ليس مرجحا أن يجد بنيامين نتنياهو كثيرا من الراحة في الداخل أو في الخارج في رابع فترات رئاسته لحكومة إسرائيل بعد أن أمضى ستة أسابيع في تشكيل حكومة أغلبيتها في الكنيست مقعد واحد.
ويقول محللون إن نتنياهو الذي توجد خلافات بينه وبين حلفاء إسرائيل في الغرب بسبب وجهات نظره تجاه الفلسطينيين وإيران يمكن أن يواجه اضطرابا وصعوبات على نحو مماثل في مجال التشريع في الداخل في وقت ليس منتظرا بالضرورة أن يوافق فيه ائتلافه ذو الميول اليمينية والمكون من خمسة أحزاب على مختلف مشروعات القوانين التي تتقدم بها الحكومة.
وبعد أن توصل لاتفاق تشكيل الائتلاف مساء الأربعاء قبل ساعتين فقط من انقضاء المهلة المحددة لذلك لم يخف الزعيم اليميني أنه كان يتمنى لو أن الأغلبية التي تتمتع بها حكومته كانت أكثر من 61 مقعدا في الكنيست المكون من 120 مقعدا.
وقال في تصريحات نقلها التلفزيون "أكثر من 61 رقم أفضل بكثير" ملمحا إلى أنه قد يسعى لإضافة أحزاب أخرى للائتلاف مع الوقت.
وترك مساعدو نتنياهو الباب مفتوحا أمام حكومة "وحدة وطنية" تضم زعيم يسار الوسط إسحق هرتزوج ربما من خلال عرض منصب وزير الخارجية عليه.
وقال عموتس عسائيل من معهد شالوم هارتمان الإسرائيلي الليبرالي "من الصعب القول بالضبط إلى متى سيستمر (الائتلاف) لكنه ليس قادرا على البقاء."
وأضاف "سيكون قصير العمر ومكبلا بالصعوبات وسينتهي باتفاق وحدة مع هرتزوج."
ومضى قائلا إن ما قد يؤذن بشراكة جديدة توصل إيران لاتفاق نووي مع القوى العالمية في المحادثات التي تنتهي يوم 30 يونيو حزيران "يجعل التيار الرئيسي في إسرائيل يشعر بأنه عرضة للخطر وتعرض للخيانة وضعيف."
وهرتزوج سليل عائلة بها عدد من رجال الدولة إذ كان والده رئيسا لإسرائيل وسفيرا في الولايات المتحدة وكان عمه وزيرا للخارجية. ويمكن أن يكون مبعوثا له ثقله إلى إدارة أوباما التي أغضبتها ضغوط نتنياهو المناوئة لإيران.
لكن هرتزوج أبدى يوم الخميس رفضا لفكرة الوحدة مع الحكومة الجديدة عندما قال لراديو الجيش الإسرائيلي "هذه حكومة مجردة من المسؤولية والاستقرار وأي فرصة للحكم."
وقال "لا أنوي العمل كإطار خامس إضافي أو مثقاب أو سدادة ثقوب لبيبي نتنياهو... بل أنوي أن أحل محل نتنياهو وأنوي قيادة معارضة مقاتلة."
إلا أن ذلك قد لا يكون يسيرا على هرتزوج أخذا في الاعتبار أن المشرعين الآخرين خارج الحكومة يمثلون أطيافا شديدة التضارب بدءا من عرب مناهضين للصهيونية وانتهاء بوزير الخارجية السابق اليميني المتطرف أفيجدور ليبرمان.
* وحدة صعبة المنال
كذلك لن يكون التماسك البرلماني يسيرا على نتنياهو خاصة فيما يتعلق بمشروعات قوانين خلافية مثل مشروع قانون سيرسي هوية إسرائيل كدولة يهودية وهو مشروع أثار انزعاج الأقلية العربية البالغة نسبتها 20 في المئة في إسرائيل وكذلك الحلفاء الغربيين.
متزعم هذا التشريع هو حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف وثاني أكبر شريك في الائتلاف الذي يقوده حزب ليكود المحافظ. وتولى البيت اليهودي حقيبة وزارة العدل.
لكن مصادر سياسية قالت إن الخلافات بين حزب (كلنا) الذي ينتمي لتيار الوسط والشريك في الائتلاف وبين الليكود ربما تعطل إقرار المشروع.
والسعي للنجاة من اقتراعات سحب الثقة سيشغل مشرعي الحكومة في الكنيست.
وكتب إيتان هابر المعلق السياسي بصحيفة يديعوت أحرونوت يقول أن الحكومة القادمة "ستضطر للقتال دبلوماسيا مع العالم كله تقريبا وربما تضطر أيضا للقتال عسكريا" مع أعداء إسرائيل الكثر.
ولم يرد ذكر للفلسطينيين ولا لمحادثات السلام التي انهارت قبل عام في اتفاقات الائتلاف التي أبرمها نتنياهو مع الأحزاب الأربعة الأخرى.
ويؤيد كل من ليكود والبيت اليهودي بشدة الاستيطان في أراض محتلة يسعي الفلسطينيون لإقامة دولة عليها بينما يركز شركاء نتنياهو الآخرون على قضايا دينية واقتصادية.