دشنت وزارة المواصلات والاتصالات صباح اليوم الإثنين (18 مايو / أيار 2015) محطة رصد الزلازل بإدارة الإرصاد الجوية بحضور القائم بأعمال وكيل شئون الطيران المدني بوزارة المواصلات والاتصالات أحمد نعمة ، وسفير دولة الامارات العربية المتحدة لدى البحرين عبدالرضا خوري ، والرئيس التنفيذي للمركز الوطني للإرصاد الجوي والزلازل بدولة الامارات العربية المتحدة عبدالله المندوس ، وعدد من المسئولين بالوزارات ذات الصلة.

وقال أحمد النعمة بهذه المناسبة انه "في ظل الاهتمام الذي توليه وزارة المواصلات والاتصالات للارتقاء بكافة الخدمات التي تقدمها، وخاصة فيما يتعلق بمجال الأرصاد الجوية والذي يعد من أحد الروافد الأساسية لخدمة قطاع الطيران بمملكة البحرين، وعلى إثر تزايد المخاطر الزلزالية التي شهدتها المنطقة مؤخراً، عملت الوزارة على إنشاء محطة لرصد الزلازل في منطقة قلاع العمر بالصخير بالمحافظة الجنوبية بمملكة البحرين".

وأضاف أن "مشروع محطة رصد الزلازل يعتبر نتاجاً لآفاق التعاون الوثيق القائم بين مملكة البحرين وشقيقتها دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تعد هذه المحطة من المحطات الحديثة والمتطورة في مجال رصد الزلازل، لكونها تتسم بالجاهزية الكاملة على مستوى التصنيف العالمي"، مشيرا الى انه تتويجاً للتعاون القائم مع الاخوة بدولة الامارات العربية المتحدة في مجال الأرصاد الجوية، فقد تم ربط محطة البحرين بالشبكة الوطنية لرصد الزلازل بدولة الامارات العربية المتحدة، الأمر الذي سيعزز عملية الحصول على المعلومات المطلوبة لرصد الزلازل وفق نظام تقني متطور يعمل آلياً.

وفي ذات السياق، أضاف القائم بأعمال وكيل شئون الطيران المدني أن هذه المحطة سوف تسهم إسهاماً فاعلاً في رصد جميع الهزات الأرضية التي تحدث في مختلف أرجاء العالم، وستتمكن إدارة الأرصاد الجوية بموجب ذلك من تقديم الدعم والمساندة إلى اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث، لا سيما فيما يخص تحليل وإجراء التنبؤات بصورة متناهية الدقة، وذلك بخلاف ما حدث خلال الفترة السابقة التي لم يتم خلالها الحصول على القياسات الحقيقية لمستوى الهزات الأرضية الحاصلة بالمنطقة.

ونوه بأن المحطة ستسهل كثيراً من عملية توحيد الجهود وتبادل المعلومات مع إدارات الأرصاد الجوية بدول مجلس التعاون الخليجي، وبالأخص في مجال الرصد الزلزالي، مما سيسهم في تعزيز التعاون مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، التي تقوم بهذا الدور من خلال مكتبها الإقليمي لمنطقة غرب آسيا الكائن بمملكة البحرين، فضلاً عن الاستفادة من هذه المعلومات في تشييد المباني والمنشآت بالتعاون مع شئون البلديات.

وفي إطار خطة التوسع المستقبلي لمحطة الرصد الزلزالي بالمملكة، أوضح النعمة بأنه سيتم وضع أجهزة استشعار في المباني العالية بهدف تحديد المعايير اللازمة لتصميمات المباني ومشاريع البنى التحتية، خصوصاً وأن مملكة البحرين من أقدم الدول في منطقة الشرق الأوسط التي يوجد لديها مركزا معتمدا للأرصاد الجوية، والذي يعود وفق التاريخ الموثق لسجلاته الرسمية إلى عام 1902.

