اعتبر رئيس مجلس إدارة جمعية الإصلاح الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة احتفال الجمعية بتدشين كتاب يؤرخ لتجربة جمعية الإصلاح، هو احتفاء بفكرها الوسطي المستمد من سماحة الإسلام ورحابته، وهو وقفة عرفان لهذا الوطن العزيز، موضحاً أن توثيق مسيرة الجمعية لم ينل نصيباً كافياً من العناية والاهتمام.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة مساء أمس الأول (الثلثاء) خلال حفل تدشين كتاب يوثق تاريخ جمعية الإصلاح، وذلك في فندق الدبلومات بالمنامة.
وبدأ الحفل بتلاوة لآيات من القرآن الكريم، ومن ثم كلمة لرئيس مجلس إدارة جمعية الإصلاح الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة، تلتها كلمة المؤلفين ألقاها هشام الشيخ، وبعدها ألقى إبراهيم الحسن كلمة المكرمين، ومن ثم تم عرض فيديو تاريخي عن الجمعية، تلاه عرض أنشودة للحفل، ومن ثم تم تدشين الكتاب من خلال كتابة كلمة للشيخ عيسى بن علي آل خليفة في الكتاب، وتلا ذلك تكريم رواد الجمعية والمؤسسين، واختتم الحفل بجولة في معرض الصور التاريخي.
وفي كلمته قال الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة: «ليس من السهل أن نفصل بين الماضي والحاضر والمستقبل عند الحديث عن مؤسسة عريقة كجمعية الإصلاح، فمسيرتها مليئة بالكنوز، تسلمتها أجيال عن أجيال».
وأضاف «إنني لأستذكر جزءاً من تاريخ هذه المؤسسة المباركة، فإنني في الحقيقة أستذكر جزءاً عزيزاً من حياتين، فكأن حديثي الليلة عن جمعية الإصلاح هو حديث النفس عن النفس، إنه حديث عن هذه المؤسسة الغالية، التي نشأنا فيها منذ الصغر، فتعلمنا فيها أصول الدين والدعوة، وتربينا فيها على البذل والعمل، مؤسسة علمتنا أن نعيش للناس ومع الناس، مؤسسة أسستنا بأقوى مما أسسناها، ورعتنا أفضل مما رعيناها، وأعطتنا أكثر مما أعطيناها، مؤسسة أضافت إلى أعمارنا أعماراً».
واستذكر الشيخ عيسى تاريخ تأسيس الجمعية، فأوضح: «خمس وسبعون سنة مرت من يوم أن أسس مجموعة من الفتيان نادياً يجمعهم في إحدى حارات المحرق، فبذروا بذلك بذرة صالحة في أرض صالحة، ورعوها كما رعاها من بعدهم، حتى غدت بفضل الله تعالى شجرة طيبة، راسخة الجذور، وارفة الظلال إلى أن وصلت جمعية الإصلاح إلى ما وصلت إليه اليوم من عمق في الفكر، وانتشار في الوطن، وارتباط بالمجتمع».
واعتبر رئيس مجلس إدارة جمعية الإصلاح «الاحتفال بتدشين كتاب يتحدث عن جمعية الإصلاح، هو حدث استثنائي بكل المقاييس، فإن توثيق مسيرة الجمعية لم ينل نصيباً كافياً من العناية والاهتمام من أجل إبرازها للمجتمع، فلقد كانت هذه الجمعية طوال تاريخها الممتد لخمسة وسبعين عاماً تؤثر الفعل على القول، والإنجاز الميداني إلى البروز الإعلامي».
مستدركاً «غير أن هذا المبدأ ترك فجوة كبيرة كان لابد من ملئها، حتى يتعرف المجتمع عموماً والأجيال الشابة في الجمعية خصوصاً على حقبة من تاريخ جمعيتهم، وعلى السواعد الفتية من جيل المؤسسين، الذين حملوا على عاتقهم إنشاء هذه المؤسسة المباركة بالقليل من الإمكانات والكثير من الحماس والإخلاص».
مفصحاً أن «العمل في هذا الكتاب امتد حتى ظن بعض من الإخوة أنه لن يرى النور، وخافوا على صفحاته الضياع، وهم يرون جيل الرواد من المؤسسين ومن جاء بعدهم يترجلون واحداً تلو الآخر، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر».
معبراً عن سعادته بهذه المناسبة بالقول: «اليوم نحن سعداء بهذا الإنجاز، الذي امتد العمل فيه لأكثر من عشرين عاماً من البحث والتحقيق والكتابة والتدوين، وتعاون على تنفيذه عدد من أبناء هذه الجمعية الأعزاء، مستعينين في ذلك بكم كبير من الوثائق التاريخية والمدونات ومحاضر الاجتماعات الموجودة في أرشيف الجمعية، بالإضافة إلى عشرات المقابلات والشهادات التي أدلى بها من عاصر هذه التجربة الثرية من تاريخ الحركة الإسلامية في البحرين».
وأفاد الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة أن «الكتاب يغطي الحقبة الزمنية منذ تأسيس نادي الإصلاح عام 1941 وحتى عام 1980، فهو لا يشير إلى الإنطلاقة الكبيرة والتوسع الهائل في أنشطة الجمعية ودورها في خدمة الدين والمجتمع بعد ذلك التاريخ، والذي شهد قفزات نوعية هائلة بعد انتقال الجمعية إلى مقرها الحالي في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي».
مضيفاً «كما لا يشير إلى دور المرأة في العمل التطوعي الدعوي والخيري والثقافي، والذي وإن كان قد بدأ مبكراً، إلا أنه لم يتبلور في شكله المؤسسي إلا بعد افتتاح مركز النساء بجمعية الإصلاح بعد انتقالها إلى مقرها الحالي، ولا يشير كذلك إلى المساهمات الجليلة التي قدمها الجيل الحالي من الشباب لهذه المسيرة، والذين حملوا الراية ممن سبقوهم، وحملوا معها العمل الدعوي إلى آفاق أخرى رحيبة».
ودعا الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة «الشباب إلى البناء على تجربة هذا الكتاب، والسعي لإصدار مؤلفات أخرى عن هذه الجمعية العتيدة، توفيها حقها من التوثيق والتأريخ، وتتناول السنوات اللاحقة وجهود أعضاء وعضوات الجمعية في خدمة الدين والوطن».
العدد 4632 - الأربعاء 13 مايو 2015م الموافق 24 رجب 1436هـ