أكد المتحدثون في ندوة الدراسات العليا في جامعة البحرين اليوم الأربعاء (20 مايو / أيار 2015) أهمية التوسع في مجال الدراسات العليا في المنطقة نوعاً وكماً، وذلك من خلال إقامة شراكات إستراتيجية مع القطاعين العام والخاص، مشددين على أهمية أن تلبي الدراسات العليا متطلبات المجتمع الآنية والمستقبلية.
واستقطبت الندوة، التي رعاها رئيس جامعة البحرين إبراهيم محمد جناحي، باحثين بارزين في دول الخليج العربي، وحضر أعمالها أساتذة ومشتغلون في قطاع الدراسات العليا، من بينهم: المدير التنفيذي لمركز الشيخ عيسى الثقافي الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، ورئيس مجلس التعليم العالي رياض حمزة، ومسؤولو جامعة البحرين وأساتذة وطلبة في مرحلة الدراسات العليا في الجامعة.
وقالت عميدة الدراسات العليا في جامعة البحرين هدى حسن الخاجة، في كلمة افتتاح الندوة: "إن رسالة التعليم الجامعي لا تقف عند أبعاد التعليم والتدريب والبحث العلمي، بل تتعداها إلى السعي نحو تحقيق تطلعات المجتمع والاستجابة لمتطلبات"، مشيرة في الوقت نفسه إلى "الحاجة الماسة إلى الباحث المبدع الأصيل الذي يسعى للخروج بنتائج نوعية في بحوثه، وذلك لا يمكن تحقيقه إلا من خلال برامج رصينة للدراسات العليا متصلة بالمجتمع ومتطلباته".
وأضافت الخاجة قائلة: "لقد سبقنا الغير في الإنتاج البحثي الذي يقوم على أصالة البحث والإبداع، والاستجابة إلى متطلبات التنمية والمجتمع في المجالات الحياتية كافة"، وذلك يتطلب جهوداً مضاعفة للتأسيس لانطلاقة جديدة.
ونوهت إلى أن طموحات جامعة البحرين عالية جداً فيما يتعلق بالبحث العلمي فقد ورد على لسان رئيسها الدكتور إبراهيم جناحي في استراتيجيها الجديدة تأكيد خدمة شعب البحرين كافة، وتوسعة وجود الجامعة في الساحة المحلية والدولية.
ووقفت الخاجة على محطة مهمة في مسير الجامعة نحو الارتقاء بالدراسات العليا، وهي تأسيس عمادة الدراسات العليا في مايو من العام 2013 بهدف تنظيم الأمور المتعلقة بالدراسات العليا كافة، ثم استعرضت أهداف العمادة وبرامجها وخططها.
وذكرت أن من بين أهداف العمادة المنبثقة من إستراتيجية الجامعة: تعزيز الدراسات العليا، والارتقاء البحث العلمي والابتكار، وتعزيز جودة البرامج الأكاديمية، وإثراء وتنمية التواصل والمشاركة المجتمعية، منبهة إلى أن هذه الندوة تأتي في إطار تقوية الأواصر مع المجتمع، لاسيما مجتمع الدراسات العليا.
وبحثت الندوة، التي أقيمت في الحرم الجامعي بالصخير ثلاثة محاور أساسية، الأول: التوجهات المستقبلية وتطوير برامج الدراسات العليا في خدمة المجتمع، والثاني: تطوير الشراكات الإستراتيجية الداعمة للدراسات العليا، والمحور الثالث: الدراسات العليا ومتطلبات المجتمع.
ومن جهتها، دعت عميدة الدراسات العليا في جامعة الكويت بدولة الكويت فريدة العوضي الجامعات إلى أعادة النظر في نسبة عدد طلبة الدراسات العليا إلى مجموع طلبة الجامعة بحيث لا تقل عن 23% إلى 30%، مشيراً إلى نسبة طلبة التعليم العالي في بعض الجامعات بلغت 50%، كما في جامعة هارفرد، 39% في كامبريدج، و35% في أكسفورد، بينما بقيت في جامعات دول الخليج العربية بين 5 إلى 7%.
ورأت العوضي في ورقتها في الجلسة الأولى للندوة أن خدمة الدراسات العليا للمجتمع وتوفير احتياجاته يتطلب عدة تدابير وتوجهات من أهمها: تعزيز وتشجيع البحوث المشتركة بين برامج الدراسات العيا ومؤسسات القطاعين العام والخاص لخدمة قضايا مؤسسات هذين القطاعين وحل مشكلاتهما، وتطوير آلية تشجع المؤسسات الخاصة على دعم البحوث المرتبطة بالدراسات العليا، وتطوير البرامج ذات الطابع التطبيقي المباشر الذي يمد مؤسسات الدولة بالخبرات والمهارات التقنية.
وفي الجلسة الثانية، استعرض عميد الدراسات العليا في جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية إبراهيم الحركان أهم المعوقات التي تؤثر في كفاءة وإنتاجية برامج الدراسات العليا، ورؤية القطاعين العام والخاص في برامج الدراسات العليا المقدمة.
وشدد على أن خدمة المجتمع في مرحلة الدراسات العليا تعد بعداً مهماً من الأبعاد التي تضطلع به الجامعة، وذلك أن الجامعة جزء من النظام العام، موضحاً أن أية جامعة إذا ما أرادت أن تحقق أهدافها فينبغي عليها أن تتفاعل وتتبادل بمعطياتها مع متطلبات ومعطيات المجتمع.
وطرحت في الندوة – إلى جانب ورقتي العوضي والحركان – ست ورقات بحثية أخرى، حيث تحدثت في الجلسة الثالثة القائم بأعمال مدير مركز النشر العلمي في جامعة البحرين الدكتورة ليلى بنت نصر عن تاريخ الجامعات الحديثة ودورها في التنمية الاقتصادية، وتحدث في الجلسة الرابعة خبير التميز والتغيير عضو هيئة التدريس في كلية إدارة الأعمال بجامعة البحرين الدكتور محمد بوحجي عن اقتصاد الإبداع والمعرفة وطبيعة خيارات الشراكات الإستراتيجية الداعمة للدراسات العليا.
وفي الجلسة الخامسة والأخيرة طرح طلبة في برنامج دكتوراه التربية الرياضية في جامعة البحرين أربع ورقات علمية في مجال الدراسات العليا والنهوض بها، وهم: الطالب جمال الجلاوي الذي تحدثت ورقته عن أدوار الدراسات العليا، والطالبة سوسن تقوي التي تحدثت في ورقتها عن الدراسات العليا واحتياجات المجتمع والمرأة، والطالب يوسف العساف الذي تحدث في ورقته عن سبل النهوض بالبحث العلمي في الدراسات العليا وإسهامه في عملية التنمية الاقتصادية، والطالب عصام عبدالله الذي تحدث في الورقة الأخيرة عن إعادة صوغ وهيكلة برامج الدراسات العليا وفقاً للمتغيرات التي طرأت على المستويين المحلي والعالمي.