أعلن المتحدث باسم التحالف العربي الذي تقوده السعودية أمس الإثنين (18 مايو/ أيار 2015) لوكالة «فرانس برس» أن التحالف استأنف غاراته الجوية في اليمن لأن المتمردين الحوثيين انتهكوا الهدنة الإنسانية المعلنة من خمسة أيام.
وقال العميد أحمد عسيري: «لم يحترموا الهدنة الإنسانية. لذلك نقوم بما يجب القيام به».
وقد استأنفت طائرات التحالف العربي الليلة قبل الماضية غاراتها على موقع للمتمردين الحوثيين في عدن (جنوب) بعد انتهاء فترة العمل بالهدنة عند الساعة 20:00 ت.غ. كما حصلت مناوشات على الحدود السعودية إذ أعلنت الرياض عن هجمات انطلاقاً من شمال اليمن الخاضع لسيطرة الحوثيين.
وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس إن الأخير عبّر عن خيبة أمله لعدم تمديد الهدنة الإنسانية على رغم مناشدات متكررة من الأمم المتحدة.
عواصم - وكالات
قال سكان يمنيون أمس الإثنين (18 مايو/ أيار 2015) إن غارات جوية نفذها التحالف الذي تقوده السعودية استهدفت مواقع المقاتلين الحوثيين في مدينة عدن اليمنية الجنوبية وحولها الليلة قبل الماضية بعد انتهاء هدنة إنسانية استمرت خمسة أيام.
وانتهت الهدنة على الرغم من مناشدات من الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية بتمديدها للسماح بتوزيع مواد الإغاثة في أرجاء البلاد التي يسكنها 25 مليون نسمة.
وقال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين عبدالله لرويترز «هذا ما قلناه من قبل.. إذا عادوا عدنا». وأشار إلى أن الغارات الجوية الجديدة لن تستهدف المطارات والموانئ التي ستستخدم في توصيل شحنات المساعدات.
وقالت وسائل إعلام موالية للحوثيين إن قوات التحالف نفذت ثلاث غارات جوية على محافظة صعدة الواقعة في شمال اليمن أمس.
وذكرت قناة «العربية» الإخبارية أن القوات السعودية قصفت مواقع الحوثيين عبر الحدود بعد أن أطلقوا قذائف المورتر على موقع عسكري في منطقة نجران السعودية الحدودية.
وفي وقت سابق من أمس قال سكان إن غارات استهدفت القصر الرئاسي في عدن الذي يسيطر عليه الحوثيون وكذلك مجموعات من المقاتلين على الأطراف الغربية والشرقية للمدينة إلى جانب المطار الدولي حيث تدور اشتباكات بين الحوثيين ومقاتلين محليين.
كما أفاد سكان في العاصمة صنعاء أن الحوثيين أطلقوا مضادات الطائرات على طائرات عربية صباح اليوم لكن لم تقع أي غارات جوية هناك. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات في أي من الحالتين.
وبدأت هدنة مدتها خمسة أيام مساء الثلثاء الماضي توقفت خلالها الغارات الجوية مما سمح بوصول مساعدات إنسانية رغم أن سكان بمحافظات شبوة والضالع وأبين الجنوبية النائية قالوا إن قتالاً برياً عنيفا استمر رغم الهدنة.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس إن واشنطن أيدت تمديد هدنة إنسانية في القتال في اليمن ولكنه قال إن تحركات المقاتلين الحوثيين جعلت ذلك صعباً.
وقال كيري للصحافيين في العاصمة الكورية الجنوبية سيئول» نعرف أن الحوثيين قاموا بنقل بعض منصات إطلاق الصواريخ إلى الحدود وبموجب قواعد الاشتباك يفهم دائماً إنه إذا قام طرف أو آخر بتحركات استباقية فإن ذلك يعد خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار.السعودية قامت بتحرك بموجب قواعد الاشتباك. نواصل دعم فكرة تمديد الهدنة الإنسانية ولكني أعتقد إنه في ظل الملابسات الحالية سيكون ذلك صعباً».
على صعيد متصل، بحث ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز مع وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر الأوضاع الراهنة في المنطقة والمستجدات الإقليمية والدولية.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أمس أن الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد وزير الدفاع تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر.
وأوضحت الوكالة أن الجانبين السعودي والأميركي بحثا خلال الاتصال مجمل الأوضاع الراهنة في المنطقة إضافة إلى المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
ويأتي اتصال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر بنظيره السعودي الأمير محمد بن سلمان، بعد نحو أربعة أيام من الاجتماع الذي عقده الجانبان في الولايات المتحدة الأميركية.
ودعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس الأمم المتحدة للاضطلاع بدور أكثر فاعلية في اليمن ويشمل ذلك نشر طواقمها على الأرض لضمان توزيع مساعدات الإغاثة.
وقال ظريف في مؤتمر صحافي بثه التفزيون «نعتقد أن الأمم المتحدة تحتاج إلى إقامة منطقة آمنة في اليمن لتلقي المساعدات... حان الوقت كي تسيطر الأمم المتحدة على الوضع».
ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء أمس عن قائد سفينة الشحن الإيرانية شاهد المتجهة إلى اليمن قوله إن سفينتين حربيتين إيرانيتين بدأتا في مرافقة السفينة في خليج عدن.
ونقلت «تسنيم» عن مسعود غازي ميرسعيد قوله «الأسطول الرابع والثلاثون اتصل بنا وأبلغنا أنهم سيتواجدون إلى جانب سفينة المساعدات» مشيراً إلى مدمرة وسفينة دعم في خليج عدن.
ويتردد أن شاهد تحمل مساعدات إلى ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون لكن التحالف الذي تقوده الرياض يفرض حظراً على توصيل السلاح للموانئ والمطارات اليمنية ومن المرجح أن يعترض مسار السفينة الإيرانية قبل وصولها المقرر يوم 21 مايو/ أيار.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد دعا أمس الأول (الأحد) إلى تمديد الهدنة وذلك خلال اجتماع للأطراف اليمنية في الرياض لم يحضره الحوثيون.
وأشار وزير الخارجية اليمني إلى أن الغارات الجديدة للتحالف لن تستهدف المنشآت اللازمة لاستقبال المساعدات. وأضاف «ستترك أماكن لوصول المساعدات. ستترك أماكن آمنة مثل مطار صنعاء وميناء الحديدة وميناء عدن. سنشجع وندعم أي مساعدة إنسانية تصلنا».
وأضاف «الغارات ستستهدف فقط المتمردين الحوثيين وستكون محددة جداً.. عندما يحركون صواريخهم أو يبدأون في مهاجمة السكان».
العدد 4637 - الإثنين 18 مايو 2015م الموافق 29 رجب 1436هـ