بات الاتحاد البحريني لكرة القدم قريباً من التعاقد مع أحد المدربين الأرجنتينيين لتولي دفة قيادة المنتخب الوطني الأول في الفترة القادمة بمبلغ إجمالي مع الطاقم يصل لما يُقارب من نصف مليون دينار لمدة عامين، حتى مايو/ أيار 2017، وهذه الفترة ستشهد المشاركة في تصفيات كأس العالم 2018 في روسيا والمشتركة مع تصفيات كأس آسيا 2019 بالإمارات.

سبق أن صرف الاتحاد البحريني العديد من الملايين بالنسبة للأجهزة الفنية للمنتخب الأول، وجميعها ذهبت هباءً منثوراً، واستفاد منها هؤلاء المدربون وبعضهم أصبح مليونيراً على (ظهرنا)، وفي النهاية المنتخب يتراجع تصنيفه في كل مرة، حتى وصل به الحال لأن يُصبح في المركز 108 على مستوى العالم.

بكل تأكيد كل رياضي بحريني تمنى أن يصل منتخب بلاده لأعلى المستويات وأن يتأهل لكأس العالم والذي لم نتذوق حلاوته إلى الآن، لكن هذا الأمر يحتاج إلى عمل جاد وتخطيط على أعلى مستوى بدءاً من (صغائر) الأمور ووصولاً لأعلى الهرم، فالتخطيط السليم لابد أن يجني نتائج إيجابية في المستقبل، بينما لدينا هنا الواقع مقلوب، وسبق أن ذكرنا ذلك في هذه الزاوية أكثر من مرة، ولكن بلا استجابة.

لدينا العديد من الجوانب لابد أن نستثمر هذه الملايين فيها بدلاً من تقديمها على طبق من ذهب للمدربين الأجانب، لايوجد أي تخطيط لدينا، لا استقرار على صعيد منتخبات الفئات العمرية، ومدربين يتغيرون باستمرار، لاتوجد ثقة كاملة في المدرب المواطن، فئاتنا العمرية تفتقد للكثير إذا ماقارناها بنظيراتها في الدول القريبة، بينما المنتخب الأول يتم صرف الملايين فقط على مدربه فمابالكم بالأمور الأخرى.

من المُمكن أن ينجح المدرب الجديد مع المنتخب، ولكن هذا من باب أن لكل قاعدة شواذ، وحتى إن نجح فهذا سيكون نجاحاً وقتياً لن يستمر، لأن التخطيط مفقود، والأهداف لا يعلنها الاتحاد من وراء كل خطوة هامة يقوم بها بخصوص منتخبنا الوطني، حتى أن هذا الأمر يتناقض بين أعضاء مجلس إدارة الاتحاد أنفسهم في أكثر من مشاركة خارجية، فهذا يقول إننا نُنافس وهذا يقول إننا نبني فريقاً.

اتحاد الكرة مُطالب بتدارك الأخطاء السابقة، والقيام بعمل خطة مناسبة للنهوض بكرة القدم واسثتمار هذه الملايين فيها، بدلاً من الاهتمام بقمة الهرم فقط، والنتائج حتماً حينها ستكون إيجابية إن شاء الله، أما بالنسبة للوضع الحالي إذا ما تم الاستمرار عليه، فإننا نُبارك لكل مدرب أجنبي حصوله على هذه الملايين، وسنواصل تعزية جماهيرنا بالحسرة التي ستتواصل لديهم.