قال النائب جمال داوود إن التحرك الميداني للجنة البرلمانية بشأن التحقيق في اللحوم الفاسدة، بدأت تتضح نتائجه، والتي كشفت في مجملها عن ضعف الاهتمام الرسمي والخاص، باللحوم الحية والمبردة والتقصير في العناية الصحية اللازمة وقلة الوقاية اللازمة.

وبيّن داوود أن اللقاءات المتواصلة التي عقدتها اللجنة على مدى الاشهر الماضية وشملت مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة ذات العلاقة باستيراد وتوزيع اللحوم سواء الحية او المبردة بدأت تتضح نتائجها من خلال الجولات الميدانية والتي شملت حتى الآن المسلخ والحظائر التابعة لشركة المواشي ومحطة حفظ حاويات اللحوم لدى شركة خدمات مطار البحرين في الشحن الجوي بالاضافة الى شاحنات نقل اللحوم المبردة من منطقة الشحن الجوي الى مراكز التوزيع في مملكة البحرين.

وأوضح أن اللجنة سجلت ملاحظاتها المبدئية بشأن المسلخ الحالي في منطقة سترة والذي يخضع لادارة شركة المواشي حيث اتضح انه بحاجة الى توسعة تتناسب مع كميات اللحوم، سواء الحية أو المبردة التي يتعامل معها المسلخ بصفة يومية وتبلغ نحو 2500 رأس من الاغنام والقدرة على توفير متطلبات السوق المحلية مع التأكيد على الصيانة المستمرة الدورية والتنظيف اليومي وتوفير الوقاية اللازمة من اسباب التلوث سواء من خلال مراحل الذبح وتنظيف الذبيحة ثم الحفظ والتخزين والنقل والتوزيع بالاضافة الى بعض التحسينات التي ادخلتها الشركة على المسلخ، قبل أن يستدرك ليشير إلى وجود صعوبات نتيجة التأخر في التوسعة اللازمة وتطوير مراحل العمل بشكل عام.

وأضاف «اما بشأن الحظائر الموجودة في سترة والتابعة للشركة فإن الوضع الحالي غير مطمئن لأسباب كثيرة لاحظتها اللجنة، ابرزها السور الخارجي لموضع الحظائر الذي اعيد بناؤه بشكل كامل لمنع الحشرات والزواحف والقوارض والكلاب المشردة من الوصول الى الاغنام».

وشدد على أهمية تطوير اساليب توفير مياه الشرب للاغنام والقيام بالفحص الدوري لهذه المياه وكذلك أهمية تطويرالحظائر ذاتها وتوسعتها وايجاد فراغ أو مساحة عازلة بين الارض وسطح ارضية المواشي بحيث لا تبقى الاغنام أو المواشي على الارض مباشرة لضمان درجة عالية من النظافة للاغنام وتوفير الوقاية اللازمة لعدم اصابتها بأمراض أو انتقال أي من اشكال العدوى فيما بينها في الحظائر.

أما بشأن شاحنات النقل المبردة، فقال داوود: «رغم التجديد والتطوير المستمر لهذه الشاحنات التي يتم من خلالها نقل اللحوم المبردة سواء من موقع الشحن بالمطار الى المسلخ أو من المسلخ الى الاسواق، فإن اللجنة لاحظت ان اجراءات الفحص الطبي الدوري للعاملين عليها غير متوفرة كما هو الحال بالنسبة للعاملين بالمسلخ أو الحظائر، كما ان لحوم الابقار عند شحنها لا يتم تعليقها بالشاحنة كما هو الحال بالنسبة للحوم الاغنام بل توضع على سطح الشاحنة من الداخل اسفل لحوم الاغنام المعلقة، ما يتيح تعرضها للسوائل التي قد تسقط عليها من لحوم الاغنام داخل الشاحنة نفسها».

وفيما يتعلق بمنطقة التبريد في الشحن الجوي بالمطار، تحدث النائب عن تسجيل اللجنة عدة ملاحظات اهمهما حاجة درجة التبريد لدراسة واقعية تتناسب مع ادخال حاويات اللحوم والفترة الزمنية التي تبقى فيها الحاويات بما يتناسب مع عدد الذبائح المكدسة داخل كل حاوية والمدة الزمنية من وقت مغادرة الحاويات من بلد المنشأ الى وقت وصولها.

ولفت داوود إلى أن الاطمئنان الى سلامة اللحوم مازال يتطلب المزيد من البحث والتقصي وخاصة مع وجود ملاحظات واسئلة تتعلق بموقع حظائر الاغنام التي يتعارض مع حماية الوطن والمواطنين من اية امراض وبائية أو غيرها نتيجة نقل المواشي الحية من ميناء خليفة في الحد الى موقع الحظائر في سترة وكذلك عدم توفر مختبرات لفحص العينات في موقع الشحن الجوي قبل الفسح لخروج اللحوم من الموقع ونقلها الى المسلخ في سترة.