أعربت الصين اليوم الأربعاء (20 مايو / أيار 2015) عن "قلقها الشديد" لاتهام القضاء الأميركي ستة صينيين بينهم اساتذة جامعيون، بالتجسس الاقتصادي وسرقة اسرار تجارية متعلقة بالهواتف النقالة في الولايات المتحدة.
وقد وجه مدعون اميركيون الثلاثاء التهم الى المشتبه بهم الصينيين وبينهم ثلاثة اكاديميين بسرقة تكنولوجيا هواتف نقالة لحساب بكين.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي "ان الصين تشعر بقلق شديد ازاء هذه القضية التي نتحقق من تفاصيلها. ستتأكد الحكومة الصينية من احترام كامل حقوق ومصالح المواطنين الصينيين في المبادلات الثنائية".
ولم يشأ هونغ لي الاجابة على سؤال لمعرفة ما اذا كانت هذه الاتهامات ستؤثر سلبا على العلاقات التجارية الصينية الاميركية.
واكد هونغ ان "الحكومة الصينية تعارض بشدة وتحارب سرقة اسرار تجارية، بشكل يتوافق مع القانون" مؤكدا انه "في هذه الحالة يجري التحقق من التفاصيل".
وبحسب محضر الاتهام الذي نشرته وزارة العدل الاميركية الثلاثاء، يتهم الرجال الستة وبينهم ثلاثة جامعيين في الصين بسرقة تكنولوجيا من الشركتين الاميركيتين "افاغو تكنولوجيز" ومقرها في كاليفورنيا (غرب)، و"سكاي ووركس سولوشنز" ومقرها في مساتشوسيتس (شمال شرق).
واوقف احد الاساتذة جانغ هاو السبت لدى وصوله الى الولايات المتحدة، تحديدا الى مطار لوس انجليس، وسجن الاثنين بعد مثلوه للمرة الاولى امام قاضية في كاليفورنيا.
اما الخمسة الاخرون الذين صدرت بحقهم مذكرة توقيف دولية، فما زالوا متواجدين في الصين بحسب متحدث باسم وزارة العدل الاميركية.
وقالت المدعية الفدرالية الاميركية ميليندا هاغ الثلاثاء ان هذه القضية كشفت ان "تكنولوجيا حساسة طورتها شركات اميركية في سيليكون فالي ومختلف انحاء كاليفورنيا لا تزال هشة امام جهود منسقة ومعقدة تقوم بها حكومات اجنبية لسرقة تلك التكنولوجيا".
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جيفري راثكي للصحافيين "ان هذه القضية تدل الى اي مدى تلتزم الولايات المتحدة بحماية الاسرار التجارية للشركات الاميركية ومعلوماتها المسجلة من السرقة"، مضيفا "ان التجسس الاقتصادي هو امر نأخذه بجدية كبيرة".
والهدف من هذه الخطة التي تعود الى 2006 هو سرقة اسرار تجارية لشركة افاغو وسكاي ووركس ومقرها في مساتشوستس (شمال شرق)، بخاصة تكنولوجياتهما المستخدمة في الهواتف المحمولة لفرز الاشارات وتحسين الاداء.
وبحسب الاميركيين فان هذه العملية نظمت تحت اشراف مسؤولين من جامعة تيانجين، احدى الجامعات الاساسية لوزارة التربية الصينية، عبر شركة وهمية في جزر كايمان لحساب هيئة في الصين، "ار او اف اس مايكروسيستمز" المفترض ان تصنع هذه التقنيات.
واكد موظف في قسم الدعاية بجامعة تيانجين الاربعاء ان المؤسسة "لا صلة لها البتة بافعال تجسس".
وقال ديفيد جونسون عميل مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) الخاص في سان فرانسيسكو ان الخطة "تعتبر جهدا منظما من قبل جهات اجنبية للحصول على تكنولوجيا اميركية حساسة وقيمة عبر استخدام اشخاص يعملون داخل الولايات المتحدة".
ولطالما اتهمت واشنطن الصين بالتجسس المعلوماتي لصالح شركات صينية فيما تقول الصين بانتظام انها تتعرض للقرصنة.
والصين تعبر عن قلق متزايد ازاء التجسس المعلوماتي وامرت عدة دوائر حكومية بتجنب استخدام تكنولوجيا اجنبية.