العدد 4635 - السبت 16 مايو 2015م الموافق 27 رجب 1436هـ

زنى المحارم في البحرين!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ذكرت وزارة التنمية الاجتماعية في مرئياتها بشأن تعديل اقترحه مجلس الشورى، الذي سيتم عرضه على مجلس النواب في جلسته الثلثاء المقبل، يدعو لإفراد نص في قانون العقوبات لتجريم زنى المحارم، أنه وردت إلى الوزارة منذ 2012 حتى فبراير 2015 عدد من الحالات (43 حالة)، قد تم إيواؤها ورعايتها في المراكز التابعة للوزارة.

ونحن إذ نقرأ عن هذه القضيّة، فإننا لا نعلم القصد إن كانت نسبة زنى المحارم هي ذاتها نسبة سفاح المحارم، وهل يُقصد بهذا المصطلح التحرّش أو الاعتداء الجنسي على الأقارب الصغار، أم هو علاقة جنسية بين بالغين من الأقارب، كالأخ والأخت أو العم وابنة أخته...إلخ؟

ففي حال كان زنى المحارم يعني بين بالغَين من الأقارب، فإنّ وجود 43 حالة قد لا تعتبر نسبة كبيرة بالنسبة للمجتمع البحريني، وإن كنّا نتمنّى عدم وجودها في مجتمع محافظ كالبحرين، ولكن إن كان الحديث عن نسبة الأطفال الذين يتم اغتصابهم أو التحرّش بهم من قبل الأقارب، فإننا لا نتوقّع وجود هذه النسبة، بل نعتقد بأنّها أكثر من ذلك.

ونذكّر هنا بأن المشروع بقانون يهدف بحسب مقدّميه، إلى سد الفراغ التشريعي في قانون العقوبات الذي يخلو من نصٍّ يجرّم زنى المحارم، إذ لا يوجد عقوبة على الاتصال الجنسي بين بالغين مهما كانت درجة قرابتها مادام كلاهما غير متزوج والاتصال كان من غير عنف أو إكراه، وبالتالي لا يوجد مبرر للمشرع البحريني لعدم تأثيم زنى المحارم على الرغم من تأثيم عدد من القوانين الغربية لهذا الفعل المشين مثل القانون الألماني والسويسري والإنجليزي، كما جرمته القوانين العراقية والجزائرية والقطرية؛ باعتبار أن هذه الجرائم مما يستهجنها الشرع والعرف والفطرة السليمة، كما يتعدى ضررها إلى شرف الأسرة بكاملها التي هي أساس المجتمع.

ولكن إن كان الحديث عن الاعتداء الجنسي من قبل الأقارب البالغين على أطفال الأسرة، فإننا نعلم بأنّ الخجل الاجتماعي مدعاة لعدم وجود إحصائيات رسمية، فهناك حالات غير معلنة ولم تصل للجهات الرسمية، خوفاً من الفضيحة أو من المغتصب، أو حتّى خشية في انهيار الأسرة، فلا يقوم الطفل بإخبار الوالدين بما يحدث، فهذا السر هو السر الذي تقف عنده الخطوط الحمراء دائماً، والطفل بطبيعته ذكي اجتماعياً، ويعي ما يحدث حوله، وما هو خطر على أسرته، وما دفاعه عن كيان الأسرة إلاّ عن طريق عدم البوح بمأساته.

ورغم صعوبة الحصول على أرقام حقيقية حول مسألة التحرّش الجنسي في البحرين، إلاّ أنّ إحصاءات مركز حماية الطفل للأعوام من 2012 حتى 2014 أظهرت تسجيل نحو 867 حالة اعتداء على الأطفال، تنوّعت بين اعتداء جنسي وجسدي ونفسي وإهمال شديد.

على العموم، خير وسيلة من أجل حماية الطفل هو التشريع القانوني، في قضيّة سفاح المحارم، فالمشرّع البحريني سن قانوناً صارماً حول المتحرّشين بالأطفال، ذلك أنّ القانون الحالي من قوانين العقوبات الجيدة جداً فيما يتعلق بعقوبة هتك عرض الأطفال (المادّة 344-345)، إذ أنّ الأطفال المجني عليهم يقسّمون وفقاً للقانون إلى قسمين، الطفل غير المميز الذي لا يتجاوز الـ 7 أعوام، والطفل المميز الذي يمتد عمره من 7 إلى 21 عاماً، والقانون يفرق في السن ما بين المتهم والمجني عليه، فالمتهم يعتبر طفلاً لسن 15 عاماً. ويعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد (المادة 348-349)، لمن واقع طفلةً لم تتم السادسة عشرة، ولا يؤخذ بالرضا إن لم تتم عامها الـ 14، هذا ويعاقب بالسجن مدة لا تزيد عن 20 عاماً من واقع أنثى أتمت الـ 14عاماً ولم تتم الـ 16 عاماً برضاها، كما ويعاقب بالسجن بمدة لا تزيد عن 10 سنوات من واقع أنثى أتمت الـ 16عاماً ولم تتم الـ 21 عاماً برضاها، ويعاقب بالسجن من اعتدى على عرض طفل لم يتجاوز الـ 16 عاماً ويفترض القانون عدم الرضا إن لم يتم الـ 14 عاماً.

