العدد 4624 - الثلثاء 05 مايو 2015م الموافق 16 رجب 1436هـ

صعب: عدم معالجة مشكلة الاستقرار الاجتماعي والسياسي قد يقضي على إنجازات التنمية

نجيب صعب متحدثاً إلى «الوسط»: لا يمكن أن نأكل ونشرب إذا لم يكن لدينا استقرار     - تصوير عقيل الفردان
نجيب صعب متحدثاً إلى «الوسط»: لا يمكن أن نأكل ونشرب إذا لم يكن لدينا استقرار - تصوير عقيل الفردان

رأى الأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية، نجيب صعب، أن عدم معالجة مشكلة الاستقرار الاجتماعي والسياسي في المجتمعات العربية، قد يقضي على إنجازات التنمية في أية لحظة، داعياً إلى تحصين المجتمع سياسياً واجتماعياً واقتصادياً.

وقال صعب، في تصريح لـ «الوسط» على هامش المنتدى العربي رفيع المستوى حول التنمية المستدامة أمس الثلثاء، إن عدم مشاركة الناس في إدارة شئونهم قد يكون سبباً في «انهيار» إنجازات التنمية.

صعب تحدث عن النزاعات والحروب وأثرها على التنمية المستدامة، مؤكداً أنها تدمر بشكل مباشر الموارد الطبيعية والإنسان على حد سواء، مشيراً إلى أنه خلال الأعوام الخمسة الماضية ظهر في الوطن العربي 70 مليون مهجر، إما إلى خارج أوطانهم، أو إلى داخل أوطانهم ولكن بعيدون عن مناطقهم.

وذكر أن الحروب والنزاعات تكون سبباً في فقدان الناس سبل الإنتاج.

وأكد أن «العالم العربي لا يستطيع أن يحافظ على موارده الطبيعية وثرواته إلا بالتعاون، والنزاعات وضعت عراقيل كثيرة في مجال التعاون الإقليمي العربي، ولذلك هناك حاجة أساسية للعرب ليتعاونوا في إدارة مواردهم ويعيشوا».

وأكد أن العالم العربي يحتاج إلى كل الأهداف الإنمائية التي وضعتها الأمم المتحدة.

وأضاف «ما لم نعالج مشكلة الاستقرار الاجتماعي والسياسي بضغطة زر، قد يقضى على كل ما تم تحقيقه، وبالتالي علينا تحصين مجتمعاتنا من الناحية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية».

ونوّه إلى أن «التنمية والأهداف التي وضعها المجتمع الدولي لا تنحصر في تحسين التعليم والصحة والدخل، معظمها والأهم فيها هو تأمين العدالة الاجتماعية والحوكمة الصحيحة، ومشاركة الناس في إدارة شئونهم، ما لم نصل إلى تأمين مشاركة الناس في إدارة شئونهم، كل إنجازات التنمية الأخرى قد تنهار في أية لحظة، كما يحصل في كثير من المناطق العربية».

وخلص إلى أنه «لا يمكن أن نأكل ونشرب إذا لم يكن لدينا استقرار وإذا لم يكن هناك تعاون إقليمي بين الدول العربية».

وتحدث صعب عن الاجتماعات التي تعقد للحديث عن التنمية المستدامة في الوطن العربي، مبيناً أن «المشكلة الكبرى أن العالم العربي في مثل هذه الاجتماعات يذكرك بأنه في حالة نكران لحقيقة ما يحصل، وتعقد الاجتماعات ويتحدث الناس كما كانوا قبل 10 و20 و50 عاماً، لا ينظرون إلى التحولات الكبرى التي تحصل في المنطقة، فالمنطقة على كفوف العفاريت وليست على كف عفريت واحد، ويتحدثون عن أعداد العاطلين عن العمل بأرقام عمرها 10 أعوام، ولا ينظرون إلى ما حصل خلال الأعوام الخمس الأخيرة من تضاعف أعداد العاطلين عن العمل وعدد المهجرين».

وأكد أنه «لا يمكن الحديث عن التنمية المستدامة بمعزل عما يحصل من تطورات في المنطقة، والتي أصبحت تغلي بالمهجرين، والبحر المتوسط أصبح يَغرق ولا يُغرق بالمهاجرين من المنطقة العربية إلى أوروبا، وهو وضع خطير جداً».

وبيّن أن «العاطل عن العمل لا يمكن أن يوقفه أحد، وكذلك من يبحث عن لقمة العيش وشيءٍ من الحرية، وخصوصاً أنه مازال معظم العرب يعيشون في ذل، ويفتقدون إلى حقوقهم الأساسية... والمشكلة في هذه الاجتماعات أنها لا تتطرق لا إلى هذه الأمور، ولا إلى التطورات التي تحصل في المنطقة، وهي حالة نكران للواقع، ونكران للمشكلات الكبرى التي نعانيها وتتعاظم».

ورأى أن هذه الاجتماعات تنكر المشكل وتنسى وجوده، وحين تتحدث عن أي مشكلة تتحدث عنه في العموميات، فحين نتحدث عن التنمية المستدامة فإن أحد معوقاتها العاطلون عن العمل، ونحن لا نسمع أي رقم عن عدد العاطلين اليوم مقارنة بالأعوام الخمسة الماضية.

وقال: «ما دمنا لا نضع أرقاماً حقيقية فإننا لا يمكن أن نضع حلولاً حقيقية».

وعن مشكلة المياه وأثرها على التنمية المستدامة، أفاد بأن «مشكلة المياه تعد مشكلة كبرى في العالم العربي، ولكننا نتحدث عنها وكأنها في المريخ، ونتجنب معالجة أصل المشكلة ولا نستطيع اختراع مياه إضافية، كما لا نستطيع أن نستمر في تحلية المياه إلى ما لا نهاية، والتحلية ضرورية، ولا يستطيع العرب أن يعيشوا من دون تحلية مياه البحر، لكن لا نستطيع أن نستمر في ذلك من دون وضع حدود، والمشكلة في هذه الاجتماعات تتجاهل أن معظم الدول العربية تعاني من عدم كفاءة، وليس ضعفاً، في استخدام المياه والطاقة، فنحن نهدر المياه الموجودة لدينا لأنها توزع في معظم الحالات مجاناً، ونتجنب ذكر هذه المشكلة لأنها تعد المشكلات التي تسبب حساسية. علينا أن نضع سعراً للمياه ليشعر المستهلك أنه إذا هدر المياه يدفع ثمنها، وإلى أن نصل لحل كهذا سيبقى كلامنا إضاعة للوقت.

وذكر الأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية أن «المسئولين يحبون دائماً الحديث عن التربية والتوعية في البيئة، وهما مهمان جداً، ولكن لسوء الحظ الحديث عنهما في منطقتنا العربية في معظم الأحيان هو للتهرب من المسئولية، وصحيح أن التربية والتوعية سبب لوقف إهدار المياه والطاقة، ولكنها تذكر للتهرب من وضع السياسات»، مؤكداً أنه «إذا أخذت هذه الاجتماعات منحى صريحاً وصحيحاً قد تشجع السياسيين على اتخاذ القرارات الصائبة».

العدد 4624 - الثلثاء 05 مايو 2015م الموافق 16 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً