أناب وزير التربية والتعليم ماجد علي النعيمي ، الأمين العام لمجلس التعليم العالي رياض يوسف حمزة افتتاح أعمال الندوة العلمية الثانية حول "التعلُّم الإلكتروني: التعلُّم الشخصي، الابتكارات، وتحدَّيات التعلُّم عن بُعد"، التي نظمتها جامعة الخليج العربي اليوم الأربعاء (13 مايو / أيار 2015) ، ضمن نشاطات الدورة الثانية لكرسي جلالة الملك حمد للتعلُّم الإلكتروني، بالتزامن مع احتفال الجامعة بمرور 35 عاما على ذكرى التأسيس.
وأشاد رياض يوسف حمزة في كلمة القاها خلال افتتاح أعمال الندوة بالنوعية العالية للبرامج الاكاديمية والندوات العلمية التي تنظمها جامعة الخليج العربي، والتي من ضمنها ندوات كرسي الملك حمد، مقدراًُ دوره الريادي في اطلاق التعليم الألكتروني في البحرين وعناية جلالته بتكنولوجيا المعلومات والاتصال من خلال مشروع مدارس المستقبل الذي احدث نقله نوعية في التعليم الالكتروني تعتمد على البحث والحوار والنقاش القائم على التفكير العلمي، بالاضافة إلى إطلاق جائزة اليونسكو العالمية لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في مجال التعليم، واحتضان المركز الاقليمي لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات الذي يعمل في البحرين تحت إشراف منظمة اليونسكو.
واستشهد الدكتور حمزه بالدلالات الرمزية لكرسي الملك حمد للتعليم الالكتروني كقيمة نوعية لجامعة الخليج العربي التي تعمل وفق رؤية التجديد لمواجهة تحديات العصر المعلوماتية والتي تتمثل بحسن إدارة ثورة المعلومات وإعداد رأس المال البشري الأكثر كفاءة للانتقال إلى مجتمع المعرفة واقتصاد المعرفة، مؤكدا ان جامعة الخليج العربي العتيدة تجسد أفضل صورة لمعني التعاون الخليجي المشترك والفعال والمنتج نتيجة اسهاماتها الرائدة في خدمة قضايا مجتمع الخليج.
ومن جانبه، قال رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور خالد بن عبد الرحمن العوهلي: "نتشرف ونعتز باحتضان الندوة العلمية الثانية لكرسي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة - حفظه الله - للتعلُّم الإلكتروني الذي شرَّف الجامعة بموافقته الكريمة على استضافة هذا الكرسي، وما يزيدنا اعتزازاً باحتضان الندوة الحضور المتميِّز من الباحثين الأكاديميين ذوي الخبرات المحلية والإقليمية والدولية المشاركين في فعالياتها".
واوضح ر العوهلي ان نشاطات الدورة الثانية لكرسي جلالة الملك حمد للتعلُّم الإلكتروني ستستعرض على مدى يومين كل ما يرتبط بالتعلٌم الإلكتروني، والتعلُّم الشخصي، والابتكارات في ميادين التعلُّم والتدريب عن بُعد، إضافةً إلى مناقشة التحديات والعقبات القائمة في مجال التعلُّم عن بُعد، واقتراح الحلول لمواجهتها، إذ سيعرض الباحثين أفضل ما تم التوصُّل إليه من معارف ورؤى فكرية في مجال التعلُّم عن بُعد بُغية البناء على تلك المعارف والرؤى لأجل الوصول إلى الإبداع والتميُّز .
وأشار إلى إن موضوع الندوة يُعالج قضيةً من أكثر القضايا حيوية للعالم بأسره؛ تتمثَّل في التوظيف المناسب والمنتج للتعلُّم الإلكتروني في النظم التربوية، فقد انشغل القائمون على النظم التربوية وما يزالون في البحث عن أفضل الطرق وأنسبها لتوظيف الحاسوب وما يرتبط به من مُستحدثات تقنية في العملية التعليمية، آملا أن يكون توقيت انعقاد الندوة الذي يأتي متزامناً مع احتفالات جامعة الخليج العربي بمناسبة مرور خمسة وثلاثين عاماَ من الإنجاز والتميُّز منذ تأسيسها، ومرور عشرة أعوام على بدء برنامج التعليم والتدريب عن بُعد خطوة في المسار الصحيح نحو التوظيف الملائم والمُنتج للمستحدثات التكنولوجية، وترجمة للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك حمد بشأن تفعيل "التمكين الرقمي" للمنظومة التربوية بكافة عناصرها.
