انتشر بجميع أنحاء إسرائيل مقطع فيديو التقط عبر كاميرا للمراقبة في إحدى ضواحي تل أبيب، مشاعلاً نيران الغضب في قلوب الكثير من اليهود الإثيوبيين الذين اندفعوا للمشاركة في مظاهرات بالشارع، تعبيراً عن غضبهم جراء ضرب أفراد الشرطة لأحد الجنود، وذلك وفق ما نقل موقع CNN اليوم الثلثاء (5 مايو / أيار 2015).
ترون هنا في وسط الفيديو العريف الإثيوبي اليهودي، البالغ من العمر واحدا وعشرين عاماً، ويدعى ديماس فيكادي والذي كان مرتديا لملابس الخدمة العسكرية.
قال إنه كان يحاول الوصول إلى منزله الذي لم يكن يبعد كثيراً، حين أرغمه رجال الشرطة على التوقف.
لم تسجل الكاميرا الصوت، ولذلك لم يتضح الحوار الذي دار بين الجندي والشرطيين. إلا إن فيكادي وضح إنه كان يطلب من رجلي الشرطة الإذن لعبور الشارع، وحينها قام أحدهما بإمساك دراجته، كما أضاف إنه كان يحاول أن يقنع الشرطي بعدم استخدام العنف، ولكن جاء بعد ذلك شرطي آخر كان يعتزم استخدام القوة.
يمكنكم أن تروا كيف يدفع الشرطيان فيكادي على الأرض، ثم يرغمانه على عدم التحرك.
“لا أستطيع أن أشرح لكم درجة الإهانة التي شعرت بها، لا أحد يعلم كيف كنت أشعر إلا الله، إنه أمر محرج أن يحدث ذلك لجندي سخر نفسه لخدمة الوطن. كان الأمر مذلاً فعلاً.”
بعد لحظات قليلة، ترون الجندي يقف حاملاً حجرا بيده، لكنه لاحقاً، يضعه أرضاً، ويبدو أن الأمور أأأوشكت على الهدوء أخيراً.
أعلنت السلطات الإسرائيلية عن تسريح الشرطيين من الخدمة، وأن الأمر لا يزال تحت التحقيق.
“ إنني أوافق على ما ترمز إليه تلك المظاهرات، إلا إنني لست مع استخدام العنف من أي ناحية كانت. لا يستحق أن يؤذى أحد من كلا الطرفين، من المؤسف حصول ذلك ولكنني أؤيد المظاهرات السليمة. “
و لم تكن تلك المظاهرات مقتصرة على الغضب إزاء أفعال الشرطيين في الفيديو، بل كانت في عمقها مظاهرات تشير لحجم المعاناة العنصرية التي كان يواجهها الإثيوبيون منذ فترة طويلة.
كان الفيديو هو بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للأثيوبيين جراء ما يتعرضون له، كما أن اجتماع فيكادي بالجلسة الخاصة التي ترأسها رئيس الوزراء مع ممثلي اليهود المنحدرين من أصل إثيوبي، شكل محاولة لحل المشكلة الكبرى، وهي التميز العنصري الذي يواجهه اليهود من أصول أثيوبية.
وعلق فيكادي عن الجلسة قائلاً:
“يبدو أن رئيس الوزراء مهتم بمشاكلنا ومشاكل المجتمع، و أتمنى أن يفعل الآن الشيء الصائب لحل تلك المشاكل.
قال رئيس الوزراء إنه شعر بالصدمة عند مشاهدته الفيديو، كما أضاف أن إسرائيل لن تسمح بأفعال كهذه. وأن الجميع يأمل أن تكون هذه المظاهرات حافزا للتغيير. "