حيث أن المواطنين الغالبين تعداداً في دولنا العربية وغيرها الإقليمية، هم من متبعي دين الإسلام، وكذلك بعض الوجود الإسلامي في أقاصي الأرض، إلا أنه لا تخلو أي من هذه البلدان، من متبعي الديانة العتيقة اليهودية والديانة المسيحية، وهناك أيضاً متبعو ديانات أخرى.
وحيث أن هذه الأديان تفرّعت إلى فرق ومذاهب، تكفر بعضها البعض، وضاع على العامة من الناس متبعي جميع هذه الأديان، أيهم هي الفرقة الناجية، لذا يجهل الكثيرون من أفراد فريقي المتدينين والعلمانيين، في عصرنا الحاضر، أن أصل العلاقة بين فريقي الدين والعلمانية هي التكامل، ونتيجة لهذا الجهل تنبري مجموعات من هذا الفريق وذاك، لتؤجّج الخلافات بين الوقت والآخر، وتأخذها إلى مستوى العداء والتحارب لاستعادة الماضي، لما جرت عليه العلاقة في المجتمع الأوروبي، في عصر النهضة الصناعية، فقد توجت صراع دموي من السحل والقتل، راح ضحيته العلماء والفلاسفة، الذين أسسوا لعصر النهضة وما بعدها وصولاً لإنجازات الحاضر. ومثال ذلك بروز جماعات «القاعدة» و»الدولة الإسلامية» و»النصرة» وغيرها، التي احتضنتها بالرعاية والتمويل والتسليح بعض أنظمة الدول المتنافسة على النفوذ في الأقاليم، مستعينةً ببعض المسوخ الدينية، والدين منهم براء.
وهكذا ما زالت تتلاقى وتتماهى المصالح، بين الطبقات الحاكمة في بعض البلاد العربية والإسلامية، وبين بعض الرموز الدينية، كل بلاد بحسب الغالب من المذهب الرسمي فيها، ومن حيث أن بعض الدينيين يمنعون على أتباعهم العلوم وأنماط الحياة المدنية والدنيوية، التي يراها المتديّن رغماً عن ذلك، منتشرةً ورائجة، ومتسببةً لتيسير أمور حياته، إلا أنه يرى فيها أيضاً تقويضاً وتقليصاً لنفوذه ومكانته في المجتمع، وبالتالي فهي سبب يُرخِص أهميته لدى الحكام أيضاً، فترى نتيجته أن بعض من تماهت مصالحه مع السلطات، يُذَكِّرُها بين الحين والآخر، من منبر الخطابة لعدم نسيانه، بتناول شيء مما لا تحب، مستخدماً في ذلك النص الديني، ليعود حال انتباهها إلى سابق عهده معها، مبرّراً ذلك بالنص الديني أيضاً، وكلاهما مستفيدٌ من الآخر.
ونحن هنا لا نبخس حق البعض من الدينيين والعلمانيين، ممن سجّل لهم التاريخ مواقفهم الرافضة للمظالم والمساندة للحقوق الإنسانية، بغض النظر عن دين الفرد والجماعة.
حقا إنه في البدء كانت الخليقة والإنسان، الذي تعلم أسماء مكونات الطبيعة الأحيائية والمادية، وتعلم استخداماتها والتعامل وإياها، ثم جاء الدين الذي لم يمنع العلم والتطور، بما منعه بعض المتدينين، ونحن في هذه اللحظة الكتابية في غنى عن الإثبات بالنصوص الدينية، ولكن شيء معلوم لدى الجميع مفيدٌ ذكره «وعلّم آدم الأسماء كلها» (البقرة، الآية 31)، «الذي علَّم بالقلم. علََّم الإنسان ما لم يعلم»، (العلق، الآيتان 4،5)، وهذه العلوم ليست هي العلوم الدينية، التي أنزلها الله في الكتب السماوية المتعددة.
خلاصة القول أن للدينيين دورهم في المجتمع، وللعلمانيين دورهم أيضاً، وبوضوح فإن أدوارهم لا تتداخل، فالعلمانيون، ليسوا أهلاً للفتاوى الدينية، ولا الدينيون أهلاً للتعاطي بالتقنين والقوانين، لسبر العلوم المدنية والحياتية، كمثل ذاك الذي أعلن عن قصور علمه في أمور الدنيا، وربما حرصه على تزعمه الديني، ولكم الحكم في ذلك، عندما أعلن ثبات الأرض دون الحركة، ودوران الشمس حولها، لغاية في نفسه لمبتغاه الديني قبل كيانه الإنساني، حول وجوب مركزية مقدساته الدينية وسط مركزية الأرض بين أجرام الكون، هكذا ببساطة يدلل على قوله بالتمثيل بكأس الماء البلاستيكي، مقابل إنجازات المراصد الهائلة القوة والسفن الفضائية التي سبرت أغوار الكون وكشفت بعضاً من أسراره.
