أكد الأمين العام المساعد ونائب المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إبراهيم ثياو، على ضرورة عدم فهم تغيير أسلوب الحياة على أنه استغناء عن الصحة والسعادة والثروة، داعياً الدول والشعوب في العالم إلى تبني منظمة الحياة المستدامة، وذلك لأنها «أمر جوهري».
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها ثياو في افتتاح أعمال المنتدى العربي رفيع المستوى حول التنمية المستدامة، يوم أمس الثلثاء (5 مايو/ أيار 2015)، في فندق الرتزكارلتون، والذي يقام تحت رعاية رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة.
وتحدث ثياو في كلمة عن شجرة الحياة، معتبراً أنها «رمز الصمود البحريني». وأشار إلى أن «العالم يتغير بوتيرة سريعة، والعالم العربي يتماشى مع هذا التغيير، وهناك دائماً مشكلات فيما يتعلق بالصراع على السلطة، وهذا يؤثر على البيئة والتنمية».
وأضاف «هذه المنطقة تعاني من الكثير من المشكلات الاجتماعية، وهي تعبر البحر المتوسط بحثاً عن مستقبل مشرق».
وقال إنهم يسعون إلى وفرة المياه، وخصوصاً أن 90 في المئة من المياه المستخدمة في الدول النامية تذهب هباءً دون أن تتم معالجتها، على حد قوله.
وعن منظومة الحياة المستدامة التي دعا إلى تبنيها، أكد أن كل الدول ستستفيد منها، وهناك الكثير من التحديات التي تدعو إلى الوقوف صفاً واحداً.
وتابع «يجب أن تكون هناك منظومات تجارية مستدامة لمعالجة القضايا والمشكلات الحضارية، منها الأعاصير والرياح المحملة بالأتربة التي تؤثر على صحة المواطن العربي، وكذلك التجارة لأنها تستدعي إغلاق بعض الخطوط التجارية».
ورأى أن هناك استثمارات واجتماعات كبيرة للتوسع في الطاقة الجديدة، وهذا يعطينا الأمل لزيادة تعظيم الاستفادة من الطاقة، ويحثنا إلى توجيه العالم إلى تخفيض درجات الحرارة بنسبة درجتين.
كما دعا ثياو إلى القيام بتنفيذ جدول أعمال مستدام والوصول إلى المعلومات، وعلينا أن نحدث ثورة للمعلومات ونصدر المعلومات.
وأوضح أنه في ضوء كل ما نحتاج أن نحرزه، هناك سؤال، وهو من أين التمويل للالتزام بهذه الفرص، وهذا ما يشير إليه البنك الدولي، إذ تحتاج دول العالم خلال 50 عاماً المقبلة إلى نحو 98 تريليون دولار ليتم خفض درجات الحرارة في الكرة الأرضية.
وأكد أن العالم والمنطقة العربية يتغيران بوتيرة غير مسبوقة في التكنولوجيا وأساليب العيش وفي توجهات وإرادة الشعوب وطموحاتها، وأشار إلى أن عام 2015 هو عام مهم لاتخاذ إجراء حول البيئة والتنمية المستدامة، إذ تفصلنا أشهر قليلة عن موعد تبني العالم لأجندة أهداف التنمية المستدامة لما بعد 2015، كما يشهد عام 2015 مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ، ومؤتمر الأطراف COP 21، في سعي لتحقيق اتفاق ملزم حول تغير المناخ الذي سيكون له تأثير إيجابي كبير على المنطقة العربية.
وقال «إننا نعمل مع شركائنا في جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الخليج العربية والعراق والأردن وقطر ودولة الإمارات العربية لدعم الشراكة العالمية من أجل التنمية المستدامة والمساهمة في إعداد أدوات لرفع القدرة على التنمية ونقل التكنولوجيا والنماذج الجديدة للاستثمار وتعبئة الموارد من أجل تحقيق أجندة التنمية المستدامة لما بعد 2015، كالاستثمار اللازم للتكيف مع تغير المناخ، وأمور أخرى أساسية لتحقيق التنمية المستدامة».
وأكد أن المنطقة العربية هي أكثر المناطق هشاشة من حيث الحاجة إلى المياه، والمناخ الجاف، والتنمية الحضرية التي تجتاح المناطق الساحلية، والنزاعات وقضايا الحوكمة، لذلك هي بحاجة ماسّة لنهج شامل ومبتكر في التنمية المستدامة، مضيفاً أن العنصر الأساسي للنجاح في تحقيق أجندة التنمية الجديدة يكمن في كيفية ترجمة المبادئ إلى سياسات على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي.
العدد 4624 - الثلثاء 05 مايو 2015م الموافق 16 رجب 1436هـ