العدد 4633 - الخميس 14 مايو 2015م الموافق 25 رجب 1436هـ

أسوأ فيلم أميركي في التاريخ!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

فجّر الصحافي الأميركي المشهور سيمور هيرش هذا الأسبوع قنبلة حين أعلن أن الإدارة الأميركية كذبت على العالم بشأن العملية التي قُتل فيها أسامة بن لادن في الثاني من مايو/ أيار 2011.

السادسة فجر ذلك اليوم، سمعت أول تسريب للخبر، بثته الـ «بي بي سي»، وحين عدت إلى مفكرتي بذلك التاريخ، استعيد ما كتبته: أوباما يعلن الخبر، واحتشاد آلاف المبتهجين أمام البيت الأبيض. والتلفزة الباكستانية تنشر صورته (بن لادن) الأخيرة، في عملية عسكرية خاصة استمرت 40 دقيقة. وتحطمت طائرة واحدة بين أربع مروحيات، قادتها الوحدة الخاصة بمكافحة الإرهاب، واستهدفت مجمعاً سكنياً كان يقيم فيه في بلدة «أبوت أباد»، ترتفع أسواره 5.5 أمتار، وعليه أسلاك شائكة، وبُني قبل خمس سنوات، بتكلفة مليون دولار.

رغم كل هذه التفاصيل، سجّلت بعض الملاحظات التي أثارت شكوكي: أن المنطقة كانت بدون خدمات هاتف ولا انترنت، كما أنه يقع على بعد 9 أمتار عن الأكاديمية العسكرية في منطقة يسكنها الكثير من الضباط. ولذلك لم أقتنع بالرواية الأميركية بأن العملية لم تُبلّغ لباكستان إلا بعد تنفيذها، فهي تنفذ في عمق أراضيها، وفي منطقة عسكرية، على مقربة من عاصمتها إسلام أباد. كانت رواية ضعيفة مهلهلة لا يمكن تصديقها، واستقر حينها في ذهني إن المخابرات الباكستانية جاءت به من مخبئه إلى هذا المنزل لتصفيته بالإتفاق والتنسيق الكامل مع الأميركان.

الدافع الآخر للشك في الرواية الأميركية، أنهم ألقوا بجثته في البحر، حيث وضعوه في تابوت وأغرقوه في مياه المحيط الهندي، بحجة سخيفة أنه «لا توجد دولة في العالم تقبل بدفنه في أراضيها». وهي حركةٌ -لو صحّت- لم يكن هناك ما يبرّرها، فمهما كانت درجة كراهيتك للعدو فإن ذلك لا يبيح لك أن تعامله بطريقة غير إنسانية، وأقلها حقّه في أن يدفن في تراب الأرض، بدل أن يُترك طعمة للحيتان وأسماك البحر.

كان السيناريو بالغ الرداءة، تأليفاً وإخراجاً وخيالاً، وكانت الرواية ضعيفةً بدرجة تستعصي على التصديق.

اليوم، يكذّب هيرش الرواية الرسمية لبلاده، ويؤكّد أنها تعاونت مع الاستخبارات الباكستانية في تصفية «زعيم القاعدة» أسامة بن لادن في ذلك المنزل السري، حيث كانت تحتجزه منذ 2006. أما البيت الأبيض فنفى رواية هيرش، وادعى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي أن «هناك معلومات غير دقيقة وتأكيدات لا أساس لها تتطلب الرد نقطة نقطة»! مع أن الخبر الأول الذي روّجته إدارة أوباما هو الذي يحتاج إلى الردّ نقطة نقطة!

المخابرات الباكستانية، أذاعت هذه الأيام، وفي سياق عملية التضليل ذاتها، أن مسئولين سابقين في الجيش الباكستاني كشفا أن منشقاً من جهاز الاستخبارات الباكستانية ساعد الولايات المتحدة في العثور على بن لادن، إلا أنهما نفيا تعاون إسلام أباد مع واشنطن في العملية. وهو ردٌ واضحٌ على تقرير هيرش بشأن وجود «صفقة» بين الطرفين، خصوصاً أن العملية أثارت شكوكاً إضافية حول تعاون السلطات الباكستانية مع تنظيم «القاعدة».

من ردود الفعل اللافتة التي دوّنتها يومها، موقف المؤتمر الإسلامي: «بن لادن مسئول عن الكثير من عمليات الإرهاب»؛ والفاتيكان: «يتحمل مسئولية كبيرة في نشر الكراهية في العالم»؛ والأخوان المسلمون في مصر: «مطالبة أميركا بالانسحاب من أفغانستان والعراق»، أما إسماعيل هنية من «حماس» فوصفه بأنه «مسلم عربي مجاهد»، فيما اعتبرته «طالبان»: «الشهيد رقم واحد».