نحن بانتظار تشريع واضح وصارم، يحمي الأطفال من الأب المعتدي والأخ المعتدي والقريب المعتدي، فالأطفال أبرياء ولا صوت لهم، والصمت هو «كارت» براءة للمغتصب، وعدم سن القوانين الرادعة بالنسبة للمغتصبين من الأقارب سيسمح لهم بالاستمرار والتجاوز.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4635 - السبت 16 مايو 2015م الموافق 27 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 1:55 م

      حالات شاذه

      مثل زنى الاقارب اوالمحارم اكرمكم الله وابعد عنا غضبه وسخطه هي لاتعدو كونها حالات انفرادية وحالات نادرة والحمدالله وهذه الامور موجوده من العصر السحيق لعصرنا الحالي وعند كل الامم والشعوب وقد تقل في زمان وتكثر في زمان اخر وهي ليست ظاهرة حتى يتم مناقشتها ولاكن يجب تفعيل قوانين داخلية رادعة لاى شخص قد يرتكب مثل هذى الجريمة المروعه .. الله يحفظ الجميع بحفظه ويبعد عنا كل شر ومكروه

    • زائر 22 | 8:01 ص

      الإسلام حدد عقوبة الزنا

      الإسلام حدد عقوبة الزنا،و لكل الحالات
      و ما قال إذا برضاها فحلال !

    • زائر 20 | 7:16 ص

      تشديد العقوبة

      قضايا التحرش والاغتصاب زايدة ه السنيين الدليل اقرو القضايا في الجرايد بشكل يومي !!!

    • زائر 18 | 5:58 ص

      الله

      الله يهدى الجميع ويبعد عن الكفرة والبلد مشحوون كفرة وفاسدين والله يلعن التكلونجيا دمرت بلادنا كل شى موجوود فيها ودمرت اطفالنه وشبابنه

    • زائر 16 | 4:15 ص

      اوقفوا الشبكات التي تدير الدعارة والتي تروج وتبيع الخمور

      اوقفوا الشبكات التي تدير الدعارة والتي تروج وتبيع الخمور

    • زائر 15 | 3:57 ص

      مشكلتهم يامريم

      انهم ماياخدون حكمتهم من ابو الحكايم

    • زائر 12 | 2:31 ص

      شكرا مريم

      تتميز الاستاذه مريم الشروقي حفظها الله في تسليط الاضواء على قضايا المجتمع بشتى المجالات والرد على بعض المتنفذين وذم الفساد المستشري بالمجتمع من مال واخلاق هنيئا للوسط هذة الكاتبه اذا انها تفرض علينا و القراء جميعا احترامها لما تتميز به من كفاءه اشكرها وبورك قلمها المميز

    • زائر 11 | 2:20 ص

      أمر منكر اذ كيف يحدث مثل هذا في مجتمع محافظ مثل المجتمع البحريني

      تسليطك الضوء على قضية مهمّة مثل هذه القضية امر في غاية الاهمية فمثل هذه الامور الشاذّة هي ممقوتة في مجتمع اقل تدينا ومحافظة من شعب البحرين واثارتها من اجل محاربتها

    • زائر 10 | 1:55 ص

      اتمنى من صاحبة المقال الحديث عن اسباب الزنى

      يعني معظم الناس يتجهون لتشديد العقوبات ولكن الوقايه خير من العلاج ,, يرجى كتابة اسباب الزنا والتي معظمها سببها البنات بشكل رئيسي والتي تتمثل في لبساها غير المحتشم فالفتاة اللي تلبس قصير و ضاغط وعارضه جسمها ومشيتها ومشاهدة المسلسلات والافلام الاجنبيه هي السبب الرئيسي لانحراف المراهقين .
      فالمراهق لا يقدر على الزواج وعنده رغبه جنسيه بسبب ما يشاهده في الشارع او عالتلفزيون

    • زائر 13 زائر 10 | 2:46 ص

      الى زائر 10

      من الجهل الشديد بحيثيات الموضوع ان تلقي بالاسباب على البنت.. وين قاعدين العصر الحجري اللي كل شي من البنات؟؟ و اساسا الرجال المعتدين هل هم مسيرين في افعالهم عشان ما تلومهم؟؟ ليش كل من شاف بنية مو محتشمة يعني يعتدي عليها؟؟ هذا فعل الحيوانات الي لا تعقل ولا تفقه مو فعل بني ادم يعتدي على عرض بنته او اخته او امه او مهما كان من الاقارب.. هذا مرض من امراض القلوب اعوذ بالله منها..

