تجاوز الشاب البحريني علي محمد موسى كل (إعاقة) قد تعرقل مسيرته في الحياة، وكأنه أراد أن يقول للناس: «أنا أمتلك روحاً قادرة على العطاء والتوكل على الله متمسكًا بالأمل»، حتى أنه حين أصدر تجربته مع الإعاقة في كتاب أسماه: «حلم بلا حدود»، كتب عبارة تقديمية تقول: «ليس في قصتي بطولات كبيرة، ولا إنجازات عظيمة... هي عبارة عن أحاسيس وتجربة معاق بحريني».

ويعبر «علي» عن اعتزازه بهذه التجربة المتواضعة، فهو في أوراق كتابه عاش ذكريات ومواقف وتجارب مرت عليه طوال حياته وهو اليوم في العشرين من العمر، ذلك لأنه يريد أن يتحدى كل المعوقات التي تعرقل انطلاقته في الحياة راضياً بقسمة رب العالمين، وهو بالطبع، يستذكر والدته بعرفان كبير لا يمكن وصفه في عبارات موجزة، حيث احتضنته بالرعاية والاهتمام والتشجيع حتى نشأ وهو يرفض الاستسلام للإعاقة، وليقدم تلك الانطلاقة كمثال لكل من يطلع على الكتاب كونه يحب أن يرى الناس، وخصوصاً الشباب والناشئة، يعيشون بالأمل الكبير وقوة الإرادة والمضي نحو المستقبل بثقة وقدرة على صنع المستحيل.

وفي كتابه، أراد «علي» أن يسرد حكايات من الآلام والآمال في حيز صغير، لكن الحيز الأكبر الذي أراده هو إحاطة ذوي الاحتياجات الخاصة بالعاطفة والرأفة والنظرة المتضامنة فقط لا تكفي لكي يبذل كل من يعاني من إعاقة جهده ليميز نفسه في الحياة، ويثبت أنه لا يختلف عن الأصحاء بل ربما يصبح أفضل منهم، وقد غرست والدته التي تحدّت هي الأخرى الكثير من الصعاب، وكذلك سيدة الأعمال آمال المؤيد هذا الشعور في نفسه وشجعته على التميز والإبداع ووقفت معه في كل خطواته لحين إصدار الكتاب بالتعاون مع المركز البحريني للحراك الدولي.

ويقدر «علي» الوقفة المشرفة للسيدة آمال المؤيد معه والتي كانت تردد دائماً على أن عمل الخير لا يقتصر فقط على تقديم المساعدة المالية والعينية للمحتاجين، بل العمل على تمكينهم وتطوير قدراتهم وتحسين معيشتهم بالاعتماد على أنفسهم، ومن هنا فهو يحمل طموحاً يتجاوز إعاقته، ليرسم طريق مستقبله بكل جدارة.