استضافت الكلية الملكية للجراحين في ايرلندا – جامعة البحرين الطبية، نحو 250 ممرضاً وممرضة من مختلف المستشفيات الحكومية والخاصة في البحرين، وذلك للاحتفال باليوم العالمي للتمريض من جانب، ومن جانب آخر لمناقشة إنجازات قطاع التمريض في البحرين، والتحديات التي تواجهه.
الحدث الذي اعتبره مسئولو الجامعة الأول من نوعه في البحرين، أقيم يوم أمس الثلثاء (12 مايو/ أيار 2015) في مقر الجامعة بالبسيتين، وذلك تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للصحة، الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة.
وقال رئيس جامعة البحرين الطبية، سمير العتوم، إنهم تمكنوا من استضافة هذا «الحدث الكبير»، واصفاً إياه بـ «تجمع وطني»، وذلك للاحتفال باليوم العالمي للتمريض.
وذكر أن «هذه المرة الأولى التي يجتمع فيها الممرضون من مختلف القطاعات الصحية، سواءً أكانت الحكومية أو الخاصة والتعليمية».
وأوضح أن «الهدف من اللقاء هو بيان الدور الهام للتمريض في القطاع الصحي، فالممرضون يشكلون ركيزة هامة في العمل الصحي وتقديم وتحسين الخدمات الطبية للمرضى، وهم يعملون كجزء من فريق عمل طبي، مع الأطباء والصيادلة وبقية أعضاء الفريق، على تقديم هذه الخدمة».
وأضاف «رغبنا في جامعة البحرين الطبية أن يكون لنا دور في توضيح أهمية التمريض، والبحرين قطعت شوطاً كبيراً في تدريس البحرينيين في هذا المجال، وبالنسبة لدول الخليج الأخرى تعتبر البحرين الأولى في قطاع التمريض، وهذا يدل على وعي المسئولين، ووعي المواطنين بأهمية القطاع التمريضي».
وشمل الاحتفال يوم أمس سلسلة من الفعاليات العلمية، وكان المتحدث الرئيسي في هذه الفعاليات الرئيس التنفيذي لشئون التمريض بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في جدة بالمملكة العربية السعودية، ساندرا لوفرنك، اذ تحدثت عن تصميمها لنموذج تمريضي للرعاية الصحية بالغ الدقة، وملائم لرعاية المرضى في منطقة الشرق الأوسط.
ووضعت منظمة الصحة العالمية موضوع «قوة من أجل التغيير: نحو رعاية صحية فعالة بسواعد طبية مؤهلة»، ليكون هو موضوع العام 2015.
وشارك في احتفال جامعة البحرين الطبية كل من: وزارة الصحة، والخدمات الطبية الملكية ومستشفى الملك حمد الجامعي، كلية العلوم الصحية بجامعة البحرين، مركز الشيخ محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة للقلب، مستشفى الإرسالية الأميركية، مستشفى عوالي، مستشفى ابن النفيس، إلى جانب مؤسسات الرعاية الصحية الأخرى، من القطاعين الحكومي والخاص.
إلى ذلك، رأى المحاضر الأول في مجال التمريض بجامعة البحرين الطبية، حسين نصيف، أن هناك الكثير من المعوّقات التي تقف أمام القطاع التمريضي، أولها متعلق بقلة عدد الممرضين، وهي ظاهرة عالمية وليست في البحرين فقط، وهذا بسبب قلة الجامعات والمؤسسات التعليمية القادرة على تخريج عدد كافٍ من الممرضين لرعاية الناس.
وأضاف «المعوّق الآخر هو ازدياد الأمراض الجديدة، فهناك أمراض جديدة بدأت تظهر في العالم، وأصبحت معقّدة، وليست كما كان في السابق، وعلاجها أصبح معقداً أكثر، وخصوصاً مع دخول التكنولوجيا، وبالتالي لا يمكن مواكبة الزيادة المطردة في عدد الأمراض وعلاجها».
