جاء قرار مجلس الوزراء باعتماد إنشاء مراكز شبابية ومرافق رياضية وثقافية وملاعب لتلبية احتياجات الشباب في عدد من قرى المحافظة الشمالية، ليبث أملاً جديداً لدى أندية ومراكز شباب عدد كبير من مناطق هذه المحافظة التي تعتبر أكبر محافظة في البحرين من حيث عدد السكان والشريحة الشبابية.

وفي الواقع أن المحافظة الشمالية ظلت تعاني كثيراً ومنذ سنوات طويلة من افتقادها إلى الاهتمام من قبل الجهات المعنية في الدولة وخصوصاً في مجال الشباب والرياضة الأمر الذي جعل «الهم» الشبابي يؤرق ويمثل هاجساً يحاصر أندية ومراكز شباب هذه المحافظة الممتدة على خط الكثير من المناطق والقرى، وخصوصاً مع ازدياد عدد السكان وتمدد واتساع رقعة مناطق الشمالية وبالذات عند فئة الشباب.

ومع الإشادة بخطوة إنشاء مقار وملاعب لعدد من مناطق الشمالية، فإننا نطرح هنا مطلباً متزامناً من واقع معاناة هذه المحافظة وهي أن المشكلة التي تعاني منها هذه الأندية لا تقتصر على غياب المقر المتكامل القادر على احتضان الشباب لممارسة أنشطتهم وهواياتهم المختلفة، بل تمتد إلى ضرورة زيادة موازنات هذه الأندية والمراكز الشبابية لتكون قادرة على القيام بدورها في المجالات الاجتماعية والشبابية والرياضية والثقافية بدلاً من جعلها مقاراً عاجزة وخصوصاً أن القائمين على إدارة هذه الأندية والمراكز هم من أبناء هذه القرى وليسوا من رجال الأعمال أو المقتدرين و «كبار القوم»، وهو أمر يجب أن يصل إلى الجهات العليا في البلاد ويتعدى حدود وزارة الشباب والرياضة والمؤسسة العامة للشباب، بالإضافة إلى منح هذه الأندية حق المشاركة في ممارسة الألعاب المختلفة بصفة رسمية من خلال الانضمام إلى الاتحادات الرياضية.

وتفاعلاً مع أهمية هذا القرار الذي كان له الصدى الايجابي الكبير لدى شباب هذه المناطق فإن التحدي المهم الآن هو العمل على تنفيذ هذه المشروعات الشبابية والرياضية في المواعيد المحددة والمناسبة من قبل الجهات الحكومية المختصة وسرعة تنفيذ توجيهات وقرار مجلس الوزراء بالعمل على إنشاء المقار الرياضية والقاعات والملاعب الخاصة بالأندية المعنية نظراً للحاجة الماسة إلى هذه المشروعات في الفترة الحالية من أجل تفعيل الأنشطة الرياضية والشبابية.