فأصح الأقوال في العلاقة بين الفريقين، «إن الدين لله»، «فمن يعمل مثقالَ ذَرّةٍ خيراً يره. ومن يعمل مثقالَ ذَرّةٍ شراً يره»، (الزلزلة، الآيتان 7،8). إذاً هو فعل الله ولا يحتاج لمثله بشراً، ثم تكملة العبارة، «والوطن للجميع»، بالعيش المشترك المتكامل، المتساوي الحقوق والواجبات، لا فرق بين ديني ولا علماني، ولكلٍّ في خدمة الوطن تخصص ودور، كما أسلفنا، فالجميع مسلم ومسيحي ويهودي، وصاحب أي دين، وتفرعاته المذهبية، وذاك غير المتدين، هم مواطنون على قدم المساواة، يشاركون في إدارة الدولة بتخصّصهم وكفاءتهم العلمية والخبراتية، سواء في المهنة أو العلوم، وأن من يصلح للسياسة ليس بالضرورة أن يصلح للدين، والعكس صحيح.
فلا تدار الدول المدنية الحديثة بالدين، والدين فيها مكانه النصح والتوجيه وإدارة الشئون الدينية والشرعية، برقابة الدولة المدنية العادلة، أما شئون إدارة الدولة فيما عدا الشئون الدينية، فموكولة إلى السياسيين والعلمانيين.
إقرأ أيضا لـ "يعقوب سيادي"العدد 4631 - الثلثاء 12 مايو 2015م الموافق 23 رجب 1436هـ
الدولة الحديثة يحق لكل فرد المشاركة السياسية
ولاكن عدم الخلط بين الديانة أو المذهب والوظيفة المعتقد حق للجميع وبكل حرية ويحرم الازدراء من أي دين أو مذهب واذا أراد أي فرد أن يدعوا إلى مذهبه أولا يستقيل من وظيفته الرسمية وهو حر بعد ذالك ولا يستغل الدين لسياسة ولا الساسي يستغل أي دين أو مذهب
العلمانية هي الحل
العلمانية هي الحل الوحيد في بلد منقسم طائفياً مثل البحرين لان السني لن يقبل بالعمامة تحكمه و لا الشيعي سيقبل ان تحكمه اللحية الطويلة و الثوب القصير لذلك ليس لنا حل الا منع رجال الكهنوت من التدخل في السياسة لأنهم يقسمون الشعب و لا يوحدونه
من الذي اعطى العلمانية الحق؟
هذا الجدل الفلسفي حول الدين والعلمانية لن ينتهي ما دام فهم العلمانيين للدين يأتي من زاويتهم الضيقة، من الذي يعطي العلمانية الحق في التقنين ولا يعطيها للدين؟ على الرغم أن الدين بما تسميه فتاواه وأحكامه الشرعية هو كله قوانين! فما هو الفقه اذن؟ هل هو مجموعة أحكام بعيدة عن الواقع؟
ثم أن اشكالية تفرق المذاهب ليست حجة للارتماء في العلمانية، فالعلمانية نفسها ليست واحدة، وليست التعددية إلا سنة الحياة.
الدولة المدنية الحديثة والديمقراطية
هذه لا تخص أي دين أو مذهب هذه لجميع الشعوب والديانات وكذالك البرلمان وتحتضن كل أبناء الدول بغض النظر عن أي شئ واذا أراد شعب أن يكون دولة دينية من أي دين من الأديان أو المذاهب هذا شانه الكلام عن الدول الحديثة التي ارتضى الديمقراطيه التي تجمع الكل
نحو شراكة مجتمعية
لا خلاف على ضرورة عدم إقصاء أي طرف من المجتمع من الشراكة في بناء الدولة و المجتمع، سواء كان دينياً أو علمانياً.
لكن الكاتب الكريم عاد بنا إلى زمن ( ما لله لله و ما لقيصر لقيصر)!
فوقع في إقصاء الدينيين.
الدولة المدنية الحديثة والديمقراطية
الالتزام بواجبات الوظيفة الجديدة وعدم استغلالها للكسب المادي أو الترويج لأي ديانة أو مذهب او توظيف الأقارب أو نفس المذهب وهذا ينطبق تماماً للأحزاب السياسية تكون العضوية متاحة لكل فرد والحزب لايستقوي للوصول إلى البرلمان أو أي سلطة بأي دين أو مذهب.او قبيلة يتبع
الدولة المدنية الديمقراطية هي مبتغى جميع الشعوب
ويحق لكل فرد إشعال أي وظيفة فيها بغض النظر عن معتقده الديني ومسمى وظيفة السابقة وحتى رجل الدين من أي ديانة أو مذهب بس المهم الالتزام بواجبات الوظيفة الجديدة فمثلاً الوزير إدارة بحته واذا نفس الاختصاص يمكن يكون احسن وعضوا البرلمان وظيفة الجديدة على أداء التنفيدين في الدولة رقابية يتبع