ما أن سارت تلك العجوز بمعيّة ابنتها إلى مجمّع باب البحرين في سوق المنامة، بخطوات بطيئة جدّاً، حتى بادرت شرطيّتان من شرطة خدمة المجتمع بمساعدة العجوز لتصل إلى المجمّع، وصادفَ أنّي شاهدتُ الموقف، فالعجوز كانت أمّي والمرافقة كانت أختي، والطبيب قد أوصانا بأهمّية المشي لها، واختارت أختي المكان، وما أجمله من مكان.
شرطة المجتمع ألف شكر لهنّ على ما يبذلنه في خدمة الناس، فهنّ طوال رحلة المشي تحدّثن مع أمي ولم يتركنها، ولم يكن الواجب هو الذي دفعهن إلى ذلك، ولكننا نعتقد بأنّ معرفتهنّ بوضع كبار السن، والبر الذي التمسناه فيهن، هو ما دفعهنّ إلى هذا الاهتمام.
جميل أن نجد في البحرين مثل هذه الأمور، فبنات البحرين لم يُقصرن وهن مرتديات ثياب الواجب، ونعلم بأنّهن لن يقصّرن في أي مكان وفي أي وقت، لأنّ معدن البحريني مثل الذهب لا يتغيّر بتغيّر الأزمان.
كانت الرحلة طويلة بعض الشيء على أمي، ولكنها كانت سعيدة أيضاً، فما أن جلست حتّى قام أحد الإخوة الموجودين في المطعم بإلقاء التحيّة علينا، وقبّل رأس أمي، وأخبرنا باسمه فعلمنا بأنّ أمي صديقة أمّه. سلام ذلك الشاب وصديقه أشعر هذه المرأة الطاعنة بالسن بأنّها مازالت معروفة، ويالسعادتها وهي تطلب الطعام التقليدي، وتتحدّث عن تلك الصديقة وعن ذكرياتها معها، وهذا بالطبع عنصر طيّب لكبار السن، فكبير السن يسعد بكلمة وبسلام حار وبابتسامة حنونة.
ما لبثنا نطلب الطعام حتى فاجأنا شخصٌ آخر كان بمعيّة عائلته، إذ توجّه إلينا وطلب تقبيل رأس أمي، وأخبرنا بأنّها ذكّرته بأمّه وعمّته، وقال لنا بأنّه من أهل جِدّة، ودوماً يحضر إلى باب البحرين لأنه وجهة هذا الوطن الغالي، ويستمتع بوجوده بيننا، فالبحرين موطنه الثاني بعد السعودية الشقيقة.
هذا السلام من قبل شخص مجهول لا نعرفه أسرَّنا كثيراً، وعلّمنا كثيراً أيضاً، بأنّ البحرين مازالت بخير بوجود أهلها الطيّبين، وبوجود أهل الخليج الأصيلين، فلا شيء يوازي ذلك الشعور الذي شعرنا به.
نعلم أنّ شرطة المجتمع يقدّمون الكثير، فهم منتشرون في كل مكان، ولكن من يعمل بإخلاص يختلف عمّن يعمل من أجل الواجب فقط، ومن يُعطي في عمله بحب يختلف عن ذاك الذي يُعطي بثقل، وهذا هو بيت القصيد.
طبعاً بعد الاستمتاع بالأكل البحريني القديم، خرجنا من المجمّع بانطباع طيّب وسعادة لا تُقدّر بثمن عند أمي العجوز، وتذكّرنا الشيخة مي بنت محمّد آل خليفة التي أحيت هذا المجمّع، وبسطت يدها عليه، وحوّلته إلى معلم يرتاده القاصي والدّاني، فشكراً لها ولشرطة المجتمع ولأهل البحرين على ما يقومون به. فالخير لا يأتي من شخص واحد، بل يأتي من قلوب محبّة للوطن وأهله.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 4625 - الأربعاء 06 مايو 2015م الموافق 17 رجب 1436هـ
مرتب لها
شعب البحرين طيب ويمتاز بهذه الصفات التي ورثناها من أجدادنا الطيبين الله يكفينا شر الفتن
انا اشكر رجال المرور
شكر خاص لشباب بلادي عالطرق لتحملهن هذا الجو ، وهن يعملن بجد لتسهيل الطرق صباحا ومساء شكرا اهل بلادي
موجودين
أنتو تقولين البحرين فيها خير !! طبعا فيها خير باهلها واذا تسالون عن بنات الواجب سالو عن البنات الي في السجن حاليا وسالو عن المفصولين منهم!! وسالو عن الي كانت تقودهم مؤقته ومن بعد خدمة سنين سرحوهم !!
وينهم
وينهم الي كل مقال لهم الف راي وتعليق اليوم منخشين لان موضوع فيه مدح وثناء لوزارة ما اجوف احد منهم عجبي?
زائر 9 يكفينا طلتك البهية
وليش انت كل يوم منخش واليوم طالع ؟؟؟ ( لسانك لا تذكر به عورة امريء فكلك عوارات وللناس اللسن ) .
اخوي او اختي
بعد ما يحتاي المدح زايد في المقالات شتبي الناس تقول ؟!! الناس قالت وخلصت واحنا ماشين في مشوار المدح بدون سرد الواقع او التقد البناء وخلاص كل شي اوكي ومافي مشاكل ومافي اغلاط وكل شيً ماشي صح ههههههههههههه
هاي التعليق الي تبيه حظي ههههههههههههه
النقد البناء دائماً مطلوب
يبا الموضوع لا يعدو كونه خواطر وكله عن الحياة الإول ودخلوا مطعم واتغدوا يعني شي طبيعي الردود بتكون قليلة لوكان الموضوع حساس ويحمل هم المواطنين چان شفت الردود كثيرة اما بالنسبة للمدح الي يودي واجبه مايحتاج مدح واللي مايحس بالمسؤلية مايفيد فيه الذم
شرحتين خاطري يا بنت الشروق
مقال جميل يذكنه إنه مازالت هماك أشياء جميلة وحلوة شكرا
لأنهم من الطيف البحريني الأصلي..
شرطة المجتمع... شكراً لكم ألف مرة من بحريني محب لوطنه وأهله..
شكرا لكم
البحرين مازالت بخير
الكاسر
الله يطول في عمر الوالدة وإعمار كل أمهاتنا وآبائنا فهم التاريخ وهم كل حكاية تعيد الماضي لنا بذكريات جميلة وبقصص جميلة نستمتع عند سماعها
شكرا لهم
شكرا لهم ولهم كثير من مواقف
والله يخلي لكم الوالده
بنات الديرة ذهب اصلي !!
بنات البحرين لم يُقصرن وهن مرتديات ثياب الواجب ، الله يحفظ عيال الديرة الاصليين ويبارك فيك يا بنت الشروقي ..