وذكر أن «التنظيمات التي تنظم مهنة التمريض في البحرين لم تكتمل حتى الآن، ولا يوجد نظام متكامل يحدد دور الممرض، ونعلم أن هناك الكثير من التخصصات الجديدة في السابق، وحتى الآن لا يوجد ممرضون متخصصون على درجة عالية بحيث يقدمون الرعاية المناسبة للمرضى، وهذا معوّق آخر».
وأشار نصيف إلى أن التوجه العالمي هو الذهاب إلى التخصصات بصورة كبيرة، بحيث يكون الممرض متخصصاً في مجال العناية المركّزة، أو الطوارئ، وغيرها من التخصصات الطبية الأخرى.
وبيّن أن النظرة العامة لمهنة التمريض في البحرين تغيرت عما كانت عليه في السابق، وعند مقارنتها بما قبل 20 عاماً، يتضح أنها تغيرت، ففي السابق كان الإناث هن من يقبلن على مهنة التمريض أكثر من الذكور، ومن يُقبل على المهنة هم أصحاب المعدلات الأكاديمية المنخفضة، ولكن الآن أصحاب المعدلات المرتفعة هم من يقبلون على دراسة التمريض، وذلك بعد أن أصبح بالإمكان التدرج في المستوى التعليمي.
وأضاف نصيف «في السابق كان المستوى التعليمي للتمريض هو الدبلوم، والآن أصبح البكالوريوس، والماجستير أيضاً، ويمكن الوصول إلى مستوى الدكتوراه، ويكون الممرض محاضراً في الجامعات».
وأوضح أن الإقبال على مهنة التمريض ازداد بسبب وجود فرص العمل، وخصوصاً مع النقص الحاصل في أعداد الممرضين.
وفي تعليقه على احتفال جامعة البحرين الطبية باليوم العالمي للتمريض، اعتبر أن الإنجاز هو أن الجامعة تمكنت من جمع الممرضين والممرضات للاحتفال باليوم العالمي للتمريض، وهو أمر يتم للمرة الأولى في البحرين وفي مكان واحد.
وقال: «الهدف الرئيسي من ذلك ليس للاحتفال فقط، وإنما لمناقشة الإنجازات والتحديات التي تواجههم في مجال عملهم، والاستراتيجيات التي يمكنهم اتباعها لتطوير العمل، ليقدموا رعاية طبية متميزة، سواءً في المستشفى أو المنزل أو في المجتمع الذي يعيشون فيه.
من جانبها، قالت الرائد ركن بقوة دفاع البحرين (الخدمة الطبية الملكية)، أمل شهاب، إن أهمية إقامة مثل هذه الفعاليات، ليس الاحتفال فقط، وإنما المبادرة الوطنية لجعل هذا اليوم يوماً وطنياً لجميع الممرضين والممرضات، وخصوصاً أن هذه الفعالية أقيمت برعاية رئيس المجلس الأعلى للصحة، الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة.
وأفادت بأن هذه الفعالية جاءت بعد تضافر جهود جميع القيادات التمريضية في المستشفيات الحكومية والخاصة.
وأكدت أن البحرين بحاجة إلى مزيد من الفعاليات التي تجمع الممرضين والممرضات، مشيرة إلى أن «تكاتف الجهود يُبرز المهنة بمستوى أكثر مهنية، ويعمل على تطويرها، ويجعلنا ننافس أصحاب المهنة على المستوى الدولي.
ونوّهت بإقامة هذه الفعالية على هامش الاحتفال باليوم العالمي للتمريض، في يوم علمي تُناقش فيه العديد من البحوث الطبية التي أعدها بحرينيون وأجانب، إلى جانب دعوة متحدثين رسميين لعرض تجاربهم في مجال التمريض.
العدد 4631 - الثلثاء 12 مايو 2015م الموافق 23 رجب 1436هـ