قال وكيل الوزارة للشئون الإسلامية بوزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف الشيخ فريد المفتاح، خلال احتفال مملكة البحرين بذكرى ليلة الإسراء والمعراج، إن دروس المناسبة تدعونا لترسيخ وحدتنا وتحقيق ألفتنا لنجتاز المصاعب والمحن، ولننطلق إلى فضاء مفعم بالإيمان واليقين والأمل، مستبشرين بغد ومستقبل مشرق يعود بالخير على الأمة العربية والإسلامية.
وخلال الاحتفال، والذي أقيم أمس الأول الجمعة (15 مايو/ أيار 2015)، بجامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، بين المفتاح أن لكل مجتمع أولوياته وأهدافه ورؤيته، ومجتمع المسلمين معلومة أولوياته وأهدافه، ورؤيته واضحة، فرضا الله تعالى واتباع رسوله (ص) أولى أولويات كل مسلم، ثم العمل على تحقيق أمن المجتمع، وتأكيد الأواصر والأخوة والنظر بإيجابية وتفاؤل إلى كل ما يحدث، والوقوف على كل ما يحقق للأمة والمجتمع والوطن أمناً وسلاماً ورخاءً واستقراراً.
كما أكد المفتاح، في الحفل المقام تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، وبتنظيم من إدارة الشئون الدينية بوزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف، بحضور عدد من المشايخ والقضاة، وعدد من السفراء ورجال السلك الدبلوماسي، وجمع من المواطنين والمقيمين، أن ما تمر به الأمة اليوم من أحداث وما تواجهه من تحديات ومتغيرات يستلزم وقفة اعتبار مع أحداث السيرة العطرة لاستلهام الدروس والعبر.
وقال المفتاح: «إننا وفي ظل الأحداث المتلاحقة لنؤكد أننا دعاة سلام لكننا أيضاً أصحاب رسالة مضمونها وغايتها نشر الحق والعدل والمحبة والسلام في العالم أجمع، فنسأل الله تعالى أن يوفق قادتنا وولاة أمورنا في دفاعهم عن أوطانهم ودفع عدوان المعتدين وتأكيد الأمن والاستقرار لدولنا وشعوبنا، ونحن إذ نؤكد التفافنا حول قيادتنا ودعم قراراتهم الهادفة إلى الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وإعادة الحقوق المغتصبة إلى أصحابها، لنؤكد دعمنا لتوجه قادتنا نحو كل ما يعزز أمن واستقرار المنطقة والعالم وتحقيق السلم والسلام والأمن والاستقرار لكل الناس».
وذكر أن «هذا اللقاء الإيماني جاء لنستذكر حدثاً تاريخياً معجزاً، كان ومازال منعطفاً فارقاً في تاريخ الأمة الإسلامية والعالم بأسره، إذ إنه حدث غيّر وجه الأرض وتحوّل به خط الزمن ليتجه نحو بناء حضارة إنسانية عالمية جديدة، قاعدتها الإيمان بالله تبارك وتعالى، ومنهجها القيم الأخلاقية الراقية، وأعمدتها العدل والحق والمساواة، وأغصانها وثمراتها أخوة بشرية ولحمة إنسانية تتخطى حدود الزمان والمكان».
وأضاف أن «وقفتنا مع دروس الإسراء والمعراج تأخذ بنا إلى المزيد من الثقة فيما عند الله تعالى من توفيق وتأييد وتمكين، وتثبت فينا اليقين بأن مع العسر يسراً، وأن الفرج رديف الشدة وأن قادم الأيام أفضل بإذن الله تعالى لجميع البشرية والإنسانية، وأن ما تمر به الأمة الإسلامية اليوم من محن لهو اختبار وابتلاء ليضعها على بداية طريق تحضرها ومجدها، وأنه لا يأس مادام أن الله تعالى هو مالك الملك ومدبر أمر هذا الكون».
وتابع أن «مشهد اجتماع الأنبياء بالأقصى وصلاة رسول الله (ص) بهم جميعاً والتقائه بهم في السموات دلالة واضحة المعالم على وحدة ما جاء به الأنبياء وقرب شرائعهم، وهو ما يؤكد للإنسانية وحدتها وأخوتها وتقاربها، وأن دين الله تعالى للخلق إنما هو رسالة أخوة ومحبة وسماحة وسلام».
ودعا إلى الأخذ من سيرة وهدي نبينا (ص) سراجاً يضيء الطريق نحو غد أفضل مشرق، نحو عالم يظله السلام وينعم بالأمن والأمان والتسامح والاستقرار نحو أسرة بشرية تتعايش بالقيم الإنسانية الحضارية السامية، في ظل أخوة إنسانية تتخطى حدود الزمان والمكان.
من جانبه، طالب رئيس محكمة الاستئناف العليا الشرعية السنية الشيخ القاضي راشد حسن البوعينين، الأمة الإسلامية وهي تعيش ذكرى هذه المعجزة الغالية، بأن تستحضر أموراً مهمة في حياة الإسلام والمسلمين، تستخلصها من مجريات ما وقع ليلة الإسراء والمعراج، فالإسراء بالنبي (ص) من مكة إلى بيت المقدس إنما هو دليل قاطع على أحقية المسلمين بالقدس الشريف مهد الأنبياء والأولين، ومبعث كثير من الرسل السابقين، وهو دليل أيضاً على ما لهذا البيت من مكانة سامية عند الله عز وجل.
وأضاف «هذه المكانة التي خص بها المسجد الأقصى هي التي يجب على المسلمين اليوم أكثر من أي وقت مضى استحضارها في رحاب الإسراء والمعراج ليزيلوا عنهم غبار الوهن وليتخلصوا من داء الغثائية وليجمعوا أمرهم على كلمة سواء، تكون بإذن الله تعالى بداية لتحرير القدس الشريف من قبضة الصهاينة الغاصبين».
وتساءل البوعينين «هل نستحضر ذكرى الإسراء والمعراج دون استحضار الفطرة الإسلامية التي فسدت بالزيغ والانحراف عما اختاره النبي (ص) ولأمته؟ حيث إن كل روايات الإسراء والمعراج تؤكد اختيار النبي (ص) شرب اللبن بدل الخمر والماء والعسل المقدم له من لدن أمين الوحي جبريل عليه السلام، وكل الروايات تدل على اختيار النبي الفطرة السليمة الصحيحة لأمته».
وأضاف «من جملة ما ينبغي استحضاره في هذه المناسبة أنه في فلسطين وتحديداً في المسجد الأقصى، أَمَّ رسول الله ليلة أسري به من سبقه في حقل النبوة والدعوة وحمل مشعل الرسالة الربانية، فكان بذلك أخيرهم وإن كان آخرهم، وكان أفضلهم على الإطلاق وإن كان خاتمهم في البعثة والرسالة، وفي إمامته للأنبياء والمرسلين إمامته لأمته على باقي الأمم وفي خيريته وأفضليته، خيرية وأفضلية لأمته بين الأمم والشعوب».
وشدد على ضرورة ألا يتخذ من استحضار ذكرى الإسراء والمعراج وغيرها من المعجزات الربانية التي أبهرت العقل وأخضعته لمنطق التسليم الواجب، طابع الاحتفال بها أو الاحتفاظ بها في مكنون الصدور، بل يجب أن يتعداها إلى الذكر والتذكر والاعتبار والتبصر في كل الجوانب الخاصة والعامة المتعلقة بها في سياقها ولحاقها في دلائلها وعبرها وإشاراتها الخفية ومراداتها ومقاصدها، فإن أمة لا تذكر ما فيها ولا تعتبر بما جرى فيها من معجزات ولا تبصر في الذكرى غير رسم الذكرى، حريٌّ بها أن تبقى لصيقة بركب المتأخرين المتخلفين.
إلى ذلك تحدث الواعظ بوزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف الشيخ فاضل حسن فتيل، عن حادثة الإسراء والمعراج، موضحاً أن الحادثة نزل فيها قرآن يتلى مادامت الأرض والسماء حيث قال الله عز وجل: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير)، فبدأ الله تعالى بتنزيه نفسه في هذه الآية المباركة بقوله «سبحان» وهي كلمةٌ تفيد التنزيه عن النقص والعبثية ليبين أن الإسراء بالنبي محمد (ص) هو من أعظم الكمالات والمعاجز لنبينا الكريم ومن أكبر الآيات للقدرة الإلهية والهيمنة الربانية.
وأوضح فتيل أن الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى يبيّن الرابط القوي بينهما وأنهما مسجدان لملّةٍ واحدة ومكانانِ لمعنى واحد فكلاهما دار عبادةٍ لربٍ واحد وليؤكد تعالى على استحقاق النبيّ الأعظم (ص) وأمتِه لهذين المسجدين الشريفين زادهما الله شرفاً.
وقال: «ونحن إذ نحتفل بمعجزةٍ من معاجز نبينا الكريم (ص) ينبغي لنا الاقتداء والتأسي بهذا النبي العظيم في خُلقه وتواضعه وحلمه وتفانيه، في رفع الأذى عن الناس وإبعادهم عن طريق الشيطان وتزهيدهم في حطام هذه الدنيا الفانية»، متسائلاً «ماذا يريد منا محمدٌ (ص)؟ يريد منا أن نرصّ صفوفنا وننبذ خلافاتنا وراء ظهورنا ونقف صفّاً ضد من يريد تمزيق وحدتنا وتضييع مكتسباتنا والزجّ ببلدنا الآمن في خضم المشكلات والفتن».
العدد 4635 - السبت 16 مايو 2015م الموافق 27 رجب 1436هـ
للتنبيه
يوم 27 رجب يوم المبعث النبوى وليس يوم الاسراء والمعراج يوم الاسراء يصير فى شهر رمضان واللهم صلي على محمد واله الطيبين الطاهرين وفرج عن معتقلينا الاحرار المظلوومين ويرحم شهدائنا الابرار
...
ما هي مؤشرات وعلامات الزهد في هذه الدنيا الفانية يا شيخ فاضل؟
..
الإسراء والمعراج يكون بشهر رمضان الكريم هذه ليلة المبعث النبوي وهو نزول الوحي لسيدنا الكريم محمد صل الله عليه واله ..
الحساب يوم الحساب
الحساب يوم الحساب وكفى بالله شهيدا
يعني شنو؟
ليلة المبعث غير يا جماعة عن ليلة الاسراء و المعراج