فيما أشار القائم بأعمال كرسي جلالة الملك حمد للتعلم الإلكتروني ورئيس قسم التعلم عن بعد الدكتور العجب محمد العجب إلى تشرف قسم التعلم عن بعد باحتضان كرسي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة للتعلُّم الإلكتروني، مستعرضا ما جنته الندوة الأولى التي اتاحت الفرصة للقائمين على أنشطة الكرسي للإطلاع على التجارب العالمية في مجال التعليم الإلكتروني من خلال حضور المؤتمرات العلمية وورش العمل والمشاركة في الجمعيات المهنية ذات الصلة بالتعليم الإلكتروني، ونشر عدد من الأبحاث والأوراق العلمية تحت مظلة الكرسي في المجلات العلمية المحكمة.
واعلن الدكتور العجب خلال الندوة إكمال قسم التعلم عن بعد إعداد مقترح الدكتوراه في التعلم عن بعد والذي تمت إجازته من قبل مجلس كلية الدراسات العليا ورفع لمجلس الجامعة للشروع في اطلاقه قريبا، مثمنا لصاحب الجلالة الملك حمد ملك مملكة البحرين تمويله لكرسي التميز في التعلم الإلكتروني.
إلى ذلك، استعرض رئيس الندوة الاستاذ الدكتور عبداللطيف الصفي الجزار المقاربات التي مهدت إلى موضوع الندوة خصوصا في ظل المتغيرات المعقدة المتسارعة التي تربط تكنولوجيا التعليم بالمجتمع وبالفكر والإبداع والتنمية البشرية والتطوير التعليمي والممارسات التعليمية والطموحات للمجتمع الخليجي والتحولات الإقليمية والعالمية، منها رؤية ورسالة الكرسي الأكاديمي والتقارب المؤسسي بين الجامعة والاهتمام بالإبداع والابتكار في التعليم والبحث والتطوير، بالاضافة إلى توجه كلية الدراسات العليا إلى تنظيم سلسلة من المنتديات العلمية في الابتكار والإبداع في جميع تخصصات الكلية التربوية والتقنية.
وقال: "يضاف إلى ذلك التقارب التكنولوجي من منتوجات تكنولوجيا التعليم وتقنيات التعلم الإلكتروني من مصادر تعلم رقمية، والتوجه نحو التعلم المتمركز حول المتعلم واحترام شخصيته ودوره في إعداد بيئته وفق متغيرات شخصيته وذاته، وبدون عوائق تحد من إمكاناته المتنامية للتعلم".
شارك في الندوة مجموعة من الباحثين والأكاديميين والخبراء المتخصصين في مجال التعلم عن، إذ استعرض البروفِيسور مايكل غراهام مور، أستاذ التميُّز في التعليم عن بُعد في جامعة الأمريكية احدث التطورات في التعليم عن بعد والتعلم الالكتروني، فيما شرح البروفِيسور روري ماك غرِل، مدير كرسي اليونسكو للعلوم التربوية في جامعة أثاباسكا الكندية أفضل ما تم التوصَّل إليه من معارف ورؤى فكرية في بحوث وممارسات مجال التعلُّم عن بُعد.
ركز المحور الاول للندوة على الابتكار في مجال التعليم الالكتروني، فيما ركز المحور الثاني على التعليم الشخصي بين النظرية والممارسة، والمحور الثالث على الابتكار في التعليم الشخصي، في الوقت الذي قدم فيه كل من الدكتور العجب محمد والدكتور العربي بن الفقيه والباحثة مريم الحمد بحثاً عن تطوير برنامج تدريبي قائم على موجهات التعلم البنائي لتفعيل ممارسات المعلمين للتعامل مع الطلاب الموهوبين، فيما قدم كل من الدكتور العجب والدكتور حمدي عبد العزيز والباحث تركي العنزي استراتيجية مقترحة لضمان جودة التعليم الشخصي عبر الحوسبة السحابية.
وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور أحمد يوسف من جامعة السلطان قابوس قدمت عدد من أوراق العمل منها ما تحدث عن صناعة التعلم الالكتروني بين الواقع والابتكار، ومشروع الارشاد التقني، ومسارات التكوين المهني عبر بيئات التعلم الشخصي، خارطة طريق لتحسين جودة الأداء المنظومي لدى العاملين بقطاع التعليم بالسعودية، بالاضافة إلى التجارب الافتراضية وفق نموذج كولب وأثره على التحصيل والاتجاه نحو العلوم لدى التلاميذ، بالاضافة إلى أوراق أخرى بلغ عددها 30 ورقة بحثية ناقشت الموضوعات المرتبطة بالتعلُّم الإلكتروني، والتعلُّم الشخصي، والابتكارات في ميادين التعلُّم والتدريب عن بُعد.