حصد مؤسس معهد كالينجا للعلوم الاجتماعية الهندي أتشيوت سامنتا، جائزة عيسى لخدمة الإنسانية، تقديراً لجهوده ورعاية نحو 25 ألف طفل في المعهد، إلى جانب تأسيسه جامعة يدرس فيها 20 طالباً في تخصصات علمية واجتماعية وإنسانية.
وخلال مؤتمر صحافي عُقد ظهر أمس الأربعاء (13 مايو/ أيار 2015)، بقصر القضيبية، للإعلان عن الفائز، بحضور عضو لجنة التحكيم والناطق الرسمي الدولي باسم الجائزة، محمد بن عيىسى، قال الأمين العام للجائزة، علي عبدالله خليفة، إن حفل تقديم الجائزة للفائزة سيكون في الثالث من شهر يونيو/ حزيران المقبل (2015)، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى ولادة الأمير الراحل سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، إذ سيقام الحفل تحت رعاية عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في مركز عيسى الثقافي.
وأوضح خليفة أن الفائز بالجائزة سيحصل على مبلغ نقدي يقدر بنحو مليون دولار، إلى جانب ميدالية من الذهب الخالص، وشهادة تقدير لعمله في خدمة الإنسانية.
وذكر خليفة أنهم استقبلوا نحو 900 مشروع تقدم للحصول على الجائزة، ولكن بعد تنقيحها وصل العدد إلى 100، وبعد ذلك إلى 27 مشروعاً، وهو العدد النهائي الذي تم تسليمه للجنة التحكيم، قبل أن تضع القائمة النهائية وهي 3 مشاريع، وتم اختيار الهندي سامنتا ليكون الفائز بالجائزة.
من جانبه، قال الناطق الرسمي الدولي باسم جائزة عيسى لخدمة الإنسانية، محمد بن عيسى، الذي كان وزيراً للخارجية والتعاون في المغرب، ويشغل منصب الأمين العام لمنتدى أصيلة الثقافي في المغرب، إنهم وضعوا معيار الإنسان في المقام الأول عند اختيار الفائزة بالجائزة، بغض النظر عما إذا كان رجلاً أو امرأة، ودون النظر إلى الدين أو العرق أو التوجه.
وذكر أن «3 اجتماعات عقدتها لجنة التحكيم خلال العامين الماضيين، وعرضت علينا مختلف الترشيحات، ودرسنا الأعمال المرشحة، سواءً أكانت لمؤسسة أو مشروع، لأن الجائزة تمنح إما للشخص أو لمؤسسة أو مشروع يخدم الإنسانية، والعمل لم يكن سهلاً؛ لأن هناك شعورا بالواجب الضميري، وحتى لا نظلم أحداً، وعلينا أن نكون في مستوى ما ينتظر منا جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وكذلك من البحرين».
وأضاف «انتهينا بعد 3 اجتماعات إلى حصر المرشحين في لائحة قصيرة، من 3 مرشحين، وقمنا بزيارة هذه المؤسسات الثلاث المرشحة للجائزة، ذهبنا إلى الهند، وباكستان، وعشنا تجربة كل مؤسسة، إذ جلسنا 3 أيام في كل مكان، وهذا لم يكن سهلاً؛ لأن هذه المؤسسات التي تخدم الإنسانية لها ظروف خاصة، سواءً في المكان أو الزمان، وانتهينا بعد ذلك إلى اختيار الفائز الجائزة». وذكر أن «اللائحة المصغرة التي ضمت الأسماء الثلاثة رُفعت لمجلس الأمناء، وتمت الموافقة عليها».
وتحدث بن عيسى عن الفائز بالجائزة، وهو أتشيوت سامنتا، ويقول نقلاً عنه أنه «انشغل بخدمة الإنسان وهو شاب صغير يتيم، وعمل طوال حياته على أن يعوّض يتمه، بأن يعيل الأيتام والفقراء، من خلال تأسيس معهد لرعايتهم».
وأشار إلى أن معهد كالينجا للعلوم الاجتماعية في الهند يرعى نحو 25 ألف طفل وطفلة، أغلبيتهم قادمون من مناطق تفتقر إلى كل شيء، وزرنا بعض القرى التي يعيشون فيها، وحقيقة إن العوز يُجسد في الإنسان ومحيطه وبيئته وكل ظروفه، وسامنتا يختار في كل عام الأطفال الذين يحتاجون إلى التعلم والرعاية، من خلال فريق تابع له». وأضاف «الجائزة تعطى له نظرا لما قدمه في مجال التعليم والرعاية».
وقال: «زرناه في مكانه، فهو يعيش في شقة صغيرة بالإيجار، وغرفته غير مكيفة خلاف الكثيرين، فهو يعيش بوضعه الذي كان عليه دائماً».
وأفاد بأن سامنتا «أسس جامعة يدرس فيها قرابة 20 طالب وطالبة في كل التخصصات العلمية والاجتماعية والإنسانية، ويزور الجامعة كبار القوم في الهند، والجامعة تعوّضه في بعض التكاليف التي يسددها للقيام برعاية 25 ألف طفل وطفلة. كنا مشدوهين عندما زرناهم في ساحة كبيرة جلس فيها 25 ألف طفل وطفلة، وكلهم حيّونا بالإشارة... كنا نشاهد 50 ألف يد ترحب بنا». ووصفه بأنه «متواضع وبسيط، ويفني حياته في خدمة الإنسانية».
