العدد 4639 - الأربعاء 20 مايو 2015م الموافق 02 شعبان 1436هـ

دراسة: المستهلكون حول العالم يقدّرون قيمة تكنولوجيا الهواتف المتحركة بمعدل 11 إلى 45 بالمئة من دخلهم الشهري

 كشفت دراسة حديثة أجرتها مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب، الشركة الرائدة على مستوى العالم للاستشارات الإدارية والمتخصصة في مجال استراتيجيات الأعمال، أن تكنولوجيا الهواتف المتحركة أصبحت تشكل قيمة هائلة للمستهلكين- وهي قيمة تتجاوز تكاليف شراء الهاتف المتحرك إلى حد كبير. وفي الواقع، يقدّر المستهلكون حول العالم قيمة تكنولوجيا المعلومات بمعدل 11 إلى 45 بالمئة من دخلهم الشهري- وهي نسبة تتخطى بشكل كبير معدل التكاليف التي يدفعونها لقاء الخدمات.

 

وكشفت الدراسة التي تحمل عنوان "ثورة الهاتف المتحرك: كيف تقود تكنولوجيا الهواتف المتحركة تأثيراً قيمته مليارات الدولارات"، أن طرق استخدام المستهلكين لتكنولوجيا الهواتف المتحركة تختلف إلى حد كبير بين الأسواق المتطورة والناشئة.

وخلُصت الدراسة التحليلية، التي تولت تنفيذها شركة ’كوالكوم‘ وصاغتها بشكل مستقل مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب، أن الاتصال الدائم يسهّل حياة المستهلكين في الأسواق المتطورة من خلال خدمات مثل إجراء الخدمات البنكية عبر الهاتف المتحرك، والخرائط التي تعتمد على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وتطبيقات توصيات التعهيد الجماعي. ومما يثير الاهتمام أن المستهلكين في الأسواق المتطورة يقدّرون قيمة تكنولوجيا الهواتف المتحركة بما يصل إلى 6,000 دولار أميركي سنوياً، أو حوالي 12% من دخلهم.

 

أما في الأسواق الناشئة، تشير الأرقام التي كشفتها الدراسة الى ان الهواتف المتحركة هي الجهاز الوحيد "المتصل بالشبكة" بالنسبة إلى العديد من المستهلكين. وهو يزوّدهم بفرصة عيش حياة أكثر صحة، والوصول إلى الموارد التعليمية، والحصول على دخل شهري أفضل، وخلق ظروف معيشية أفضل.

 

 

 

وفي هذه الدراسة، بحثت مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب استخدامات تكنولوجيا الهواتف المتحركة وفوائدها في ست دول هي الولايات المتحدة الأميركية، وألمانيا، وكوريا الجنوبية، والبرازيل، والصين، والهند. واستطلعت الدراسة آراء حوالي 7,500 مستهلك في أرجاء تلك الدول الست بغية تحديد معدلات القيمة التي يحصل عليها المستهلكون من الهاتف المتحرك.

 

ومن النتائج التي خلصت إليها الدراسة:

 

• أنتج قطاع تكنولوجيا الهواتف المتحركة دخلاً بلغ حوالي 3.3 تريليون دولار أميركي حول العالم خلال العام 2014، وكان مسؤولاً مباشراً عن 11 مليون فرصة عمل.

 

• استثمرت شركات الهواتف المتحركة 1.8 تريليون دولار أميركي في نفقات رأس المال والأبحاث والتطوير من العام 2009 حتى 2013، واعتمدت حصرياً على تمويل القطاع الخاص إلى حد ما.

 

• إجمالي العائد السنوي للمستهلك- أي الفائدة التي يجنيها المستهلكون من تكنولوجيا الهواتف المتحركة بما يتجاوز التكاليف التي يدفعونها- بلغت 6.4 تريليون دولار أميركي.

 

• القيمة التي يقدّرها المستهلكون لتكنولوجيا الهواتف المتحركة تتراوح ما بين 700 و6,000 دولار أميركي لكل مستخدم.

 

• الهاتف المتحرك يحمل قيمة خاصة بالنسبة إلى المستهلكين في الأسواق الناشئة. وقد تجاوزت القيمة نسبة 40% من متوسط الدخل في كل من الصين والهند.

 

• يتوقع المستهلكون استمرار مساهمة الهاتف المتحرك في تطوير وتغيير حياتهم عبر تقديم نطاق أوسع من الخدمات التي ستؤمن تواصلهم مع كل شيء، وفي أي مكان.

 

• أبدى معظم المشاركون في الدراسة استعدادهم للتخلي عن الكماليات مثل زيارة المطاعم (64%)، وتملّك حيوان أليف (51%)، أو الإجازات (50%)- لمدة عام كامل- مقابل الحفاظ على هاتفهم المتحرك..

وفي جزء آخر من التقرير، استطلعت مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب آراء 3,500 شركة صغيرة ومتوسطة في الدول الست المذكورة أعلاه، وقيّمت اقتصاداتها المحلية بهدف تكوين فهم متعمّق حول تأثير تكنولوجيا الهواتف المتحركة على مستوى الشركة والدولة.

