كشف المدير العام لشركة طابوق البحرين، تقي المرزوق عن استمرار أزمة نقص كميات الكنكري في السوق وأنها ستستمر بحسب توقعاته حتى نهاية العام الجاري، ما أدى إلى ارتفاع أسعار مواد البناء على ثلاث مراحل خلال الفترة الماضية، وأكد المرزوق أن الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو زيادة الكميات المستوردة من رأس الخيمة في حال سمحت رأس الخيمة بذلك، حيث إنها رفعت من حجم الكمية التي تصدرها إلى قطر بسبب مشاريع كأس العالم.

وأضاف المرزوق أن بواخر البحرين تحمل فقط 30 ألف طن وذلك بسبب المياه الضحلة، أما بالنسبة لقطر فتستطيع الباخرة حمل 80 ألف طن،وأكد المرزوق أن هناك شحاً في الطابوق في السوق المحلية بسبب أزمة «الكنكري» وأن مصانع أوقفت أعمالها لبعض الوقت لعدم وصول كميات كافية من مادة «الكنكري» الأساسية في صناعة الطابوق والخرسانة.

وتسبب ضغطاً من دول المنطقة على مصادر «الكنكري» في دولة الإمارات في شح المعروض وارتفاع الأسعار بحسب ما أفاد به مسئولون في شركات مواد بناء، وسط تأثير على أسعار المنتجات الخرسانية بنسب متفاوتة.

تواصل أزمة الكنكري فرض نفسها على سوق أدوات البناء والإنشاءات، حيث استمر ارتفاع أسعار بعض مواد البناء بسبب نقص الكنكري في السوق المحلية، كما تسببت الأزمة في نقص مواد أخرى كالطابوق التي يعتمد تصنيعها بشكل كبير على الكنكري وارتفاع أسعارها.

وأعرب تاجر مواد البناء حسين خميس عن أسفه للحال التي وصل إليها السوق المحلي بسبب هذه الأزمة، مؤكداً بأنه يجب التدخل السريع من الجهات المسئولة من أجل إيجاد البدائل وإعادة تشغيل المحاجر التي توقفت عن العمل منذ أكثر من 3 أشهر فإن الأمور ستكون صعبة جداً على التجار والمقاولين وكذلك المواطنين، مشيراً إلى التحركات العديدة التي قام بها التجار من أجل حل هذه المشكلة من دون أن يتوصلوا إلى حل مع المسئولين حتى الآن.

من جانبه، قال موظف مسئول في أحد مصانع الأسمنت في المعامير إن المصنع أوقف عملياته تماماً قبل أيام ولم يعد يقبل أي طلبات وذلك بسبب عدم توافر كميات الكنكري، وأشار إلى الشركات الكبرى تواصل إنتاجها بسبب وجود مخزونات كبيرة وخصوصاً أن هذه الشركات تستهلك بصورة دورية كميات قد تصل إلى 25 ألف طن.

وذكر الموظف المسئول أنه من غير الواضح تماماً متى يعاود المصنع لكنه أكد أن هناك «مشكلة» تستوجب علاجات سريعة لافتاً إلى أنه رأى شخصياً في الإمارات بواخر محملة بمواد الكنكري متجهة لدول في المنطقة، إذ اعتبر وجود شركة كبيرة تقوم بالشراء لصالح السوق فكرة جيدة.

وتشهد البحرين بين فترة وأخرى مشكلات تتعلق بتوافر مواد البناء مثل الأسمنت والرمال في ظل اعتماد على الدول المجاورة، وفي الفترة الراهنة يقول مسئولون في شركات بحرينية إن طلبيات قطرية ضخمة تتم عبر شركات حكومية للحصول على الكنكري من أجل تشييد المرافق الخاصة لاستضافة كأس العالم في الدوحة شكلت ضغطاً على الطلب من رأس الخيمة على مادة «الكنكري».

وذكر عاملون في السوق أن شركات توجهت لإيقاف المبيعات الخاصة بالمنتجات الخرسانية بعد النقص الحاد في مادة الكنكري في ظل اعتماد السوق على المعروض المحلي.