«أنا شديد التأثر وقد بكيت في بعض المقاطع». كان هذا هو مضمون الرسالة النصية التي تلقتها جيوفانا، من شقيقها رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، بعد أن أرسلت له النص النهائي لكتابها الذي تروي فيه تجربتها المريرة عن إدمان المخدرات الثقيلة، وذلك وفق ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط أمس الأربعاء (20 مايو / أيار 2015).
ويحمل الكتاب الصادر عن منشورات «لاتيس» في باريس عنوان «متعلقة بالحياة». وقد كتبته المؤلفة بعد شفائها من الإدمان بفضل طبيب أعصاب إسباني يملك عيادة في غابات الأمازون البرازيلية ويعالج المدمنين بعصير نبتة استوائية.
جيوفانا، (52 عامًا)، هي الأُخت الوحيدة لفالس وتصغره بسنة ونصف السنة. وهي تروي في كتابها مسيرة العائلة التي هاجرت من شمال إسبانيا إلى فرنسا، للالتحاق بالأب الذي كان رسامًا يؤمن بأن باريس هي قبلة الفنانين. وفي حين تفوق الابن البكر في الدراسة وانخرط في النضال السياسي، تورطت البنت الشابة سقطت البنت في براثن أصدقاء السوء وانتهى بها الأمر مدمنة للهيروين والكوكايين ومريضة بالتهاب الكبد و«الإيدز».
في الكتاب، تتطرق المؤلفة للأجواء العنيفة التي سيطرت على بيت الأسرة والشجارات المستمرة بينها وبين الأب بسبب سلوكها. وتقول إن الفضل في شفائها يعود لوالدتها التي ظلت بجانبها وفعلت كل ما في وسعها لانتشال ابنتها من الإدمان. وواضح من الكتاب أن الأخ كان غائبًا وبعيدًا ومشغولاً بمسيرة صعوده السياسية حيث أصبح من الشخصيات الشابة الفاعلة في الحزب الاشتراكي الفرنسي وعمدة لبلدة «إيفري» القريبة من العاصمة. وتكتب جيوفانا فالس أن شقيقها كان على علم بمحنتها لكنه مضى في حياته وتزوج وأنجب 4 أطفال بينما ظلت هي وحيدة دون أبناء.
حاليًا، تقوم المؤلفة بجولة للترويج للكتاب وتحاول تعويض ما فاتها والتهيؤ للاقتران برجل تعرفت عليه مؤخرًا. وهي لا تزال تحتفظ بصورة رسمها لها أبوها وهي طفلة. وكذلك الشقيق الذي أصبح وزيرًا للداخلية مع مجيء الرئيس هولاند إلى الحكم، ثم رئيسًا للوزراء، فإنه يعلق على جدار مكتبه لوحة رسمها له أبوه حين كان يافعًا.