العدد 4627 - الجمعة 08 مايو 2015م الموافق 19 رجب 1436هـ

ليس كل سكوت من ذهب...

فاطمة النزر

أخصائية علاج نفسي

إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب... الصمت حكمة... يا الله طفلي هادئ... مميز...

كلا إنه ليس مميزاً، وليس سكوته يؤكد أنك حصلت على الذهب... فهذه المظاهر قد تكون دليلاً على وجود خطب ما، قد يكون متأخراً لغوياً... قد يكون مظهراً من مظاهر صعوبات التعلم وقد يكون رهاباً اجتماعياً أو قد يكون صمتاً اختيارياً.

على رغم أهمية كل المشكلات السابقة والتي بالتأكيد سأتحدث عنها لاحقاً لأهميتها فإني اليوم سأتحدث عن مشكلة الصمت الاختياري.

فإن مشكلة (الذهب) الصمت، مشكلة لوحظ انتشارها في الوقت الحالي عند كثير من الاطفال، وهو يعرف باضطراب الصمت الاختياري وكثيراً من المختصين يرى أنه أحد أنواع الخوف الاجتماعي، وللفصل بينه وبين التأخر اللغوي يجب ملاحظة أن الطفل يفقد القدرة على الكلام والتواصل في بعض الأماكن المحددة وخاصة المدرسة، بينما يستطيع الكلام والتواصل في أماكن أخرى مختلفة وخاصة التي تتسم بالأمان والراحة وغالباً ما يظهر هذا الاضطراب للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و8 سنوات. ويظهر غالباً عند إلحاق الطفل بالمدرسة.

ويعتبر الصمت الاختياري اضطراباً بحسب الدليل التشخيصي للاضطرابات النفسية إذا ما استمر لمدة شهر، وكان له من الأثر السلبي على العلاقات الاجتماعية أو مستوى الطفل الدراسي ومن أهم مظاهره أن يكون الطفل شديد الحذر، وكابتاً لانفعالاته، وخاصة في المواقف الجديدة عليه ونجده يعاني من مظاهر قلق اجتماعي، فهو يشعر بعدم راحة عند تقديمه للغرباء كما يتسم بالمثالية المبالغة، وشدة الحرج في الأكل أمام الآخرين، وعلى رغم مخاوفه الاجتماعية فإنه طفل يرغب في أن يكون لديه أصدقاء وذلك ما يفرقه عن الطفل التوحدي.

كما يتسم معظم هؤلاء الأطفال بشدة الذكاء، حيث يقومون بالانشغال بالإجادة في الدراسة كتعويض عن عدم القدرة على إقامة علاقات اجتماعية، وغالباً ما يتسم سلوك هذا الطفل بالعناد، وانخفاض المرونة في المواقف المختلفة، وتقلب المزاج والميل للعزلة.

وبشأن طرق العلاج لابد أن يظهر الأهل تفهماً وقبولاً لمخاوف الطفل وألا يقوموا بالضغط عليه للكلام بشكل مباشر ومن طرق العلاج أيضاً العلاج بالتدريج المنتظم والذي يقوم الأخصائي النفسي به بمساعدة الأهل والمعلمين في المدرسة، حيث يتطلب هذا الأمر تعاون الجميع.

فاطمة_السيكولجست: إلى أم... طفلك نعمة... حتى وإن كان من حولك يرون غير ذلك.

إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"

العدد 4627 - الجمعة 08 مايو 2015م الموافق 19 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 5:59 ص

      نطلب منك موضوع عن كيفية تهدئة طفل التوحد والحد من حركته .

      ولكي كل الشكر .

    • زائر 3 | 3:50 ص

      مفيد جداً

      الموضوع هادف ويطبق مقولة خير الكلام ما قل ودل

    • زائر 2 | 12:44 ص

      شكرًا لك

      دائماً ما تتحفينا بمواضيعك ( القصيرة ) والهادفة جداً والمفيدة لنا في كل جوانب حياتنا وسلوكياتنا. ... انت تقدمون لنا علاجات كنا قد تعبنا في البحث عن سبيل لشفاء ها .. شكرًا لك الف مرة وشكرا لصحيفة سكان البحرين ( الوسط ) لاستضافتك اسبوعياً .

    • زائر 1 | 12:12 ص

      غريزة الطفل في الكلام وحب التعلّم

      فإذا ظهر ما يخالف ذلك فهناك خلل لدى الطفل

اقرأ ايضاً