أكد رئيس الجمارك الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة أن جمارك البحرين أصبحت واحدة من الأفضل في المنطقة، من خلال نظام تحديث واسع النطاق والاستثمار المستمر في التكنولوجيا والموارد البشرية، مشيرا الى أن الجمارك لم تعد تلعب الدور "التقليدي" إنما تتشارك مع أجهزة إنفاذ القانون الأخرى في حماية أمن وأمان الوطن.
وقال الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة لـ مجلة "الأمن" التي تصدرها إدارة الإعلام الأمني بوزارة الداخلية عن تطور شؤون الجمارك "انه خلال وقت ليس ببعيد كان يقتصر دور الجمارك على جمع الضرائب والرسوم من المسافرين أو المستوردين، وكان معظم الناس يعتقدون أن موظفي الجمارك يتواجدون في المطار لتفتيش حقائب المسافرين للكشف عن الأشياء التي يحاول المسافرون تجنب دفع الرسوم عليها".
وبين رئيس الجمارك بأن هذا بالفعل ما كان يفعله موظفو الجمارك قديمًا ثم تطورت الجمارك لتصبح قوة لحماية الحدود، ولعبت دورًا حاسمًا في إحباط إدخال أي شيء غير قانوني، مثل المخدرات والمتفجرات والمواد المحظورة والمواد الغذائية غير الآمنة وتستخدم الآن التكنولوجيا الحديثة للقيام بالمهام بطريقة مهنية.
وأضاف: العاملون في شؤون الجمارك يتميزون بالفاعلية والجاهزية بفضل البرامج التدريبية التي تقدم لهم والأجهزة المتطورة التي تساعدهم في عملهم، بالإضافة إلى فريق من الكلاب المدربة المهمة في العمل الجمركي. "وبطبيعة الحال فإن الكشف عن المخدرات والمتفجرات جزء مهم من أمن الحدود ولكن علينا أن نركز كثيرًا أيضًا على المواد الغذائية والأدوية التي تؤثر على الحياة اليومية للناس".
وأكد بأن الجمارك هي واجهة البحرين، لذا من المهم أن تكون هناك قوانين لإعطاء انطباع جيد عن البحرين، فالقادمون إلى البحرين يمرون على أقسام الجمارك ويفضل المستثمرون ممارسة الأعمال التجارية في دول تكون القوانين فيها صديقة للتجارة، وهناك سعي دائم لمراجعة القوانين والأنظمة الجمركية، والتي من شأنها تسهيل تبادل السلع والخدمات وتشجيع الأنشطة التصنيعية في البلاد، ولتطوير الإجراءات الجمركية بما يتناسب مع التطورات العالمية وقد جعلت كل هذه الإجراءات البحرين مركزًا للجمارك في المنطقة.
وبين بأن شئون الجمارك ملتزمة بتطبيق الاتفاقيات التجارية العالمية لحماية أمن المواطنين والمقيمين واحترام الالتزامات الدولية. وأفاد بأن شئون الجمارك أصبحت جزءًا من وزارة الداخلية عام 2008 بموجب مرسوم ملكي، وكانت في السابق تتبع وزارة المالية.
وأشار إلى أن القوى العاملة هي أهم موارد شئون الجمارك لذلك فهم موضع الاهتمام والرعاية فأصبحوا يتمتعون بمهارات عالية. وقد ارتقت البحرين لتصبح عضوًا هامًا في منظمة الجمارك العالمية لكونها تحتل منصب نائب رئيس المنظمة ورئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وبين بأن أحد أفضل وكالات التصنيف العالمية صنفت البحرين مؤخرًا باعتبارها واحدة من الأفضل في المنطقة. وتمت الإشادة بـ 90% من أعمال شؤون الجمارك وأنظمتها وقانونها وتلقت إرشادات واقتراحات تطويرية على 10% فقط في التقييم العالمي ويتم الآن العمل على تنفيذ تلك الإرشادات.
وحول تعيين رجال الجمارك قال الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة: بعد تلقيهم التدريب الجمركي الخاص أصبحوا محترفين وتوكل إليهم واجبات ومسؤوليات متخصصة. وتوفر شئون الجمارك برامح التدريب المتقدمة لجميع الموظفين. فبعد الانتهاء من التدريب في الأكاديمية الملكية للشرطة يتم تدريب الموظفين الملتحقين بشئون الجمارك في معاهد متخصصة داخل وخارج البحرين.
وأشار إلى أن شئون الجمارك تطبق دائمًا كل ما هو جديد وجيد لتكون على دراية بآخر الإجراءات لتتبع البضائع المغشوشة والمزيفة التي يتم تداولها في السوق. فالتكنولوجيات المطبقة في البحرين هي الأفضل وتتم الاستفادة من الأجهزة المتطورة لتلبية حاجاتنا الجمركية "بفضل التكنولوجيا المتقدمة، التي ساهمت في الكشف عن التهريب والأنشطة غير القانونية الأخرى بسهولة فقد أصبحت الأمور أسهل بكثير".
وقال إنه من بين أحدث المعدات والأجهزة والأدوات التي تستخدم الآن من قبل شئون الجمارك هي أجهزة التحليل المحمولة وأجهزة التحليل الحرارية للتأكد من خلو البضائع والأمتعة والمركبات من المخدرات، وهناك أجهزة خاصة لكشف المواد الممنوعة أو الأشخاص أو الأشياء فالبحرين الآن جزء من مراقبة جودة الأداء (KPI) وهي قاعدة بيانات إلكترونية تسجل ما يدخل أو يغادر البلاد.
وأورد إحصائية بالحالات التي تم ضبطها العام الفائت والربع الأول من هذا العام موضحًا أن شؤون الجمارك نجحت في الكشف عن مئات من حالات التهريب والأنشطة غير القانونية الأخرى عام 2014 والأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، ففي عام 2014 تم ضبط 695 قضية، بينما تم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام ضبط 259 قضية.
وأكد أن هذا كله يرجع إلى معدات المراقبة والكشف المتطورة فضلاً عن أن رجال الجمارك مدربين تدريبًا مهنيًا. وقد تطورت شؤون الجمارك بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد تطبيق نظام التخليص الجمركي الآلي والتطور في أداء العاملين ليتناسب مع أفضل الممارسات الجمركية العالمية. وذكر أن من أهم القضايا التي تم اكتشافها هي قضية امرأة عجوز كانت قادمة من باكستان عبر مطار البحرين الدولي عندما أثارت الشكوك وتم اكتشاف كميات كبيرة من المخدرات بحوزتها، واتضح لاحقًا أنها لم تكن تدرك ما كانت تحمله معها حيث وضعها بعض المسافرين في نفس الرحلة في أمتعتها.