يكمن جوهر الحرية والديمقراطية، كما يراه جمال الدين الأفغاني، في اعتبار الأمة مصدر السلطات جميعاً، فهي التي تمثل كافة الضمانات في إعطاء أفراد المجتمع حقوقهم، وفي مراقبة ومكاشفة ومساءلة ومحاسبة السلطات الحاكمة على أفعالها أمام المجتمع.
وعندما تمسك فئةٌ أو نخبةٌ بمقاليد الحكم والحياة السياسية العامة، تستطيع أن تلعب دوراً متزايداً في كل عمليات صنع قرارات الدولة والمجتمع بعيداً عن أية ضغوط أو ممارسات تحاول أن تعرقل أو تعطل مجريات الأمور نحو تحقيق مختلف قضايا الإصلاح والتنمية والمساواة والعدالة الاجتماعية الشاملة.
ويلاحظ أنه في أنظمة البلدان المتقدمة والعصرية، هناك شعار أساسي في دساتيرها وبرامجها الوطنية، يؤكد دائماً على مفهوم السيادة للشعب، أي حكم الشعب لنفسه بنفسه، وليس عبر عمل الدولة الذي يجري خلف الكواليس.
ومن هنا نجد لدى الأنظمة السياسية البرلمانية الدستورية المتقدمة في العالم، بعداً ديمقراطياً حقيقياً من زاوية ما تقدّمه من خدمات ومصالح عديدة وواسعة النطاق على المستويين الوطني والشعبي، حيث ترى هذه الأنظمة أن التطور والتقدم السياسي والاجتماعي والثقافي والفكري، يتطلب أن تقوم الدولة دائماً بثورة إصلاح على كافة المستويات الوطنية والشعبية، تحمي كافة مصالح الدولة والمجتمع، ومن أجل ضمانات حق المواطن في اكتساب الحرية والمساواة والعدل والأمن والاستقرار وتحسين المستويات المعيشية العامة وضمان الحقوق والحريات، وأن ينال كل فرد من أفراد المجتمع نصيبه وحصته من المشاركة في السلطة العامة، أي كما يعتقد أرسطو بشأن قدرة المواطن على أن يكون مرةً حاكماً، ومرةً محكوماً. وهذه الأمور بمجملها تشكّل جوهر الديمقراطية والحرية، التي تتطلع إليها جميع الشعوب في العالم أجمع.
ولكن فيما يتعلق بحكم الأنظمة السياسية الاستبدادية والقمعية، تبرز هناك مختلف ثقافات التسلط والقهر، واحتكار السلطة والقوة والعسف العام. وكذلك هناك أشكال التوجهات الانفرادية الذاتية أو الفئوية، والبعيدة عن خط الإرادة الشعبية، وتزييف صورة الديمقراطية الحقيقية والحريات. وهنا تكمن كل مظاهر عجزها وفشلها الذريع في تحقيق الإصلاح وتطوير الحياة وتحقيق التنمية المستدامة، وتكريس مبدأ المساواة والعدل والأمن والاستقرار والتعايش المشترك بين أبناء المجتمع، الذي يفترض أن تمارسه السلطات في عملها استناداً لنصوص وبنود القوانين والدساتير الوطنية.
إن الديمقراطية والحرية تنموان وتزدهران عندما يجدها الناس وقد أصبحت وسيلة حضارية ومتقدمة من جملة الوسائل المتاحة الأخرى، التي قد تحقّق لهم كل أحلامهم ورغباتهم وتطلعاتهم في حياة مستقرة وآمنة، في ظل الكرامة والسعادة والعيش المشترك والأخوة الإنسانية والمصير الواحد في المجتمع.
إقرأ أيضا لـ "هاني الريس"العدد 4626 - الخميس 07 مايو 2015م الموافق 18 رجب 1436هـ
لقد
لقد دمرت الديمقراطيه والسبب انه بعض المسؤلوون اتبعوا الشيطان فى معاملتهم مع الناس لاجل مصالحهم الدنيويه لو الناس كلهم اموتون جوع وقهر اهمشى مصالحهم وهم يعرفون نهايتهم نار جهنم وهاده الي راح اصير فيهم الله ياخد حق الشعووب المظلوومة وفرج عن معتقلينا ويرحم شهدائنا الابرار
مطلب عظيم
الحرية والديمقراطية مطلب عظيم لكل انسان على وجه الارض وتعطى في الدول المتقدمة وللاسف تنعدم في الدول المتخلفة التي لاتحترم قيم الحرية وتمتص دماء شعوبها للاسف.