة الوجيه حسين يتيم، استذكر فيها بدايات تأسيس جمعية النهضة من قبل المرحومة والدته عائشة يتيم وعدد من النساء اللاتي عاصرنها.
أما رئيسة الاتحاد النسائي زينب الناجم، فقالت في بداية كلمتها: «إن جمعية النهضة صفحات متأصلة وحكايات جميلة من العمل الدؤوب في مسيرة المرأة والمجتمع، وهي بدايات لم تنتهِ».
الجفير - أماني المسقطي
أكدت رئيسة مجلس إدارة جمعية نهضة فتاة البحرين نادية المسقطي على دور الجمعية في رفع مستوى وعي المرأة البحرينية الثقافي والاجتماعي، وصولاً لمرحلة إدماجها في المجتمع، إلا أنها اعتبرت أنه مازال لدى الجمعية عدد من «الأمنيات المؤجلة»، أبرزها إصدار الشق الثاني من قانون الأحوال الشخصية، وقانون العنف الأسري، وقانون منح الجنسية لأبناء البحرينية من زوج أجنبي.
جاء ذلك خلال الاحتفال بمرور ستين عاماً على تأسيس جمعية نهضة فتاة البحرين، والذي أقيم مساء يوم الأربعاء الماضي (20 مايو/ أيار 2015)، في مركز عيسى الثقافي، بحضور الشيخة مريم بن حسن آل خليفة، ممثلة عن قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الأعلى للمرأة الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة.
وخلال الحفل، قالت المسقطي: «إن البدايات الأولى للعمل الاجتماعي الأهلي في البحرين، ليست حديثة العهد وإنما تعود للقرن الـ19، ولكن لم يبرز شكلها التنظيمي ويأخذ طابعه المؤسسي، إلا مع بداية الدولة الحديثة في الخمسينيات، حين تأسست بعض الجمعيات الأهلية ومارست دورها حتى قبل صدور قانون ينظم عملها».
وتابعت «تلمست هذه الجمعيات احتياجات المجتمع البحريني، وعلى رأسها المرأة، وجمعية النهضة مارست بدورها عملها في تلك الفترة، لتكون أولى الجمعيات النسائية في منطقة الخليج، وسعت من خلال عدة محطات لرفع مستوى وعي المرأة الثقافي والاجتماعي، وصولاً لمرحلة إدماجها في المجتمع».
وتطرقت المسقطي إلى أبرز مشروعات جمعية النهضة، بداية بمشروع رياض الأطفال، وصولاً لتبني قضايا حقوق المرأة مع بداية الاهتمام الدولي بها، حين شاركت في مؤتمر نيروبي في العام 1985 والذي وضع استراتيجيات للحد من التمييز بين الرجل والمرأة، ومن ثم مشاركتها في مؤتمر بيجين في العام 1995، والذي أكد على المساواة بين الرجل والمرأة، والذي على ضوئه تمت صياغة خطة عمل حديثة للجمعية يمكن قياس أدائها وفق مؤشرات الأمم المتحدة.
وقالت: «حرصت الجمعية على ترجمة روح ومضمون المبادئ الدولية التي طالبت بها أدبيات الأمم المتحدة في مجال مناهضة العنف ضد المرأة، وبموجب ذلك أسست الجمعية مركز عائشة يتيم للعنف الأسري في العام 2007».
وأضافت قائلة: «سعت الجمعية لتمكين المرأة البحرينية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، بدءاً من المساهمات المادية المباشرة إلى برامج الاستثمار الاجتماعي، ومن هذا المنطلق أسست الجمعية مشروعات نسائج ومكتب دعم المرأة المعيلة، إذ أسهم الأخير في إنشاء ثلاثة برامج، وهي برنامج صناعة السماد العضوي من بقايا الأطعمة المنزلية، وبرنامج تدوير منتجات الورق والألمنيوم والبلاستك وبرنامج الملابس المستخدمة، إذ تسهم النساء المعيلات في هذه المشروعات لتوفير عائد اقتصادي لهن».
واعتبرت المسقطي أن رحلة عطاء جمعية النهضة المتواصلة، لم تكن مفروشة بالورود، على حد قولها، وإنما في الكثير في محطاتها كانت محفوفة بالعثرات، مما شكل تحدياً من أجل الإصرار على التغلب عليها واعتماد أساليب عمل جديدة.
وأشارت إلى أن مسيرة الجمعية لم تكن لتستمر من دون الدعم المادي والمعنوي الذي لقيته من الطاقات البشرية للجمعية والمؤسسات الأهلية والوطنية التي أشرفت على استمرار المشروعات التي تديرها الجمعية باتجاه تعزيز الشراكة المجتمعية وتحقيقاً لمبدأ التنمية المستدامة.
وأكدت المسقطي على أهمية برنامج المنح المالية الذي تقدمه وزارة التنمية الاجتماعية، والتي حصلت عنه الجمعية على درع التميز بمناسبة فوزها ببرنامج المنح المالية على مدى خمس سنوات متتالية منذ بدء تطبيقه في العام 2006.
