أكد الطاهر العوني، والد التونسي طارق العوني (أبو عمر التونسي) المتهم بالإرهاب في بؤر التوتر بالعراق وسوريا، أن ابنه لا يزال على قيد الحياة، وقد تلقى اتصالا هاتفيا مباشرا منه بعد إعلان الأميركيين عن تصفية «أبو سياف»، حسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر اليوم الأربعاء (20 مايو/ أيار 2015).
وتضاربت الأنباء بسبب تشابه الأسماء، ونفى المصدر نفسه ما تناقلته أمس وسائل إعلام تونسية بشأن مقتل ابنه من قبل قوات أميركية خاصة، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن ابنه لا علاقة له بالمكنى «أبو سياف»، وهو لا يتنقل بين العراق وسوريا تحت أسماء متعددة على غرار أبو سياف التونسي وأبو محمد العراقي وعبد الغني التونسي وأبو صالح ونبيل الجبوري وغيرها من الأسماء المستعارة.
وبشأن تشابه الأسماء بين المتهمين بالإرهاب ونشر خبر مقتل ابنه من قبل قوات أميركية خاصة بحقل العمر النفطي في دير الزور العراقية، قال العوني بلهجة متأكدة إن الشخص الذي وصفته القوات الأميركية نهاية الأسبوع الماضي هو عراقي الجنسية ويحمل لقب «الجبوري»، ولا علاقة لابنه بهذه العملية العسكرية. وأضاف في لهجة ساخرة أن «الأميركيين يتمنون موت ابنه، ويسعون إلى تحقيق هذه الأمنية منذ مدة طويلة، لكن الأعمار ليست بيد الأميركيين»، على حد تعبيره.
ومنعت وزارة الداخلية التونسية قرابة 12 ألفا من الشباب التونسيين من الالتحاق ببؤر التوتر في سوريا والعراق، وعاد منهم خلال الفترة الأخيرة نحو 500 متطرف، وهم محل متابعة من قبل المؤسسة الأمنية والعسكرية.
يذكر أن أشتون كارتر، وزير الدفاع الأميركي، قد أعلن مقتل التونسي «أبو سياف» واعتقال زوجته في إنزال عسكري بحقل العمر النفطي في منطقة دير الزور السورية من قبل قوات أميركية خاصة. وبقي اسم «أبو سياف» غير معروف، ولم يرد في سجلات وزارات الدفاع والداخلية والعدل في تونس ضمن أخطر التونسيين المنتمين في الخارج إلى تنظيم داعش، كما أن كل الدوائر الرسمية لم تتضمن معلومات قليلة أو كثيرة حول هذا القيادي المنتمي لتنظيم داعش الإرهابي.
ولم يرد اسم «أبو سياف» المعلن عن تصفيته ضمن لائحة المطلوبين التي أصدرتها الإدارة الأميركية بداية شهر مايو (أيار) الحالي، إذ رصدت الولايات المتحدة الأميركية مكافأة مالية قيمتها 20 مليون دولار أميركي لمن يدلي بمعلومات عن أربع قيادات في تنظيم داعش، من بينهم التونسي طارق بن الطاهر الحرزي.
ورصدت الإدارة الأميركية مكافأة مالية 3 ملايين دولار بهدف الحصول على معلومات عن طارق الحرزي الذي تحول من ملاكم إلى متهم بالإرهاب، وقالت إنه أحد أوائل المنضمين إلى تنظيم داعش، مؤكدة أن كنيته «أبو عمر»، وأنه المسؤول عن توظيف المقاتلين الأجانب، ووضعته على قائمة الأمم المتحدة السوداء لممولي الإرهاب، كما أنه وفق الرواية الأميركية من العناصر الخطيرة التي تقف وراء اغتيال السفير الأميركي في ليبيا سنة 2012، كما أنه مسؤول أيضا عن جمع الأموال في سوريا لصالح تنظيم داعش.