    • زائر 17 زائر 10 | 4:29 ص

      الى زائر رقم عشره

      هذا يسمى زنا العين وهذا اخطر على المجتمع ,, فاذا كنت تقول ان اللباس الغير محتشم يعتبر من التحضر والحضاره فهذا شأنك نحن كمجتمع اسلامي يجب ان تكون المرأه المسلمه محتشمه ,, وبذلك تقلل الفاحشه واما باتباعك للمجتمع الغربي بلباسهم الفاحش فانظر الى كثرة الاغتصابات . نحن لدينا عاداتنا وتقاليدنا ولا يجب علينا تقليد الفكر الغربي في هذه الافعال . لو كانت محترمه نفسها ولابسه ثياب عفيفه جان محد قرب صوبها ولا تجرأ عليها وهاللباس يصونها

    • زائر 9 | 1:31 ص

      ما خفي أعظم

      ينبغى على الدولة ان تنتبه لخطورة هذه الحوادث و مردوداتها الاجتماعية و دراسة اسباب ازديادها بشكل كبير خلال السنوات الاخيرة، و نتوقع من المجلس النيابي الاسهام بسن العقوبات الرادعة.

    • زائر 8 | 1:22 ص

      مهم...جدا

      هذا القانون والتشريعات مهمة والأهم يكون وعي ع مستوى جمعيات الأهلية وعمل ندوات ثقافية.توعوية الأسرة والمجتمع

    • زائر 7 | 1:02 ص

      دور الاسرة

      على الاسر ان تحافظ على كيانها ومراعاة الضوابط الشرعية و الاعراف والتقاليد ، ونذكر هنا بعض المظاهر المفترض تجنبها :
      - اللبس المحتشم من الام والخوات ، فضلاً عن العمة والخالة .
      - الافلام والمسلاسلات البعيدة عن ثقافتنا .
      - مراقية الهواتف ومواقع التواصل ، وعدم الثقة التامة للابناء خصوصاً فترة المراهقة .
      وزيادة الوعي الديني تجنبنا كل الظواهر المنحرفة

    • زائر 6 | 12:30 ص

      أحس ما أشوف

      كل ما إبتعدنا عن ديننا ساءت أخلاقنا

    • زائر 4 | 11:55 م

      لاحول الله ولا قوة إلا بالله

      قضايا يشيب لها الرأس وتقشعر منها الابدان ، هذا بسبب إهمال الوالدين وسماح لابن العم وابن الخال بالجلوس مع بناتهم والخروج معهم والمزاح هذا يؤدي إلى تكوين علاقات محرمة . حتى وجود العم والخال بكثرة في البيت دون رقابة من الاهل . كما ان نوم البنات والأولاد في غرفة واحدة كما ان نوم البنت خارج المنزل في بيت احد المحارم دون رقابة سبب تلك المشكلة . وأهم شيئ الحشمة في اللباس الذي يستر البنت عن الطامعين .

    • زائر 3 | 11:06 م

      نعم ولابد من تشديد العقوبة

      وجعلها الإعدام لوقف هذا النزيف الإنساني الموجع ،،، شكرًا على المقال

    • زائر 2 | 10:38 م

      زمن العجائب

      يادافع البلا والبلوى
      لاي درجة وصلت بنا من الانحطاط الديني
      كلة بسبب الابتعاد عن الرب والشريعة الإسلامية

    • زائر 14 زائر 2 | 3:17 ص

      ليس هناك زمن عجائب

      هاى الشي موجود في البحرين من زمان وبكثرة كنت قبل 50 عاما ارى هذه الاشياء بام عيني واعرف عنها واعلم من هم الذين يقومون بها وشفت العجايب العجاب والكل يعرف , لكن من سنة1972 الى الان لم ارى اى شي او لم اسمع بهذا الشي لان الوعي اصبح اكثر من ذى قبل لكن اعتقد موجود وكاتبت المقال تعرف جيدا لانها قالت ان هذه الاحصائيه قليله جدا

اقرأ ايضاً