العدد 4624 - الثلثاء 05 مايو 2015م الموافق 16 رجب 1436هـ

العاهل السعودي يحذر من «الأطماع الخارجية» في المنطقة وهولاند يشيد بـ «مبادرات» الرياض

في افتتاح القمة الخليجية بحضور الرئيس الفرنسي

الجلسة الختامية في القمة الخليجية التشاورية - بنا
الجلسة الختامية في القمة الخليجية التشاورية - بنا

حذر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الثلثاء (5 مايو/ أيار 2015) من «الأطماع الخارجية» التي تتعرض لها المنطقة العربية وعمليات «توسيع النفوذ وبسط الهيمنة» في إشارة ضمنية إلى إيران، وذلك في افتتاح القمة الخليجية أمس في الرياض.

وحضر القمة للمرة الأولى رئيس دولة غربية هو الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على وقع استمرار الأزمة في اليمن وتصاعد القلق الدولي بشأن تأثير الضربات الجوية التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين.

وقال العاهل السعودي «يأتي لقاؤنا اليوم وسط ظروف صعبة وتحديات بالغة الدقة تمر بها منطقتنا وتستوجب منا مضاعفة الجهود للمحافظة على مكتسبات شعوبنا ودولنا، ومواجهة ما تتعرض له منطقتنا العربية من أطماع خارجية ترتكز في سعيها لتوسيع نفوذها وبسط هيمنتها على زعزعة أمن المنطقة واستقرارها، وزرع الفتن الطائفية، وتهيئة البيئة الخصبة للتطرف والإرهاب».

وتطرق العاهل السعودي إلى الأزمة السورية داعياً إلى تطبيق مقررات مؤتمر جنيف الأول ورافضاً أي دور للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سورية من دون أن يسميه.

وقال الملك سلمان «إننا نرى أن ما تضمنه بيان جنيف1 يمثل مدخلاً لتحقيق السلام والاستقرار في سورية، مع تأكيدنا أهمية ألا يكون لرموز النظام الحالي دور في مستقبل سورية».

من جهته، أكد هولاند بحسب الترجمة العربية لكلمته، دعم بلاده للعملية العسكرية للتحالف في اليمن «بغية إعادة الاستقرار إليه»، مشيدا بـ «المبادرات» التي أطلقها العاهل السعودي لمواجهة «تحديات جديدة مرتبطة بالجماعات الإرهابية مثل «داعش» و «القاعدة» والتحديات التي تمثلها زعزعة استقرار عدد من الدول المجاورة»، إضافة إلى «أطماع عدد من الدول التي تتدخل في شئون الآخرين».

وشددت الإجراءات الأمنية في الرياض أمس بعد تهديدات تنظيم «داعش» بمهاجمة المملكة، إذ انتشر عناصر الحرس الملكي بقبعاتهم الخضراء على حواجز التفتيش كما استخدمت الكلاب البوليسية في تفتيش السيارات.

وبعيد افتتاح القمة قال التحالف الذي تقوده السعودية إن المتمردين الحوثيين أطلقوا قذائف هاون على بلدة نجران السعودية.

وتشارك دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء سلطنة عمان منذ أواخر مارس/ آذار في حملة عسكرية لصد تقدم المتمردين في اليمن ووقف ما يعتبرونه محاولة إيرانية للسيطرة على هذه البلاد في شبه الجزيرة العربية.

وفي البيان الختامي للقمة، دعا القادة الخليجيون والرئيس الفرنسي إيران إلى «اتخاذ القرارات الشجاعة والضرورية لطمأنة المجتمع الدولي بسلمية برنامجها النووي، والتأكيد على رغبتها في بناء علاقات تقوم على الثقة مع دول المنطقة، بناءً على مبادئ القانون الدولي والأمم المتحدة التي تقوم على حسن الجوار وتمنع التدخل في الشئون الداخلية للدول، أو استخدام القوة أو التهديد بها».

وفي شأن الأزمة اليمنية، أكد البيان «مساندة جهود الحكومة الشرعية في اليمن لتحقيق عملية سياسية شاملة وإعادة السلام إليه بالتشاور مع مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمم المتحدة ومع أصدقاء اليمن، ومساندة المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة الجديد إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في جهوده كوسيط بين الأطراف اليمنية».

ودعا إلى «إعداد مرحلة انتقال سياسي سلمية وفق مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والتنفيذ الكامل والدقيق لقرار مجلس الأمن الدولي 2216».

وشددت الدول الخليجية وفرنسا على أن «اجتماع الرياض هو نقطة انطلاق لشراكة متميزة بين فرنسا ودول مجلس التعاون».

والرئيس الفرنسي الاشتراكي «ضيف الشرف» في القمة تلقى دعوة غير مسبوقة توجه إلى رئيس غربي منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي في 1981 ويضم السعودية والبحرين والإمارات والكويت وعمان وقطر.

وأشادت دول الخليج بدءاً بالسعودية بالحزم الفرنسي في المفاوضات مع طهران بشأن برنامجها النووي الذي يشتبه بأنه يخفي غايات عسكرية.

كما تخشى دول الخليج من احتمال التقارب بين إيران والولايات المتحدة التي يزور وزير خارجيتها جون كيري السعودية اليوم (الأربعاء).

وسعت كل من باريس وواشنطن إلى طمأنة دول الخليج بشأن الاتفاق الدولي الذي يجري العمل على وضع اللمسات الأخيرة عليه بخصوص برنامج إيران النووي.

وتخشى دول الخليج أن تتمكن إيران من تطوير قنبلة نووية في ظل الاتفاق الذي سيحد من قدراتها النووية مقابل تخفيف العقوبات الدولية عليها.

وبخصوص اليمن أكد هولاند لمضيفه السعودي في البيان المشترك «أهمية تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2216» الذي يطلب من المتمردين الانسحاب من جميع المناطق التي سيطروا عليها منذ بدء هجومهم في يوليو/ تموز 2014.

كما يشاطر هولاند موقف دول الخليج حيال ضرورة تنظيم مؤتمر للسلام لأطراف النزاع اليمني «في الرياض»، فيما يرفض الحوثيون وإيران فكرة التفاوض في ظل النفوذ السعودي.

وأفاد مصدر قريب من الملف أن فرنسا قدمت إلى التحالف العربي بقيادة سعودية معلومات عسكرية الطابع على غرار صور التقطتها أقمار اصطناعية في اليمن.

وقبل التوجه إلى الرياض كان هولاند حضر الاثنين في الدوحة حفل توقيع عقد بقيمة 6,3 مليارات يورو لبيع قطر 24 طائرة «رافال» فرنسية من صنع شركة «داسو افياسيون» الفرنسية.

ويلي قمة الرياض لقاء في منتصف مايو في الولايات المتحدة لقادة مجلس التعاون الخليجي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي سيحاول طمأنتهم حيال المفاوضات بخصوص ملف إيران النووي.

العدد 4624 - الثلثاء 05 مايو 2015م الموافق 16 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً