العدد 4625 - الأربعاء 06 مايو 2015م الموافق 17 رجب 1436هـ

أزواج هنود يصممون أطفالهم بمواصفات الجنس الأبيض

البشرة الفاتحة، والشعر الأشقر، والعيون الخضراء أو الزرقاء هي من بين الخصائص التي يطلبها الأزواج الهنود مؤخرا في أطفالهم المحتملين.

تأتي البويضات والحيوانات المنوية من متبرعين من إسبانيا ودول شرق أوروبا. وتتكلف البويضة الواحدة ما بين ألف و5 آلاف دولار بناء على عوامل محددة مثل الصحة البدنية والخلفية التعليمية.

وقالت صحيفة "الشرق الأوسط، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، إن هناك ما يقرب من 25 مليون زوج ممن يعانون من العقم في الهند وحدها والأرقام في تزايد مستمر. ويتجه معظمهم إلى تقنيات التلقيح الصناعي رغبة في الحمل. والأكثر من ذلك، فإن تلك التقنية تتيح لهم حرية (تصميم) المولود الجديد.

يسافر المتبرعون الشبان الجذابون من دول أوروبا الشرقية، من أوكرانيا وليتوانيا وجورجيا وأرمينيا وروسيا البيضاء، إلى الهند في بعض الأحيان بتأشيرات سياحية لأجل التبرع بالحيوانات المنوية أو البويضات استعدادا لتحمل إجراءات الخصوبة الطبية تحت التخدير في كاليفورنيا أو بوسطن لقاء 750 جنيها إسترلينيا مقابل كمية محددة، والتي تشحن فيما بعد إلى عيادات الخصوبة الهندية. لذلك، فالأجانب الزائرون للهند أو المقيمون فيها يجري استغلالهم للإنجاب، بالوكالة، لأطفال ذوي بشرة جلدية فاتحة وعيون ملونة.

تريد شوبنها دايال لوليدها أن يتمتع بأفضل بداية حياتية ممكنة. وبالنسبة لتلك الأم، التي لم تنجب بعد والبالغة 32 عاما، وتعمل مديرة تنفيذية في شركة من الشركات الكبرى في دلهي، وهي حامل الآن في شهرها السابع في جنين جاء من بويضة لامرأة أميركية والحيوانات المنوية لزوجها الهندي. تشعر دايال بتفاؤل كبير بأن طفلها سوف يولد ببشرة أشبه في لونها بلون «الحليب» الصافي.

بدأ النزوع الهندي إلى البشرة الشقراء خلال فترة الاستعمار الأجنبي للبلاد، حينما غزت الجيوش البرتغالية، والفرنسية، والهولندية، ثم الإنجليزية الهند. معظم هؤلاء كانوا يعتبرون الهنود قبيحي المنظر.

يرجع الهوس بالبشرة الشقراء بين الهنود بعدما أرادوا أن يكونوا أكثر قبولا في نظر حكامهم المستعمرين. وكانت هي نفس الفترة التي درس فيها الهنود في المدارس التي تخضع للإشراف البريطاني والبعثات الأوروبية، حيث بدأ الهنود في الإعجاب بالمستعمرين ذوي البشرة الفاتحة.

 

يقول الدكتور انوب غوبتا من مختبر أبحاث الإخصاب الصناعي في دلهي: «نتلقى نحو 10 - 15 طلبا يوميا لقاء الأطفال ذوي البشرة الشقراء. ويطلب الكثير من الأزواج أطفالا أكثر جمالا، وأفضل منظرا ولا يخشون من التقدم بطلب ذلك. ولتلبية تلك الطلبات، نحاول التواصل مع السياح الأجانب، حيث يعود عليهم الأمر بأرباح جيدة. كما أننا نجري كل الفحوصات الطبية اللازمة، حيث نكون على حذر من أن يكونوا من متعاطي المخدرات وقد يكون لهم الكثير من الشركاء»، حسبما أفاد الدكتور عبر الهاتف لمراسل «الشرق الأوسط».

تقول الطبيبة ريتا باكشي، وهي خبيرة التلقيح الصناعي وتدير المركز الدولي للخصوبة في دلهي (والمسجل لدى المجلس الهندي للأبحاث الطبية): «يطلب الأزواج الذين يأتون لأجل التلقيح الصناعي بويضة أو حيوان منوي من المتبرعين. وبمجرد تفسير الإجراء لهم فإنهم يبدءون في طلب بعض المواصفات للجنين - يجب على المتبرع أن يكون متعلما، وأشقر، وعيونه زرقاء».

تضيف الطبيبة باكشي قائلة «تتكلف بويضة المتبرع من الأصول المنغولية - القوقازية مبلغ 2500 - 3000 دولار. وتختلف التكلفة باختلاف المؤهلات العلمية، والطول، ولون العيون في بويضة المتبرع».

وعلى الرغم من الحظر الهندي المفروض على تصدير الخلايا التناسلية البشرية وفقا لتوجيهات المجلس الهندي للأبحاث الطبية فإنه ما من لوائح تحظر استيراد الحيوانات المنوية من الخارج.

يقول ديليب باتيل من مركز كريوس الدولي، وهو بنك للحيوانات المنوية ومقره الدنمارك ويمتلك فرعا في مومباي الهندية: «في الهند، تعتبر الحكومة الحيوانات المنوية سلعة من بين السلع الأخرى». غير أن مركز كريوس، رغم ذلك، لا يتعامل إلا مع العيادات والمستشفيات فقط، وليس مع المرضى. ويتابع باتيل فيقول «ترسل لنا العيادات الملف الطبي بالمواصفات للشخص الذي يبحثون عنه، والذي يتضمن لون الجلد، والعين، والشعر، ونوع الديانة، والمهنة. فنعمل على إيجاد العنصر المتطابق ثم نرسله إليهم».

وفقا لمؤسسة «ويز كيد يونغ بوس» ومقرها في دلهي، تقول فيفيك كوهلي وشاغاتجيت سينغ، إنهما «يقدمان تلك الخدمات لعدد صغير ولكنه متزايد من العملاء - بنسبة تبلغ 15 في المائة - والذين، لأسباب كثيرة، لا يرغبون في استخدام البويضات الهندية أو حتى إيجاد موطئ قدم لهم في الهند حتى يحصلوا على الطفل الذي طالبوا به».

بالنسبة لحالات اليأس الواضحة للأسرة المتكونة حديثا، فإن تلك الفئة التي يطلق عليها مسمى «الآباء المقصودين»، صارت أكثر إلحاحا في المواصفات التي يطالبون بها، والكثير منهم يطلبون أطفالا يخرجون من فئة جينية تزيد من إمكانية عدم الشبه مع الوالدين الأصليين وتكون ذات شعر أشقر وعيون ملونة (وأن يكون الطفل جذابا ورياضيا وذكيا من ضمن بنود الصفقة).

وضع كوهلي وسينغ وفقا لذلك بروتوكولا يعمل تقريبا على هذا المنوال: «بعد الفحص بعناية للأمراض الوراثية واختبارات الذكاء، فإن البويضات الأنثوية الجذابة للمتبرعات من دول مثل أوكرانيا وليتوانيا وجورجيا وأرمينيا وروسيا البيضاء، يجري الإعلان عنها في بيان منشور على الإنترنت يسهل على الآباء المحتملين تصفحه. وإذ إن البويضات البشرية لا يمكن تجميدها أو نقلها من دولة إلى أخرى، فإن أولئك المتبرعين يسافرون بأنفسهم إلى الهند، في ذروة الدورة الشهرية الأنثوية، حيث يجري استخراج البويضات وتخصيبها بالحيوانات المنوية للأب الهندي».

يحذر خبراء العقم، رغم ذلك، من أن الحصول على الطفل (المصمم) من الأمور العسيرة وذات التكاليف الباهظة. فهناك الكثير من الأوراق المطلوبة والتصديقات من الهيئات الحكومية على ذلك.

جاء صدقات صالح (هذا ليس الاسم الحقيقي) برفقة زوجته من الكويت باحثين عن متبرع ذي بشرة شقراء. ويقول صالح الذي جاء إلى دلهي لإجراء عملية التلقيح الصناعي هناك بعد تجربتين سابقتين فاشلتين «إننا نشعر بامتنان بالغ لأن توأمينا بيض مثل الحليب. ما من شك أن البشرة الشقراء لها قبول أفضل بكثير في كل المجتمعات فقد اخترنا المتبرع القوقازي لذلك». ولا يستطيع الزوجان الكويتيان الإنجاب بصورة طبيعية لفقدان صالح قدرته على الخصوبة إثر حادث تعرض له.

يعتبر الزوجان الكويتيان جزءا من عدد متزايد من سياح الخصوبة العالمية من الدول الغنية الذي يبحثون عن المواد الجينية ذات التكلفة المنخفضة لدى جميع الأطباء الهنود ذوي التدريب الراقي والناطقين بالإنجليزية.

تأتي الهند في المرتبة الثانية على العالم بعد المملكة المتحدة من حيث إنتاج «أطفال الأنابيب»، حيث جاءت أول مولودة هندية بتلك الوسيلة بعد 67 يوما فقط من أول مولود بريطاني بذات الوسيلة في عام 1978.

لم يرغب جيري ومايا، وهما زوجان لا أطفال من روسيا، في استخدام البويضات الأنثوية الهندية. لذلك، أرادا متبرعا ذا مظهر جيد، وبشرة شقراء، وشعر فاتح. وبمساعدة من إحدى الوكالات، عثرا على متبرعة من المملكة المتحدة ذات أصول روسية. وبدأت المتبرعة في تلقي حقن الهرمونات لتحفيز عدد البويضات لديها. ثم سافرت المتبرعة إلى دلهي وتبرعت بالبويضات لقاء تكلفة باهظة بلغت 5000 دولار أميركي، مما ساعد المتبرعة الشابة على تمويل دراستها الطبية في إحدى جامعات ليتوانيا الأوروبية.

مع ذلك، لا تعتبر كافة عيادات وأطباء الخصوبة مستعدين لتلبية كافة طلبات الأزواج من المتبرعين ذوي البشرة الشقراء. حيث تشير الطبيبة ناينا باتيل من مركز «اكانكشا» للتلقيح الصناعي في مدينة اناند بولاية غوغارات الهندية إلى حالة جاء الزوجان إليها طالبين طفلا بعيون زرقاء وكانوا في حاجة إلى متبرع أجنبي. ولقد رفضت الطبيبة ناينا الطلب حيث شعرت بعدم أخلاقيته، وقالت «أخبرتهما بأننا سوف نستمر في الإجراءات إذا ما بحثا عما يريدان على شبكة الإنترنت، والعثور على مثل ذلك المتبرع، والإتيان بالحيوانات المنوية إلى المركز. غير أنني لم أكن على استعداد للبحث نيابة عنها عن مثل ذلك المتبرع».

في نهاية الأمر، تشكل حالة الأطفال (المصممين) مجالا كبيرا في علوم الطب والبحث العلمي، ولكن تظل الكثير من التساؤلات الأخلاقية عالقة في انتظار التعامل معها. وحتى الآن، فإن الكثير من الجمعيات الطبية الكبرى، تتخذ مواقف متباينة حيال متى وأين يمكن السماح بإجراء أو تطبيق تلك الأساليب. ولكن عند وصول طفل جديد إلى هذا العالم، يلتزم المجتمع بمسؤولية تحديد ما إذا كانت تلك التقنيات المستخدمة ذات فائدة حقيقية وفعلية أو أنها تصب في غير صالح الطفل الرضيع.

تقول الطبيبة ناينا باتيل «إحدى مخاوفي تكمن في أننا إذا تركنا الآباء يعتقدون أنهم، في الواقع، يختارون ويتحكمون في نتائج طفلهم الوليد، فإننا نؤسس لدينامية كاملة من التوقعات الاستبدادية المحتملة حيال ما سوف يفعله أو يكونه الطفل الجديد».

لا يعتقد الجميع بأن تلك القضايا الأخلاقية تثير ما تثيره من مخاوف.

حيث يستطرد الدكتور غوبتا فيقول «في حين أنها آمنة، إلا أن المكاسب المتوقعة مع المزاعم الطبية لا بد من تقييمها بعناية، والأطفال (المصممون) قد لا يثيرون جدلا أخلاقيا جديدا، بعد كل شيء. ولا أعتقد بوجود شيء خاطئ في محاولة أن يكون أطفالنا أكثر ذكاء أو لطفا».

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 3:25 م

      لاحول

      صدق هنود

    • زائر 21 | 4:52 ص

      خلوهم عمي مادام حلال عندهم

      و ثانيا خلهم شوي يغيروا في اشكالهم .

    • زائر 18 | 3:04 ص

      شاب

      تقنيه ممتازة ونتمنى توصل للبحرين

    • زائر 19 زائر 18 | 3:28 ص

      ما نبغي هذي التقنية

      اذا انت تبغي التقنية روح الهند احنا في البحرين لا نقبل بها، هل ترضى ان يكون لك ابن من نطفة رجل اجنبي او من بويضة امرأة غير زوجتك؟؟!!

    • زائر 17 | 2:58 ص

      مجتمع تجاره

      يختار صانعوا الافلام الهنديه ابطال بمواصفات يكون الجمال هو الرئيس في الرجل والمرأه وبسرعة البرق تتحول حياته من معدومه الي ملياردير فلا نستغرب من هذا المجتمع الذي يهمه الشكل ويفتخر به والله يبعد الشعوب الاسلاميه عن هذا المرض والحمد لله علي نعمة الاسلام واحترامنا لباقي الديانات الاخري المحافظه

    • زائر 13 | 1:49 ص

      ام اسمى

      اين رجال الدين في البلدان التي تحرم ماحرم الله وتحلل ما حللة .
      اين الغيرة عند الرجال والنساء الذين يعملون هذه العمايل واين دين الاسلام منهم وعلى اين دين يكونون

    • زائر 12 | 1:45 ص

      !!!!

      اللي اعرفه ان حرام في الاسلام ان امراه تحمل بنطفه غير زوجها
      بس في ناس صارو يتجاهلون قواعد الدين حق تحقيق رغباتهم !!!

    • زائر 11 | 1:36 ص

      اختلاط الأنساب

      خلق في أحسن تقويم،
      آخر الزمان تغلب الموازين الحلال يصبح حراماً والحرام يصبح حلالاً

    • زائر 16 زائر 11 | 2:27 ص

      ضاعت الانساب

      حرام

    • زائر 10 | 1:21 ص

      الحمدلله على نعم الإسلام

      الإنسان خلق في أحسن تقويم، كيف يقبلون على أن يكونوا إبناء لهم من غير نطفهم .
      كيف يرضى الأزواج على زوجاتهم بإن يكون تلحق بويضاتهم بماء رجل أجنبي.
      وكيف ترضى الزوج إن يلحق بويضة غير زوجته؟؟!!

    • زائر 15 زائر 10 | 2:27 ص

      معاك بأنها محرمة لإختلاط الأنساب

      لكن هذه التقنية ممتازة في تحديد صفات المولود من حيث الشكل و الذكاء ( أقصد نطفة الرجل مع بويضة زوجته ) ما المانع من ذلك بدل أن يأتيهم طفل غبي أو من ذوي الاحتياجات الخاصة أو مشوه أو معاق و الأمثلة على أرض الواقع كثيرة و يتأذى الأبوين مع هذا الطفل ، أحسن تقويم ليس هذا المعنى المقصود و إلا لما رأيت الأعمى و الأعور و ناقص الذكاء و المشوه ..... الخ ، العلم في تطور مستمر ولابد من الإستفاده منه بما لا يتعارض مع ديننا و قيمنا و عاداتنا و تقاليدنا و أعرافنا . وشكرا

    • زائر 20 زائر 10 | 3:33 ص

      تدعي بالتقنية

      هذي التقنية الي تقول عنها خلها لك، ليش الله سبحانه وتعالى جعل الاختلاف في بني آدم لكي يتنافسون وكل واحد له وظيفته في الحياة وتجي تبغي تخلط الحابل بالنابل والخلط في الانساب ما يجوز روح راجع امورك الدينية اولاً.
      هذه التقنية حالها حال الزنا والعياذ بالله بس تكون بطريقة أخرى.

    • زائر 8 | 1:06 ص

      كويتيين بعد!

      الغريب في الخبر ان كويتين بعد ان زوجين كويتين رايحين
      الزوج يبي يخلي زوجته تحمل من نطفة رجل اجنبي
      مايعرفون ان حرام واختلاط انساب!!
      استغفرالله العظيم

    • زائر 7 | 1:02 ص

      المختار الثقفي

      قال سبحانه وتعالى (ولآمرنهم فليغيرن خلق الله) قال ابن عباس رضي الله عنهما والحسن ومجاهد وسعيد بن المسيب والضحاك : يعني دين الله ، نظيره قوله تعالى : " لا تبديل لخلق الله " ( الروم - 30 ) أي : لدين الله ، يريد وضع الله في الدين بتحليل الحرام وتحريم الحلال .

    • زائر 5 | 12:30 ص

      استغفر الله العظيم

      حراام مايجوز

    • زائر 4 | 12:24 ص

      لا تعليق

      الحمدلله ع نعمة الاسلام

    • زائر 3 | 12:24 ص

      هؤلاء اغبياء

      هؤلاء قوم اغبياء شلون يفكرون !! شلون ادعي بان هذا الطفل لي وهو من نطفة شخص لا اعرفه وكيف يقبلون على نساءهم بان يحملن من اخرين او كيف للمراءة ان تربي طفل ليس لها والمصيبة العظمى ان البعض من الازواج لا يعاني من اي مرض ولكن يتجهون لانتاج اطفال من اب او ام اخرىن فقط من اجل تحسين الشكل !!!
      الموضوع يضحك

    • زائر 1 | 12:05 ص

      الولد يعيش شاذ في مجتمعه

      يعني يطلع ابيض والابوبن لونهم محروق مايضبط .. عيونه زرق والناس عيونهه دايخة عليه بتذبحه.

اقرأ ايضاً