استضاف المنبر التقدمي مساء الأحد (3 مايو/ أيار)، الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، بالتعاون مع «مجموعة بحرين 19»، تحت شعار «كلمتنا... حريتنا».
حاول المنظّمون أن يكون الاحتفال مختلفاً عن الندوات العامة التي تزخر بالأفكار السياسية والأرقام والآلام، وقصص التمييز والتعذيب، وذلك بإضافة فقرات متنوعة من الشعر والرسم والموسيقى... لكن الواقع الثقيل يفرض نفسه، كما قال المتنبي: وسوى الروم خلف ظهرك رومُ... فعلى أي جانبيك تميل!
قبل أن تدخل القاعة، تستقبلك صور بعض من قضوا في السجن تحت التعذيب، مثل الناشر كريم فخراوي والمدوّن زكريا العشيري، وفي داخل القاعة صور عددٍ من الناشطين الإعلاميين والمصوّرين، ممن طالتهم العقوبات بسبب تغطيتهم الفعاليات السياسية والمسيرات السلمية خلال العام 2012. لم تكن هذه الفئة تملك غير العدسة لتنقل صوراً من الوقائع التي كانت تجري في ذلك العام. هؤلاء كلهم من فئة الشباب، أغلبهم صدرت ضده أحكام، وحين تدقّق في تلك الصور بحثاً عن أية ملامح إجرامية قد تشي بها وجوههم، لا تجد غير قسمات وجوه بريئة.
أمين عام التقدمي والنائب السابق عبدالنبي سلمان، تحدّث عن الشعار الذي اختارته الأمم المتحدة «دعوا الصحافة تزدهر»، وهو ما يعكس الواقع المرير الذي تعيشه الصحافة في البحرين، خصوصاً في السنوات الأربع الماضية، حيث تمت محاولة الإجهاز على حرية التعبير، ومازالت سوح المحاكم تشهد إصدار أحكام مغلظة على صحافيين ومدونين وإعلاميين، فضلاً عن السياسيين والحقوقيين.
سلمان أشار إلى الصور المعلقة للمدونين والمصوّرين، ممن صدرت بحقهم أحكام طويلة يصل بعضها إلى عشرين عاماً، بسبب كتابة كلمة، أو تعبيرهم عن رأي في مسيرة. وقال إن شعار الأمم المتحدة يختصر الواقع الذي نعيشه، ونراه في الصحافة المحاصَرة التي نبحث بصعوبة عن رأي حر في مقالٍ يُنشر على صفحاتها.
في كلمة «مجموعة بحرين 19»، تم التذكير بالمرتبة الـ 188 التي نالتها البلد وفق مؤشرات «فريدوم هاوس»، وثاني أسوأ دولة عربية من ناحية حرية الصحافة، وآخر مظاهر التضييق على الحريات منع مسيرة الأول من مايو في عيد العمال العالمي.
في هذا الاحتفال، حضر الشعر من خلال فقرتين شبابيتين، الأولى للزميلة سوسن دهنيم، والأخرى كانت مشاركة تسجيلية لعلي الجلاوي، وهو أحد شباب الموجة الجديدة من المهاجرين المغتربين في أعقاب حراك فبراير 2011. وقد تحدّث عن الغربة التي تفجّر العواطف وتلهب الحنين بعد الابتعاد القسري عن الوطن... «فقد كبرت مثل قطارٍ عجوز» كما قال. ربما هذا هو الجيل الرابع أو الخامس من البحرينيين الذين تضطرهم الظروف السياسية إلى الهجرة للخارج خلال قرن واحد. موجاتٌ تتلوها موجات.
في مداخلةٍ أخرى من الخارج، من الشاب علي عبدالإمام، مؤسس موقع «بحرين أونلاين»، اعتبر حرية الصحافة من الحقوق التي نصت عليها كل المواثيق والقوانين، ودعا إلى صيانتها «لكيلا لا تتحوّل البحرين إلى دولة الصمت»، خصوصاً بعدما أصبحت تصنّف في التقارير الدولية باعتبارها «عدوة الانترنت»، و»بلد غير حرة»، و»هو ما لا نحبه لبلادنا أن تكون بهذا التوصيف» حسب تعبيره.
الاحتفال أضيفت عليه لمسات فنية، فالفنان الشاب جاسم المقابي رسم لوحة طائرٍ مقيّدٍ في قفص، وأهداه لإحدى الصحافيات من ضمن مجموعة الصحافيين والإعلاميين الذين فُصلوا من أعمالهم، عقاباً على موقفهم في الأحداث، ولم يجري إرجاعهم للعمل حتى الآن رغم تعهدات وزارة العمل بحل هذا ملف المفصولين. الصحافيون هم الفئة الوحيدة التي لم يرجع منهم أحدٌ لعمله.
ختام الاحتفال كان ترنيماً بشعر سميح القاسم اختاره المنظّمون: منتصب القامة أمشي. مرفوع الهامة أمشي. في كفّي قصفة زيتون. وعلى كتفي نعشي وأنا أمشي... منتصب القامة، مرفوع الهامة طبعاً.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4623 - الإثنين 04 مايو 2015م الموافق 15 رجب 1436هـ
اللهم ارحم شهدائنا الابرار
فى هاده البلد انداست الحريات واصبح المواطن قابع فى السجون لمجرد طالب بحقهه هل تفهمنه الحكومة ماذا استفادت بعتقال المواطنين الاحرار لقد صرفت الميزانيه على السلاح ورواتب الاجانب الي ما يعرفون اى شى فى الكون سوى القسوة كانهم جايين من غابات المفترسه واعطتهم كل هادى المميزات وحرمت المواطن الشريف والان هى تمر بازمة لانها ابتعدت عن شرع الله فى المعاملة مع الشعب الطيب الله يصلح هاده البلد ويطبق شرع الله
وراها فلوس
هؤلاء لا يشتغلون ولا يكتبون بالمجان. امتيازات وعلاوات وهدايا واكراميات.
قريبا سوف يخيطون أفوهكم ويكسرون أقلامكم
أبشّرك يا سيد الوضع يسير في اتجاه خياطة الأفواه وكسر الأقلام ولن يتركوا الا المتردية تصول وتجول في الساحة وتنشر أسوأ القول والكلام الرديء وانواع النفاق والتزلّف