وقالت: «ساهمت تلك المنح في استمرارية المشروعات التنموية التي تبنتها الجمعية، كما ساهم برنامج المنح في تبني برامج تنموية تسهم في خدمة المجتمع».
وأشادت المسقطي بالجهود التي ساهمت ومازالت تسهم في دعم عمل الجمعية طوال سنوات عطائها، وخصوصاً قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، على دعمها السخي وتشجيعها الدائم للجمعية، متوجهة بالشكر إلى الشيخة ثاجبة آل خليفةعلى تبرعها السنوي للجمعية، وإلى عائلة الوجيه حسين يتيم على دعمها ومساهمتها الدائمة للجمعية ومشروعاتها، وإلى شركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، وبنك البحرين الوطني، وبنك البحرين والكويت، وشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات.
وقالت: «إن احتفالنا اليوم بالذكرى الستين لجمعية نهضة فتاة البحرين، هو تجسيد لمرحلة تاريخية مهمة في الوطن، لا يمكن إغفالها أو تجاهلها، إذ كانت بداية لمسار طويل في العمل النسائي، نقشت سطوره أجيال مختلفة من نساء البحرين منذ فترات مضت، وفترات نعيشها، وفترات يعيشها جيل أبنائنا، نأمل خلالها أن تتمكن المرأة في مجتمعنا من تحدي الصعوبات وارتقائها إلى مراحل ريادية فاعلة ومؤثرة في صنع القرار».
وختمت المسقطي حديثها بالقول: «هناك أمنيات مازالت مؤجلة، كإصدار الشق الثاني من قانون الأحوال الشخصية، وقانون العنف الأسري، وقانون منح الجنسية لأبناء البحرينية من زوج أجنبي، وتعديل قانون الجمعيات الأهلية بما يتناسب وتاريخ الجمعيات الأهلية في البحرين، وشراكة مجتمعية حقيقية في التعاون مع كافة مؤسسات المجتمع، تحقيقاً لواقع أفضل للمرأة البحرينية».
ومن جهته، ألقى محمد يتيم كلمة عن عائلة الوجيه حسين يتيم، استذكر فيها بدايات تأسيس جمعية النهضة من قبل المرحومة والدته عائشة يتيم وعدد من النساء اللواتي عاصرنها.
وقال: «بداية العمل النسائي في البحرين كانت حين اجتمعت عدد من النساء في أكتوبر/ تشرين الأول 1955، وقررن القيام بعمل تطوعي، والذي أعقبه إنشاء جمعية نهضة فتاة البحرين، وبعد مرور هذه السنوات، تغير وضع المرأة في البحرين بسبب جهود الجمعية والجمعيات الأخرى التي كانت تسير وفق ذات الهدف، وأصبحت المرأة البحرينية وزيرة وسفيرة وممثلة في البرلمان، وتم تتويج جميع هذه الجهود بإنشاء المجلس الأعلى للمرأة بقيادة قرينة عاهل البلاد صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة، والتي تقدم الدعم اللامحدود من أجل تمكين المرأة البحرينية».
وتابع قائلاً: «مازلت أتذكر حين كانت والدتي وعدد من النساء يجتمعن كل أربعاء في بيتنا، وقرر على إثرها والدي أن هذه الجهود تحتاج إلى مقر دائم، فوهب للجمعية قطعة الأرض التي أقيم عليها المقر الحالي».
وأضاف: «أتذكر في هذه اللحظات التاريخية عبارة كانت ترددها والدتي: (تعلمت من والدي كيف أحب الناس وأحترمهم، فالخير كثير والإنسانية عائلة كبيرة، ونحن أفراد في هذه العائلة على اختلاف أجناسنا...)».
وواصل يتيم: «ما كان هذا العطاء سيستمر لولا جهود عضوات الجمعية اللواتي تعاقبن على إدارتها وعملن فيها بجد وإخلاص على مدى السنوات الماضية، وتكللت هذه الجهود بعدة مشروعات، من بينها روضة الأطفال ومحو الأمية ونسائج ومركز عائشة يتيم للإرشاد الأسري الذي يسهم في حماية النساء المعنفات».
أما رئيسة الاتحاد النسائي زينب الناجم، فقالت في بداية كلمتها: «جمعية النهضة صفحات متأصلة وحكايات جميلة من العمل الدؤوب في مسيرة المرأة والمجتمع، وهي بدايات لم تنتهِ».
وأضافت: «لقد بدأ مشروع الاتحاد النسائي مع جمعية نهضة فتاة البحرين منذ اللحظة الأولى في الاجتماع الذي احتضنته الجمعية بالتنسيق مع جمعية أوال النسائية في 3 يونيو/ حزيران 2001، والذي شاركت فيه 147 امرأة يمثلن الجمعيات النسائية والشخصيات المجتمعية، وانبثقت عنه اللجنة التحضيرية للاتحاد النسائي البحريني، ومن ثم بدأ معترك الحصول على الإشهار، حتى صدر الحكم لصالح الاتحاد في شهر فبراير/ شباط 2006».
