قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه أجرى محادثات «صريحة» بشأن أوكرانيا وسورية وإيران مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الثلثاء (12 مايو/ أيار 2015)، وان من المهم أن يتواصل الجانبان باستمرار.
وقال كيري في حسابه على موقع «تويتر»: «أجريت مناقشات صريحة مع الرئيس بوتين ووزير الخارجية (سيرجي) لافروف بشأن قضايا مهمة تتضمن محادثات إيران وسورية وأوكرانيا».
وتابع قوله «من المهم أن نبقي خطوط الاتصال مفتوحة بين الولايات المتحدة وروسيا فيما نتعامل مع القضايا الدولية الملحة».
وأفاد بيان لوزارة الخارجية الروسية بأن لافروف أبلغ كيري بأنّ «محاولات الضغط علينا بالعقوبات هي السبيل إلى طريق مسدود».
وتابع البيان «التعاون لن يكون ممكناً إلا بناء على حقوق عادلة ومتساوية ودون محاولات للإملاء أو الإكراه».
وصباحاً قام كيري برفقة نظيره الروسي سيرغي لافروف بوضع إكليل من الزهر على نصب تذكاري للجنود السوفيات الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية.
ثم توجها إلى فندق في وسط سوتشي دون كشف مضمون مباحثاتهما.
ويلتقي كيري بوتين فيما تشهد أوكرانيا «مرحلة محورية» لضمان «تنفيذ المراحل التالية» في اتفاق وقف إطلاق النار الساري في شرق البلاد منذ فبراير/ شباط، على ما صرح مسئول في الخارجية الأميركية.
وأضاف المصدر أن كيري يريد التباحث أيضاً بملفات سورية واليمن وليبيا وإطلاع بوتين على وضع المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق تاريخي بشأن الملف النووي الإيراني.
وهذه الزيارة هي الأولى على هذا المستوى لمسئول أميركي إلى روسيا منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية.
وفي حين يتهم الغربيون روسيا بدعم المتمردين عسكرياً ما تنفيه موسكو، قدم مقربون من المعارض بوريس نيمتسوف الثلثاء تقريراً يستند إلى تحقيقات أجراها قبل اغتياله في فبراير والتي تدل على مقتل مئات الجنود الروس في أوكرانيا. والتقرير بعنوان «بوتين. الحرب» لا يتضمن عناصر جديدة لكنه يؤكد أن قوات روسية قد تكون أرسلت لأول مرة «بأعداد كبيرة» إلى شرق أوكرانيا في أغسطس/ آب 2014.
وتسعى واشنطن إلى الحصول على مساعدة روسيا في مختلف القضايا الدولية، من خطر المتطرفين في العراق إلى الحرب في سورية.
وصرح مسئول الخارجية للصحافيين المرافقين لكيري على الطائرة «هناك الكثير من العمل الذي يمكن التعاون بشأنه إن كان هناك اهتمام بذلك». ووصف المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف زيارة كيري بأنها «إيجابية جداً» مؤكداً أن المحادثات مع بوتين ستشمل مجموعة واسعة من المواضيع، من العلاقات الثنائية الروسية الأميركية إلى «ملفات ساخنة» دولية أخرى.
ونقلت الوكالات الروسية عن بيسكوف قوله «بالحوار يمكننا البحث عن كيفية تطبيع ما للعلاقات وتوثيق التعاون لحل المشاكل الدولية».
وأضاف «لكن هذا ممكن حصراً بالحوار».
ويسعى كيري إلى «بحث بعض الجهود على الأرض لتطبيق مينسك، والتأكيد بوضوح على أن هذا ما نريده ورغبتنا في المساعدة».
وتاتي زيارة كيري بعد زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي قادت الجهود الأوروبية للتوسط من أجل اتفاق سلام في أوكرانيا، والتي أكدت في موسكو الأحد على غياب هدنة فعلية.
وأضاف مسئول الخارجية الاميركية «من المهم أن يسمع صانع القرار الرئيسي بخصوص أوكرانيا، أي الرئيس بوتين، مباشرة من الولايات المتحدة إننا ملتزمون تطبيق اتفاق مينسك ونريد دعم الخطوات اللازمة لذلك». كما يطلع كيري بوتين على محادثاته الأخيرة في نيويورك مع نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف مع اقتراب موعد انتهاء مهلة إبرام اتفاق نهائي بشأن ملف إيران النووي في 30 يونيو/ حزيران.
وقال الدبلوماسي الأميركي إنه من المهم «مع اقترابنا من المرحلة النهائية...ان نبقى صفاً واحداً...لأن هذه الطريقة كانت الأكثر فعالية».
كما يبحث كيري مع بوتين الحرب الدائرة منذ خمس سنوات في سورية، حيث يرى مسئولون أميركيون أن موازين القوى ربما تنقلب ضد الرئيس السوري بشار الأسد، حليف روسيا التاريخي، بعد الخسائر الميدانية الأخيرة التي لحقت بالقوات النظامية.
وأقر المسئول الكبير في الخارجية أن كيري سعى منذ فترة إلى عقد محادثات مباشرة مع بوتين، لكنها تعرقلت بسبب العنف في أوكرانيا.
العدد 4631 - الثلثاء 12 مايو 2015م الموافق 23 رجب 1436هـ