وأكد بأنهم لم يحصلوا على أي مشروع في الدول العربية يمكن أن يُحقق كل المعايير المطلوبة في الجائزة، ويفوز بها، مشيراً إلى أنه زار الأردن واجتمع مع مسئولين، وتبيّن عدم وجود مؤسسة تُعنى بموضوع اللاجئين، سواءً إلى الأمم المتحدة أو المؤسسات الحكومية.
وتابع «نحن لا يحدونا أي شعور قومي أو ديني في اختيار الفائزين بالجائزة، نحن نتكلم عن الإنسان بدون جنسية أو عرق. وأخذنا بعين الاعتبار كل صغيرة وكبيرة».
ولم يخف عيسى، أنهم فكروا في إعطاء الجائزة إلى طبيب ليبيري، بقي يعالج المصابين بمرض الإيبولا على الرغم من المخاطر التي تحيط بالمرض، إلى أن أصيب به وتوفي بسببه.
وبيّن أن «بعضنا فكروا بأن تمنح الجائزة لعائلة الطبيب الفقيرة، وكان الرأي الغالب ألا تعطى للأموات بل للأحياء، لأنها إلى جانب المكافأة، الجائزة محفز للاستمرار في العمل».
ورداً على سؤال عن إمكانية إعطاء الجائزة لأكثر من مشروع، أوضح أنهم فكروا في لجنة التحكيم في أن تُعطى الجائزة لمرشحَين اثنين أو ثلاثة، «ولكن يبدو أن التوجه العام ألا نتيه في الاختيارات حينما يكون العرض واضحاً، ويكون المشروع أو الشخص المرشح واضحاً، إذا دخلنا في متاهة أن يستفيد الآخرون، فلن نقف عند حدٍ ما».
هذا، وتحدث الأمين العام لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية، عن الجائزة، مبيناً أنها تقام «لاستحضار وتخليد ذكرى سمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه. ومنذ أن أنشئت الجائزة تم تشكيل مجلس أمناء برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة».
وأفاد بأنه «وفي الدورة الأولى للجائزة منحت الجائزة للدكتورة جميلة محمود، وهي من ماليزيا، وفازت بمشروع في مجال الإغاثة، وساهمت بقيمة من الجائزة في فتح مشروع للرعاية في البحرين».
وتابع «وضعت الجائزة مجموعة من الأحكام والمعايير التي من خلالها يسير الخط المتواصل من دورة إلى أخرى، وفي هذه الدورة (2014 - 2015)، شكل مجلس الأمناء لجنة التحكيم، وتم اختيار أعضائها لتمثيل قارات العالم، برئاسة خبير القانون الدولي يان بونسون، الذي يمتلك خبرة في مجال العمل الإنساني».
وأضاف أن «اللجنة استقبلت مجموعة من المترشحين عن طريق الموقع الإلكتروني للجائزة، وهناك مترشحون من مختلف دول العالم، وذلك بعد أن قامت الأمانة العامة بمراسلة مجموعة من المكتبات والمراكز المعنية بالبحث العلمي، لترشيح من يرون أن لديه كفاءة عالمية، وبلغ عدد المراسلات نحو 1800 مراسلة، أرسلت بالبريد الإلكتروني وبواسطة البريد إلى مراكز بحثية وجامعات وأفراد».
ولفت إلى أن «مجلس الأمناء يعوّل على قرار لجنة التحكيم بالدرجة الأولى، كما تعوّل على العمل الميدان وزيارة المؤسسات العاملة في مجال الخدمة الإنسانية، من أجل تحديد الفائز بالجائزة».
وبعد إعلانه عن اسم الفائزة بالجائزة للدورة الثانية، أشاد خليفة بالعلاقة الوثيقة التي تربط الهند بالبلاد العربية، وخصوصاً دول الخليج»، مؤكداً أن «صلتُنا بالحضارة الهندية عريقة وممتدة لأعوام عدة».
وذكر أن فريق عمل يقوم حالياً بتصوير الفائزة بالجائزة، والأعمال التي يقوم بها في المعهد، من أجل عرض فيلم عنها بحفل تقديم الجائزة. وعن آلية الإعلان عن الجائزة وما إذا رصدت موازنة لذلك، بيّن أنهم يرتأون في مجلس الأمناء ألا يخصصوا مبالغ مقابل الإعلان عن الجائزة في الصحف، بل يرون الأجدى منح هذه المبالغ إلى مؤسسات عاملة في مجال الخدمة الإنسانية.
وأفصح عن توجه لدى مجلس الأمناء، لعقد ندوات في جامعات بعواصم دول مختلفة؛ للتعريف بالعمل الإنساني، وذلك بالتعاون مع مؤسسات إنسانية في ذات البلد.
وعما إذا كان هناك مترشحون من البحرين والخليج، أكد خليفة أنهم استقبلوا طلبات من مترشحين بحرينيين وخليجيين، مؤكداً أن «كل الأسماء كانت محل تقدير واعتزاز، ودخل بعضهم إلى قائمة 27 مشروعا التي تم تسليمها للجنة التحكيم».
العدد 4632 - الأربعاء 13 مايو 2015م الموافق 24 رجب 1436هـ