 

وكشفت دراسة مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب أن الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تتبنى تكنولوجيا هواتف متحركة متطورة هي الأسرع نمواً، وذلك في الأسواق الناشئة والمتطورة على حد سواء.

 

وحول ذلك قال هيرمان ريدل، الشريك والمدير الإداري في مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب الشرق الأوسط: "اعتماداً على نتائج الدراسة، فإن النجاح هو حليف الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تتولى الريادة في قطاع الهواتف المتحركة، حيث أن 25% من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تستخدم خدمات الهواتف المتحركة على نطاقٍ واسع تحقق نمواً في الدخلبسرعةٍ مضاعفة، كما أنها تفتتح أبواب فرص عمل جديدة أسرع بحوالي ثمان مرات من أقرانها. وموازاةً ذلك، يتخلّف المتقاعسون في تبني تكنولوجيا الهواتف المتحركة عن الروّاد بشكل كبير عندما يتعلق الأمر بنمو الدخل وخلق فرص عمل جديدة. وفي ظل ما لديها من مخططات خجولة للاستثمار في قطاع الهواتف المتحركة، تضع هذه الشركات نفسها في خطر التراجع أكثر فأكثر".

 

وأضاف ريدل: "الشركات الصغيرة والمتوسطة الرائدة في تكنولوجيا الهواتف المتحركة بالأسواق الناشئة تحقق قفزات نوعية متجاوزة الأجيال السابقة من التكنولوجيا التي لا تزال مستخدمة على نطاقٍ واسع في الأسواق المتطورة".

 

وبحسب دراسة مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب فإن "فجوة تكنولوجيا الهواتف المتحركة" هذه- اختلاف النمو بين روّاد هذه التكنولوجيا والمتقاعسين عن تبنّيها- على وشك الاتساع بشكل أكبر. وفي المقابل، فإن من شأن إغلاق فجوة تكنولوجيا الهواتف المتحركة بين الشركات الصغيرة والمتوسطة في الدول الست أن يستحدث 7 ملايين فرصة عمل إضافية خلال السنوات الثلاث المقبلة، ويؤمن زيادة نمو الناتج الإجمالي المحلي بنسبة 0.5% نقطة في أرجاء الدول التي شملتها الدراسة.

 

 

الهاتف المتحرك: أسرع تكنولوجيا معتمدة على مر التاريخ

إن تبني المستهلكين لمعايير الجيل الثالث والرابع تجاوز جميع أنواع التكنولوجيا الأخرى بنموٍ وصل إلى حوالي 3 مليار اتصال في غضون أقل من 15 عاماً، ومع توقعات بأن يصل إلى أكثر من 8 مليار اتصال بحلول العام 2020.

 

وأوضح ريدل: "لنأخذ دول مجلس التعاون الخليجي على سبيل المثال، حيث تبنى الجميع تكنولوجيا الجيل الرابع. واليوم، تسجل المنطقة أعلى المعدلات من حيث كثافة الهواتف الذكية المدعومة بتكنولوجيا LTE (أكثر من 70%) في العالم. ولا يُظهر هذا التوجه أية علامات تراجع، بل هناك صخب كبير حول الوصول المرتقب لتكنولوجيا الجيل الخامس".

 

والحقيقة هي أن التطور النوعي لأداء معايير اتصالات الهواتف المتحركة والتكاليف ذات الانخفاض المستمر هما ما دعم الهاتف المتحرك ليصبح أسرع تكنولوجيا معتمدة على مر التاريخ. وفي حين أن سرعات نقل البيانات عبر الهاتف المتحرك- تكنولوجيا الجيل الرابع تقدم سرعات نقل بيانات أسرع بـ 12,000 مرة مقارنة بالجيل الثاني- إلا أن تكاليف المستخدمين تراجعت.

 

ويقدم تقرير مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب دليلاً واضحاً على أن المستهلكين يطمحون بتطور يتجاوز التكنولوجيا المتوفرة حالياً: 90% من مستخدمي الجيل الثالث والرابع أبدوا رغبتهم بالحصول على سرعات بيانات أكبر، وتغطية أوسع، وعمر بطارية أطول، وغير ذلك من التطويرات الأخرى. وبالطبع، فإن العديد من هذه الإنجازات يتطلب مواصلة الاستثمار في الأبحاث والتطوير من قبل القطاع.

 

والأهم من ذلك، كشفت الدراسة أنه على أصحاب القرار في قطاع الهواتف المتحركة تسخير استثمارات بقيمة 4 تريليون دولار أميركي في مجال الأبحاث والتطوير ونفقات رأس المال بحلول العام 2020، بهدف اغتنام الفوائد الاقتصادية لشبكات الجيل الخامس وما بعدها.

 

ولتعزيز بيئة يستمر فيها دعم الاستثمار والابتكار في تكنولوجيا الهواتف المتحركة، تنصح مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب بعدد من الإجراءات التي يجب على الحكومات والمسؤولين عن وضع السياسات اتخاذها. وتتضمن هذه الإجراءات تحفيز المبتكرين من خلال تأمين حماية قوية لبراءات الاختراع والتراخيص المدعومة من السوق؛ ودعم وضع معايير تعاونية مدعومة من القطاع؛ وضمان استمرار توزيع وتوفر الترددات اللاسلكية الإضافية.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً