مع إطلالة كل مباريات حاسمة في دورينا الكروي تكون خلالها نتائج بعض الفرق المتنافسة مرتبطة مع مباريات بعضها حتى الجولة الأخيرة، تظهر وتتردد لنا «نغمة» الحديث عن احتمال التلاعب في نتائج بعض هذه المباريات.
ويعتبر مثل هذا الطرح من الأمور المستغربة ويضرب مجتمعنا الرياضي ويأخذ به منحى بعيدا عن العلاقات الطيبة المعروفة عن واقع مجتمعنا البحريني العام والرياضي خصوصاً، وإن كنا هنا لا ندعي «المثالية» المطلقة لكن يبدو أن مثل هذا الكلام الذي يطرأ بين تارة وأخرى يفرضه الوضع التنافسي الذي ظهر في مسابقة الدوري المحلي في المواسم الأخيرة.
ولعل البعض يشير في هذا الصدد إلى مواقف حصلت في مباريات محلية معينة سابقاً ويبني عليها استنتاجات وأنها تظل «ثوابت» عند حصول أي ارتباط في نتائج المباريات، في الوقت الذي لا يوجد مقياس يطلق حكماً مطلقاً على حصول تلاعب في نتائج المباريات وخصوصاً في ملاعبنا المحلية أو حتى في الدول المجاورة وذلك على عكس ما يحصل في بعض دول مثل شرق آسيا أو أوروبا وأمريكا اللاتينية نظراً لوجود نظام المراهنات و«المافيا» وغيرها.
إن التنافس الرياضي الشريف والنزيه يبقى عنواناً بارزاً لمسابقاتنا الكروية منذ سنوات طويلة، وفوز المحرق على الشرقي مثلاً لو حصل اليوم وتوج المحرق بطلاً فإن ذلك ليس بالمستغرب لأن المحرق فريق بطل وزعيم البطولات ومن الصعب أن «يجيّر» البعض ذلك إلى التشكيك في نوايا الأندية أو الأشخاص مثلما حاول بعض الشواذ رمي مدرب الشرقي الكابتن عيسى السعدون بتهمة بيع نتيجة المباراة لصالح ناديه الأصلي المحرق.
ويجب أن نعتمد في مسابقاتنا المحلية على ما يجري داخل الملعب وكل من يثبت جدارته سواء الفريق الطامح إلى الفوز أو الفريق الآخر والقبول بالنتائج المتوقعة أو المفاجئة مهما كانت، ويجب غرس مفاهيم التنافس الشريف والنزيه في وسطنا الرياضي تفادياً لأية انعكاسات سلبية تمتد لما هو أبعد من الرياضة.
العدد 4635 - السبت 16 مايو 2015م الموافق 27 رجب 1436هـ