نظمت روسيا أمس السبت (9مايو/ أيار2015) استعراضاً عسكرياً ضخماً لمناسبة الذكرى الـ70 للانتصار على ألمانيا النازية في ظل مقاطعة عدد من قادة الدول الغربية حليفة موسكو وقتها والتي شكرها الرئيس الروسي في كلمته على مساهمتها خلال الحرب العالمية الثانية.
ويقاطع قادة دول غربية عدة من بينها حلفاء روسيا في الحرب العالمية الثانية الاحتفالات في موسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية، فيما يشارك آخرون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذه المناسبة من بينهم قادة الصين وكوبا وفنزويلا.
وخلال خطابه، شكر الرئيس بوتين حلفاء روسيا خلال الحرب العالمية الثانية. وقال :»أشكر شعوب بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة على مساهمتهم في الانتصار».
وتوجه بالشكر أيضاً إلى كل من قاتل النازية في دول أخرى حتى في ألمانيا نفسها، وقال، قبل الوقوف دقيقة صمت إحياء لذكرى الضحايا، «أشكر الدول الأخرى المعادية للفاشية التي شاركت في المعارك ضد النازية بسرية في صفوف المقاومة».
وتابع «يجب التذكير بأن الجيش الأحمر، وفي إطار هجوم ضخم على برلين، وضع حداً للحرب ضد ألمانيا - هتلر»، مضيفاً أن «الاتحاد السوفيتي» شارك في المعارك الأشد دموية، هنا حيث حشد النازيون قوتهم العسكرية».
ودعا الرئيس الروسي إلى عدم نسيان «الميراث المشترك» للمنتصرين وهو «الثقة والوحدة فضلاً عن القيم التي شكلت أساس النظام العالمي بعد الحرب». وأشار إلى منظمة الأمم المتحدة التي أنشأت بعد الحرب العالمية الثانية وكانت «فعالة في حل المشاكل والنزاعات»، معرباً عن أسفه لـ «تجاهل مبادئ التعاون الدولي خلال العقود الماضية (...) بسبب محاولات إنشاء عالم أحادي القطب».
وأضاف بوتين أن «بعد 70 عاماً يذكرنا التاريخ بأنه علينا أن نكون حذرين»، مذكراً بأن الإيمان «بتفوق عرقي هو ما أدى إلى الحرب الدموية» ولا يجب ارتكاب الأخطاء ذاتها.
واتحد الروس من كافة الانتماءات السياسية في يوم (أمس) حيث تجمعت الحشود في وسط موسكو للمشاركة في يوم الانتصار.
لكن طغت الأزمة الأوكرانية على احتفالات الكرملين العام الحالي في ظل عقوبات غربية على موسكو بعد ضم شبه جزيرة «القرم» إلى روسيا المتهمة بدعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا.
وقاطع الرئيس الأميركي باراك أوباما الاحتفالات شأنه شأن حلفاء آخرين لروسيا خلال الحرب العالمية الثانية مثل بريطانيا وفرنسا.
أما المستشارة الألمانية انغيلا ميركل فلم تشارك في الاحتفالات ولكنها ستزور موسكو اليوم (الأحد) حيث ستضع إكليلاً من الزهور عند نصب الجندي المجهول وتلتقي بوتين.
وبرغم مقاطعة الدول الغربية، وقف إلى جانب بوتين خلال الاستعراض العسكري قادة قوى إقليمية من بينهم الرئيس الصيني تشي جينبينغ والهندي براناب مخرجي والمصري عبدالفتاح السيسي والكوبي راوول كاسترو، فضلاً عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وشارك في الاستعراض العسكري في الساحة الحمراء 16 ألف جندي فضلاً عن آليات عسكرية من بينها الجيل الجديد من دبابات «أرماتا تي 14»، في واحد من أكبر الاحتفالات بيوم النصر خلال عقود.
وشاهد 20 رئيساً خلال 90 دقيقة استعراضاً للقوة العسكرية الروسية التي عادت إلى الواجهة العالمية بعد 25 عاماً على سقوط الاتحاد السوفيتي.
وقبل الاحتفالات نشر الرئيس الروسي مقالاً في إحدى المجالات يروي فيه قصة والدة نجت من حصار استمر 900 يوم في لينينغراد، وشقيق مات جراء إصابته بالخُناق في المدينة المحاصرة، ووالد أصيب مدى الحياة بقنبلة ألقاها جندي ألماني.
العدد 4628 - السبت 09 مايو 2015م الموافق 20 رجب 1436هـ