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4633 - الخميس 14 مايو 2015م الموافق 25 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 7:53 ص

      العرب

      هناك كثير من الأكاذيب تروج على أنها حقائق لم تكشف بعد وأكثرها على الشعوب العربية .

    • زائر 8 | 6:24 ص

      الى الزائر 1

      السيد كان مشكك جدا في الرواية الأميركية لتصفية بن لادن بقوله: تثير الكثير من الشكوك والتساؤلات، فإذا كانت المخابرات الأميركية قد رصدته منذ أغسطس/ آب الماضي، فلماذا الانتظار لتسعة أشهر؟ وهل يمكن تصديق أن العملية تمت دون أن تبلغ نظيرتها الباكستانية؟ أم هو إمعانٌ في التمويه على دور الحلفاء؟
      إنها فصلٌ آخر من «لعبة الأمم» الجديدة، تديرها الأجهزة، قد تتكشف عن صفقات كبرى في المستقبل المنظور
      اعتقد المسألة واضحة وواضح انك انسان متصيد وما عندك سالفة. اقرأ كلام السيد لتفهم لا لتتفلسف.

    • زائر 10 زائر 8 | 8:23 ص

      ملاحظة

      هذا الكلام كتبه قاسم في مقاله في يوم ثاني من تصفية بن لادن يوم 3/مايو 2011 وهذا يثبت دقة ملاحظته وهو رد عليك بانه لم يتجرأ على الكلام الا في وقت متاخر.لقد كتب السيد كلامه وتشكيكه قبل سيمور هيرش باربعة اعوام.

    • زائر 7 | 6:20 ص

      الى الزرائر 1

      تابع: السيدقاسم كتب ايضا بالحرف: (من التي تثير الشكوك في الرواية الأميركية، الإشارة إلى دفنه في البحر، وهي روايةٌ تثير اشمئزاز الرأي العام وتذكّر بسلوك القبائل الوحشية في العصور القديمة. والواضح أن هناك قصداً لصرف الأنظار عن طرح الأسئلة الخطيرة، مثل الإصرار على قتله بدل أسره، لطيِّ صفحة هذه العملية الأمنية بهذه الصورة المتعجلة. فليس من الصعب على القوة العظمى الاحتفاظ بجسده لفترة حتى انتهاء الإجراءات اللازمة في مثل هذه الظروف) هل تريد اكبر من هذه الجرأة؟ هذا اكبر رد على كلامك المرسل

    • زائر 6 | 6:16 ص

      الى زائر 1

      تعليقك الانفعالي المتحامل دفعني للبحث في ارشيف الوسط فوجدت ان السيد قاسم كتب في يوم 3 مايو 2011 اي في اليوم الثاني لاغتيال بن لادن مقال باسم (انها لعبة الامم). يعني من البداية كان يشكك في الرواية الامريكية وكتب رأيه بكل جرأة ما يدل على الوعي والنباهة. ومما كتبه ويمكنك مراجعته: (التضليل بشأن وقت تنفيذ العملية، بالإشارة إلى وقوعها قبل أسبوع، والأرجح أنها وقعت فجر أمس الأول). يتبع

    • زائر 4 | 5:46 ص

      بن لادن

      صنيغة المخابرات الامريكية استخدموه مع الباكستانيين فلما انتهت مهمته ازاحوه.الان جاء وقت كشف الحقيقة وانفضاح كذب الادارة الامريكية.

    • زائر 2 | 4:47 ص

      حتى انت

      يا استاذ قاسم ؟ !!! ان يكذب القوم هذه الرواية فاننا تعودنا عليه , فهم يشككون في كل شئ حتى في صعود الانسان الى القمر من امثال ب.... وامثاله

    • زائر 1 | 9:45 م

      وأنت لك هفواتك

      ما كتبته يحتاج للرد عليه أيضا نقطة نقطة وليس المحل ولا الوقت مناسبين ولكن نقطة واحدة تفتقدها يا سيد قاسم ( في هذا المقال) أن اعترفت بنقصان الجرأة عندك في تحليل رواية الإدارة الأمريكية والذي جاء متأخرا جدا وليس هذا خاص بك بل للكثيرين من كتاب الأعمدة لدينا وهذا سبب اختلاف كتابنا عن كثير من الكتاب في الغرب

    • زائر 5 زائر 1 | 6:05 ص

      الرجل كتب ما عنده

      فلماذا انت نافش ريشك عليه؟ ناقشه فيما طرح من فكرة وبتواضع العلماء ودون تبجح وادعاءات لكي نحترمك نحن القراء والا فليست هذه الجريدة مكان للسفسطات الصبيانية.

    • زائر 11 زائر 1 | 1:32 م

      متصيد واضح

      ابو الهفوات هفهفوه.

اقرأ ايضاً