العدد 2493 - الجمعة 03 يوليو 2009م الموافق 10 رجب 1430هـ

سياحة العلاج... هروب من صخب المدن

هدفها المغامرة والتجارب الجدية

ضغوط العمل، الدراسة ومتطلبات الحياة اليومية، جميعها تتركنا مرهقين باحثين عن بعض الاسترخاء والمتعة في نهاية العام، فالبحث عن إجازة مناسبة تناسب قدراتنا ورغباتنا، ترفه عنا وتجدد نشاطنا، هي الشغل الشاغل للكثيرين في هذه الأيام، حتى أن البعض يعدون العدة لها قبل فترة طويلة من موسمها لكي يضمنوا الحصول على المواصفات الأفضل التي تقارب الأنموذج الذي يأملون الحصول عليه من الترفيه والمتعة.

وعلى رغم توافر خيارات كثير معروفة لدينا، محببة ومُجربة، فإن الكثيرين يفضلون أن يضفوا نوعا من التجدد والتنويع والمغامرة في زياراتهم بعيدا عن البيت، ليخوضوا تجربة جديدة، تعطي إجازتهم صفة خاصة. فعوضا عن أن تكون الزيارة لبلد معين، لفترة محدودة، يتوه فيها السائح ما بين المعالم الأثرية، المنتجعات، الأسواق والنشاطات المختلفة، فإن البعض اليوم بات يلجأ لأن تخصص الرحلة لهدف معين بشكل رئيسي، تضاف إليه مجموعة من النشاطات والرحلات البسيطة.

فالكثير من السياح عندما يقصدون بلادا غريبة للمرة الأولى، يشتكون من ضيق الوقت الذي لاحقهم وأفسد عليهم رحلتهم، فزيارة مكان جديد غير معروف من قبل زائره قد تتركه تائها في الشوارع، لا يعرف أين يستطيع أن يحصل على المكان أو الشيء الذي يلبي حاجته، حتى لو كانت إجازته هذه تمتد لفترة زمنية طويلة.

لهذا فإن تحديد مجموعة من الأهداف للرحلة تسهم في زيادة الاستمتاع والترفيه والفائدة للزائر. وكثر هم من يقصدون بلدانا معينة للتداوي والعلاج بالطرق الطبيعية، كالعلاجات بالينابيع الساخنة، وبالطين والمسجات. فاليوم يخصص لهذه الأنواع من السياحة العلاجية منتجعات خاصة تقدم خدمات استضافة كاملة، من إقامة ووجبات طعام صحية وصولا إلى أماكن وأنشطة ترفيه.

في حين يفضل البعض أن يحصل على إجازة تختلف عن روتين حياته اليومي، الذي قد يكون مليئا بضغوطات المدينة من ازدحام وضجيج، وتلوث، فيكون ملجأه المفضل الأماكن الطبيعية البسيطة، كالقرى والمنتجعات الجبلية أو المخيمات الصغيرة بقرب البحيرات والأنهار، من دون أن ننسى السائح الذي يبحث عن المعلومة والمعرفة، من خلال زيارة المتاحف والمعارض والأماكن الأثرية والتاريخية الشهيرة.

ويمكن لمن يرغب في شيء من كل هذا أو غيره، أن يضع جدولا يضم بعض المعالم أو الأنشطة التي يرغب فيها، لكن تحديد هدف رئيسي للرحلة، يساعد بشكل كبير على الحصول على أكبر قدر من الاستفادة والمتعة في الرحلة.

أما أكثر الأشياء مقدرة على إفساد إجازة أي شخص، فهي الموازنات، التي لابد من ضبطها وتقسيمها قبل الإجازة بفترة. وخصوصا إذا أرادنا الحصول على إجازة مميزة تترك أثرها في الذاكرة. ولعل تزايد عدد شركات السياحة وتنوع عروضها، بات يسهم في مقدرة العديدين من مختلف الفئات والموازنات على زيارة دول بعيدة، لم يكن بمقدورهم زيارتها قبل سنوات، فأجواء المنافسة ما بين هذه الشركات، والعروض الترفيهية المغرية التي باتت توفرها المنتجعات والفنادق وشركات الطيران، للمجموعات السياحية، كلها لعبت دورا في ظهور عروض مغرية تمكن الأفراد والأسر من تمضية أوقات ممتعة من خلالها. إلا أنه لابد من الحذر عند اختيار هذه المجموعات، لأنه في كثير من الأحيان توفر خدمات قد لا تتناسب وحاجياتنا بشكل دقيق... كأن تحدد مكان الإقامة بفندق بثلاث أو أربع نجوم، يكتشف فيما بعد الزائر أنه يوازي ما هو أقل من ذلك لدينا، أو أن يكون جدول التنقلات الفعلي للمجموعة لا يتناسب والقدرات الفعلية للسائح، وخصوصا إذا كانت رحلة عائلية فيها أطفال.

العدد 2493 - الجمعة 03 يوليو 2009م الموافق 10 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً