أكد مدير مركز الخدمات التربوية الخاصة للأطفال (تفاؤل) أسامة مدبولي، أن خجل وجهل الأسر يخفيان الأرقام الفعلية لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة في البحرين، مبيناً أن «نمط الحياة» ويشمل السلوك الغذائي والاستخدام الخاطئ لوسائل التكنولوجيا والإعلام، يمثل أحد أسباب زيادة أعداد هذه الفئة.
في ضوء ذلك، وجه مدبولي في حوار مع «الوسط» بمقر المركز في مدينة الحد، نصيحته لأسر الأطفال من هذه الفئة، مخاطباً إياهم بالقول «لا تخجلوا، أبناؤكم نعمة لا نقمة، وهم أبواب رزق ستتفتح إليكم».
وفي السياق ذاته، عاتب مدبولي الإعلام كثيراً، بما في ذلك الصحافة، واعتبرها مقصرة في القيام بما عليه من مسئولية اجتماعية حيال فئة ذوي الاحتياجات الخاصة.
وفيما يلي نص الحوار:
حدثنا عن المركز، التأسيس، والأهداف.
- تأسس المركز منتصف العام 2007، وتم ذلك على أيدي مجموعة من بينهم أولياء أمور أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، ممن وجدوا ضرورة لإنشاء مركز غير ربحي يكون بديلاً للمراكز التي لم تتمكن من احتضان أبنائهم.
وكانت البداية متواضعة تمثلت في العمل من خلال غرفة في مسجد جبر آل ثاني ثم انتقلنا لشقة، ولاحقاً للمبنى الحالي للمركز. وهنا نتوقف لنوجه جزيل الشكر لوزيرة التنمية الاجتماعية السابقة فاطمة البلوشي، والتي أظهرت تعاوناً كبيراً معنا.
ومن المؤمل أن يواصل المركز عملية تطوره عبر الانتقال لمبنى وقفي، يشتمل على 22 شقة سكنية ومساحة مخصصة للمركز، ومرافق أخرى من ضمنها قاعة للمحاضرات ومقر لاستضافة طفل في حال قرر أبواه السفر لقضاء مناسك الحج أو العمرة مثلاً، على ألا تتجاوز مدة السفر عن الشهر، منعاً لسوء استغلال هذه الخدمة، تحديداً عبر ترك الأطفال ونسيانهم.
متى سيتم الانتقال للمبنى الجديد؟
- الأرض موجودة وهي تقع في مدينة الحد، أما الانتقال للمبنى الذي يشكل حلماً بالنسبة لنا، فالأمر مرتبط بمباشرة أعمال البناء، ونأمل أن يتم ذلك خلال عامين.
إنشاء هذا المبنى سيمثل أيضاً طفرة في عملنا، على اعتبار أننا سنتمكن من توفير موازنة المركز والوصول لمرحلة الاكتفاء الذاتي.
كيف يمكن لنا التعرف على مسيرة المركز وإنجازاته، بلغة الأرقام؟
- لدينا مجموعة من الأطفال ممن لديهم سمات التوحد، وقد تمكنوا من التخرج من المركز ووصلوا الآن للمدارس العادية، وتم إدماجهم بصورة جيدة في المجتمع، إلا أن ذلك لا يغني أسرهم عن الاستشارة مجدداً، على اعتبار أن تلك السمات تتطور. ومن أجل ذلك تم افتتاح المركز في الفترة المسائية بعد أن كان عمله مقتصراً على الفترة الصباحية، والهدف من ذلك إتاحة الفرصة أمام أكبر عدد ممكن من الأسر للاستفادة من خدمات المركز.
أما عدد من استفاد من خدمات المركز منذ إنشائه حتى اليوم، فإن مجموعهم يبلغ 84 طفلاً، 12 منهم تم دمجهم بصورة جيدة في المجتمع، و37 حالة تتلقى استشارات بصورة دورية، عدا ذلك فإن لدينا حالياً 13 طفلاً متابعاً في المركز والمدرسة، أما قوة المركز الحالية فتبلغ 28 طفلاً في الفترة الصباحية وجميعهم يتلقون الخدمة بالمجان، و64 طفلاً في الفترة المسائية، تقدم لهم جلسات بسعر رمزي.
في هذا الصدد، سيتعين علينا التطرق إلى قناتنا على موقع (يوتيوب)، والتي مكنتنا من الوصول لشريحة أكبر بكثير وتنتشر على مساحة جغرافية تطال الكثير من دول العالم، وأحدث الإحصائيات تشير لـ 700 ألف مشاهدة تقريباً حتى الآن.
وما هي حكاية العمل غير الربحي للمركز؟
- المركز خيري غير ربحي وهو يقدم خدماته للأطفال ممن لديهم اضطرابات نمائية تشمل حالات التوحد، بعض حالات متلازمة داون، حالات عسر القراءة والكتابة، وحالات الأطفال الذين لديهم مشاكل سلوكية.
إلى أي حد يمكن لكم إعادة الطفل لحالته الطبيعية؟
- تعاملنا مع كل طفل، يتم بناء على درجة الإعاقة وشدتها، ما بين بسيط ومتوسط وشديد الإعاقة، وكل ما نقوم به أن نعمل على إيصال الطفل ليكون أقرب للحالة الطبيعية، وذلك عبر تحسين درجته. ومن المهم هنا لفت الانتباه إلى أن عملنا لا يستهدف تغيير الإعاقة التي هي ليست بمقدورنا، ولكننا نعمل على تنمية قدرات الطفل بأكبر قدر ممكن.