وفي ختام تصريحه، أشاد بالجهود التي بذلها المدير التنفيذي للمركز الوطني للارصاد الجوية والزلازل بدولة الامارات والكوادر الوطنية بإدارة الأرصاد الجوية التي كان لها أبلغ الأثر من خلال التعاون الذي بذلوه مع نظرائهم الاشقاء بدولة الامارات العربية المتحدة لأجل تدشين هذه المحطة، حيث تمثل هذه المحطة بذرة لتعزيز التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات في مجال البيئة والأرصاد الجوية بين مملكة البحرين وشقيقاتها دول مجلس التعاون وخاصة الإمارات العربية المتحدة، كما شكر الجهات الحكومية التي قدمت دعماً وتعاوناً ملموساً في إقامة هذه المحطة الحيوية والهامة بمملكة البحرين.

يذكر أن هذا المشروع ينضوي تحت مظلة برنامج عمل الحكومة، حيث يمثل التزام الحكومة بالمحافظة على بيئة آمنة وملائمة للسكن بحسب المعايير الدولية.

وفي هذا السياق قالت المتنبئة الجوية حنين الذوادي ان غرفة مراقبة الزلزال التي تم افتتحها اليوم تعمل من خلال أجهزة تقنية وشاشات كبيرة لمتابعة المعلومات التي تتدفق من خلال أجهزة الرصد التي تم تركيبها مؤخرا في البحرين بهدف رصد الزلازل، وان المعلومات التي تصل إلينا نقوم بتحليلها ومعرفة إذا ما كان هناك خلل في الاستلام أو المعلومات العملية تتم عبر الأقمار الصناعية.

وفي حديثها لوكالة أنباء البحرين (بنا) أضافت الذوادي "بعد استلام المعلومات والقيام بتحليلها تُعرض بصور مختلفة من خلال أرقام وموجات زلزالية ويختلف الشكل في حالة وجود زلزال من عدمه، وهنا لا بد من وجود موظف مختص يقوم بتميز هذه المعلومات والتغيرات الموجودة على اساس أنه يعرف هذه المعلومات أو شيء ناتج عن عمليات إنشائية في منطقة ما، ان جهاز الرصد يقوم بصورة مبدئية بتحليل الزلازل بشكل تلقائي، وبعد التأكيد من هذه المعلومات ومعرفة مدى صحتها نقوم بنشرها عبر الموقع الالكتروني ومن ثم تكون متاحة للجمهور.

واكدت أن اهمية جهاز رصد الزلازل ليست للبحرين فحسب بل لكل بلاد العالم، والبحرين ضمن شبكة واسعة يتم فيها رصد هذه الزلازل ومتابعتها، وبطبيعة الحال فان الزلازل لا يمكن التنبؤ بها، لكننا نرصد الزلزال في حاله حدوثه وتأثيره على المناطق التي يحدث فيها وتأثيره على المناطق المجاورة.

من جانبه لفت المدير التنفيذي للمركز الوطني للإرصاد الجوي والزلازل بدولة الامارات العربية المتحدة إلى العلاقات الوطيدة التي تربط البلدين والتعاون المستمر والمتواصل في مجال الإرصاد، وأوضح بأن التعاون في مجال الإرصاد الجوي مفتوح وبلا حدود، ونحن نعتبر مملكة البحرين هي واجهة الامارات العربية المتحدة، قال إن هذا التعاون يأتي استكمالا لهذه العلاقات القوية.

واضاف "أن البحرين والامارات في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، وأن ارتفاع مستوى الفكر في البحرين من الأخوة في الارصاد يبقي على اسلوب التعاون المثمر وبمستوى عالي جدا، والحاجة متبادلة بين البلدين استمرار لعمل المنظومة العلمية في المنطقة، كما لا بد من الذكر بأن شباب البحرين العاملين في إدارة الإرصاد الجوية متعاونين ومدركين لكافة التطورات في هذا المجال".