وأشارت الناجم إلى أنه للمساهمة في تحسين وتعميق الوعي المجتمعي بحقوق المرأة ومسئولياتها، وبما يتوازى مع أهداف الاتحاد النسائي البحريني، نفذت جمعية النهضة عدة أنشطة وفعاليات والتي تعتبر محطات هامة في تاريخها، أبرزها تبني الجمعية دعوة المرحوم حميد صنقور بأهمية المطالبة بوجود قانون للأحوال الشخصية في البحرين، وعليه دعت الجمعية جميع المؤسسات النسائية الأخرى للتشاور، إذ تمخضت تلك المشاورات - بحسب الناجم - عن تأسيس لجنة للأحوال الشخصية في العام 1982، والتي مثلت الإنطلاقة الأولى لهذا المشروع الحقوقي.
وقالت: «عقدت حلقة دراسية بشأن قانون الأحوال الشحضية في ديسمبر/ كانون الأول 1987، والتي خرجت بخطاب إلى وزير العدل والشئون الإسلامية آنذاك، تضمن توصية بضرورة إصدار القانون».
وأضافت: «مع بداية المشروع الإصلاحي لجلالة الملك وحصول المرأة على حقها في المشاركة في الانتخابات النيابية، فتحت جمعية النهضة أبوابها متفاعلة مع الحدث كحق مكتسب من خلال مجموعة من الفعاليات والبرامج».
كما تطرقت الناجم، إلى تبني جمعية النهضة حلقة حوارية بعنوان «معاً من أجل أسرة خالية من العنف» في العام 2005، والتي خرجت بمجموعة من التوصيات على صعيد برامج التدريب والتوعية والإرشاد والتشريعات، مشيرة إلى أن الاتحاد النسائي تابع هذا الملف مع السلطة التشريعية وساهم في مسودة قانون الحماية من العنف الأسري للعام 2007.
وبينت بأن انضمام البحرين لاتفاقية وقف كافة أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) في العام 2002، جاء بعد 47 عاماً على تأسيس جمعية النهضة، لافتة إلى أن الجمعية أخذت على عاتقها المبادرة بتأسيس اللجنة الأهلية في العام 2003، والتي أنيط بها إعداد التقرير الأول لهذه الاتفاقية.
وقالت: «إن ذهاب الوفد الأهلي البحريني لجنيف لحضور مناقشات التقرير الرسمي بشأن الاتفاقية وعرض التقرير الأهلي الأول في العام 2008، ما هو إلا امتداد لجهود اللجنة الأهلية التي أسستها الجمعية».
وتابعت: «إن الدعم الأدبي والمادي الذي قدمته الجمعية للوفد الأهلي في العام 2014، كان له أكبر الأثر في نجاح مهمة الوفد الأهلي بجنيف عند عرض التقرير الثاني للاتفاقية في فبراير 2014».
وأكدت الناجم في كلمتها كذلك، على دور جمعية النهضة كداعم رئيسي لأنشطة الاتحاد النسائي، مشيدة في الوقت نفسه بالتزام جمعية النهضة كمؤسسة اجتماعية نسائية بقضايا المرأة ومحاولة النهوض بأوضاعها وإيجاد الحلول لها بالتعاون مع بقية الجمعيات النسائية الأخرى.
وتضمن الاحتفال، عرض فيلم قصير عن أبرز إنجازات جمعية نهضة فتاة البحرين، ومن بينها مشروعات محو الأمية، والتي بدأت في العام 1962 بتنظيم فصول مسائية للنساء، أعقبه فتح فصول أخرى في عدد من مدن وقرى البحرين ضمن سعي الجمعية لتنمية المرأة الريفية، ناهيك عن تقديم عدد من المنح الدراسية للمرأة البحرينية داخل وخارج البحرين.
وتطرق الفيلم كذلك، إلى اهتمام الجمعية منذ سبعينيات القرن الماضي بالجانب الحقوقي للمرأة، من خلال المشاركة بفعالية بتأسيس دور لرياض الأطفال في العام 1970 دعماً للمرأة العاملة وإشراكها في عملية التنمية.
بالإضافة إلى تأسيس مكتب للاستشارات والعلاقات الأسرية في العام 1998، لتقديم الاستشارات للنساء والأسر المتضررة للعنف، والذي تبعه إنشاء مركز عائشة يتيم للإرشاد الأسري في العام 2007.
وكذلك إنشاء مشروع نسائج للمطرزات التراثية في العام 2003، ومشروع مكتب دعم المرأة المعيلة في العام 2009.
العدد 4640 - الخميس 21 مايو 2015م الموافق 03 شعبان 1436هـ
ياعمري عليها نهضة فتاة البحرين
ياما حبيتها من منهج المدرسة..وصلت سن التقاعد