وبالنسبة لحالات متلازمة داون، فإن الأطفال من هذه الفئة إذا تم البدء معهم منذ الصغر، فإن مقدار التقدم يصل إلى مرحلة مميزة ورائعة.
في سياق عملكم، ما هي الرسائل التي تودّون إرسالها؟
- الرسالة الأولى نوجهها لأسر ذوي الاحتياجات الخاصة، وتتضمن عدة نقاط أبدأها بقوله تعالى: (إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً)، وهذا يعني إمكانية بذل المجهود من قبل الأسر لجعل الطفل مميز عن باقي الأطفال، وحتى مع عدم وجود نتائج آنية، يمكن للطفل التميز لاحقاً عبر استقلاليته واعتماده على نفسه.
ومن الضروري الإشارة هنا إلى الدور المحوري للأسرة في كل ذلك، وعليها مسئولية بنسبة تصل إلى 99.9 في المئة من إجمالي المسئولية، وذلك يتأتى عبر النشاط الذي تبذله مع ابنها سواءً كان طبيعياً أم من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة.
بجانب ذلك، فإن الأسر مطالبة بزيادة حصيلتها المعرفية بشأن كيفية التعامل مع الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة.
هل يشكل التدخل المبكر ضرورة مع هذه الفئة؟
- بكل تأكيد، ومن واجب الأسر عدم التأخر في استشارة المتخصصين، من أجل مساعدتهم في إعداد برنامج الطفل.
تحدثت عن وجود حالات لأسر تسعى لترك طفلها من ذوي الاحتياجات الخاصة في مراكز الرعاية، فهل يؤشر ذلك للصعوبات التي تتحملها الأسر بسبب ابتلائهم بهذه الفئة؟
- الصعوبات موجودة ولاشك في ذلك، والقصة بالنسبة لنا تتمثل في عملنا على تأهيل الأسر للتعامل مع أطفالهم بطريقة جيدة، قناعة منا بأهمية أن يعيش الطفل في أسرته الطبيعية.
التحديات شر لابد منه، فكيف هي تحديات المركز؟
- الأهم في تلك التحديات هو الجانب المالي، بمعنى أننا نرغب في تسريع وتيرة قبول طلب المتقدم للتسجيل في المركز، بدلاً من البقاء على قائمة الانتظار لمدة سنة ونصف كما يحصل حالياً، ولكي نحل ذلك، فإننا بحاجة للمزيد من الأخصائيين والكوادر العاملة في المركز، وكلنا أمل في إنشاء المبنى الجديد لتجاوز هذا التحدي.
على ماذا تتكئ موازنة المركز؟
- على الدعم المقدم من وزارة التنمية الاجتماعية، والذي يغطي 78 في المئة من القيمة التشغيلية للمركز، والباقي عبر التبرعات.
لو أردنا التعرف على حجم وأعداد حالات ذوي الاحتياجات الخاصة، والأسباب الكامنة وراء تزايدها؟
- الحديث عن النسب والأعداد سيكون صعباً، والسبب في ذلك يعود لامتناع كثير من الأسر عن الحديث عن وجود طفل لديها من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكل ذلك يعود لخجل كبير مقرون بجهل واعتقاد خاطئ بإمكانية تحسن الطفل في عمر لاحق، إلا أن الصحيح أن الإهمال يؤدي لتدهور الحالة بدلاً من شفائها.
وهنا نود أن نؤكد على أن هذا الطفل الذي قد يشكل ظاهره نقمة وبلاء، هو في الحقيقة نعمة على والديه وأسرته، تحديداً عبر تفتح أبواب الرزق أو في محبة الناس أو في الجزاء الأخروي، والحكايات في هذا الشأن شاهد على ذلك.
ويبقى أن نؤكد على حاجة المجتمع للوعي، والتعامل مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بعيداً عن عنوان الفضيحة، بل بعنوان الاحتضان والتأهيل والاندماج.
في سياق حديثكم عن ضرورة دعم المجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة، انتقدتم الإعلام كثيراً والصحافة على وجه الخصوص، فكيف تقيّمون دور هذه الأخيرة؟
- الدور ضعيف جداً، وأتمنى ألا يسبب حديثي هذا أي زعل، فالاهتمام يكاد يكون منعدماً، رغم تواصلنا مع الكثير من الصحف، وكل ذلك يؤشر على مستوى الوعي المجتمعي وضرورة تحمل الإعلام لمسئوليته الاجتماعية حيال فئة ذوي الاحتياجات الخاصة.
العدد 4634 - الجمعة 15 مايو 2015م الموافق 26 رجب 1436هـ
صح لسانك اخوي
وانا أوافق. الراى انا من ذو احتياجات الخاصة أعاني اعاقة الجسدية و تواجهت كثير من تضايق في عملي على رغم أني اجيد العمل احسن من أشخاص بصحتهم كاملة لأسف الأشخاص الذي ضايقني في عملي و هو أبناء الوطن لا تقدير الي معاق و لا قانون لهم وانا حالياً بلا عمل و مقرضة الي البنك شكوه لله