افتتح الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف راشد الزياني ، أعمال منتدى العمل التطوعي للشباب في دول المجلس ،الذي ينعقد ولأول مرة خليجياً اليوم الإثنين (4 مايو / أيار 2015) في فندق الفورسيزون بالرياض في المملكة العربية السعودية، بحضور عدد من المسئولين والخبراء المتخصصين في العمل التطوعي وأعمال الإغاثة الإنسانية ، وممثلي الجمعيات الخيرية والتطوعية في دول المجلس .
وقد ألقى الأمين العام لمجلس التعاون كلمة استهلها برفع أسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان الى مقام ملك المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والى اخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس ، على دعمهم السخي والمتواصل لمسيرة العمل الخليجي المشترك تحقيقا لتطلعات مواطني دول المجلس لمزيد من التقدم والتطور والإزدهار كما تقدم معاليه بالتهنئة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز على الثقة الملكية السامية باختياره وليا للعهد ، وتعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للداخلية ، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز باختياره وليا لولي العهد ، وتعيينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للدفاع ، سائلا المولى أن يعينهما على القيام بهذه المسؤولية العظيمة وأن يكلل جهودهما بالتوفيق والسداد .
وقال إن اهتمام دول مجلس التعاون بالعمل التطوعي المشترك عموما والشبابي منه على وجه الخصوص يأتي تنفيذا لتوجيهات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس ، انطلاقا من قناعتهم التامة وادراكهم الواعي بأهمية الدور الذي يمكن أن يسهم به الشباب في تحقيق التنمية المنشودة لمجتمعاتهم، مؤكدا أن العمل التطوعي في مسيرة العمل الخليجي المشترك مثل حيزا مهما في القرارات الصادرة عن المجلس الأعلى وبخاصة القرارات المعنية بالشباب في الدورتين الثالثة والثلاثين (الصخير، ديسمبر 2012) والرابعة والثلاثين (الكويت، ديسمبر 2013) كما أن العمل التطوعي جاء من بين أبرز الأولويات في المقترحات التي أسفرت عنها اللقاءات والفعاليات التي نظمتها الأمانة العامة تنفيذا لتلك القرارات ، ومن بينها ورش العمل الشبابية .
وأكد الأمين العام في كلمته على ضرورة تعزيز القيم السامية التي يزخر بها الإرث الثقافي والحضاري الإسلامي ، والتي تدعو الى فعل الخير والحث على البذل والعطاء ، وتؤكد على التكاتف والتراحم والتعاضد في السراء والضراء، مشيدا بمستوى النجاحات والتفوق الذي حققه العمل التطوعي في دول المجلس على المستوى الوطني والإقليمي والدولي ، وعلى الحضور البارز والمشاركة الفعالة والمشهودة في أعمال التطوع والأعمال الإنسانية على وجه العموم ، وعلى جهود القائمين عليها لتفانيهم وعطائهم وعملهم الخيري الإنساني النبيل .
وأشار عبداللطيف الزياني الى المقترح الذي تقدمت به الأمانة العامة الى اجتماع وزراء التربية والتعليم الذي عقد في الدوحة ، يناير2015 م ، لتعزيز دور المؤسسات التعليمية في نشر ثقافة العمل التطوعي في المؤسسات التعليمية وزيادة الوعي تجاه القضايا المجتمعية، حيث قرر أصحاب المعالي والسعادة وزراء التربية والتعليم إعداد إطار لنشر ثقافة العمل التطوعي في مناهج التعليم العام، وتطوير البرامج والنشاطات والفعاليات المناسبة لذلك .
وقال إن الأمانة العامة تسعى من خلال هذا المنتدى الى اقتراح مبادئ وسياسات عامة مشتركة للعمل التطوعي الخليجي المشترك عامة والشبابي منه خاصة ، مشيرا الى عدد من الأمور التي يجب أخذها في الاعتبار من أهمها ضرورة النظر في المصادر والإمكانات اللازمة للارتقاء بالعمل التطوعي، بما في ذلك أوجه الدعم المادية والفنية والتدريبية والأدوات التشريعية والقانونية الضرورية لتنظيمه وإدارته وتنفيذه، و الحاجة إلى التعرف على الأساليب التي من شأنها تحقيق المزيد من التنسيق والتعاون المشترك بين الأجهزة والمؤسسات والهيئات العاملة في مجال العمل التطوعي بدول المجلس وزيادة التكامل فيما بينها بالإضافة الى تحديد جملة من البرامج والفعاليات التي يمكن تنفيذها على المستوى المشترك وعلى مستوى مجلس التعاون، وغير ذلك من الاعتبارات.
وفي ختام كلمته أشاد الأمين العام بالجهود التي يبذلها المسؤولون في الأجهزة الحكومية بدول المجلس ، وممثلي الجمعيات الخيرية والتطوعية ، وممثلي شركات القطاع الخاص والأفراد والمؤسسات المشاركة ، والمساهمين بأوراق العمل المعروضة في المنتدى، مؤكدا أن الأمانة العامة تعتبر أن أصحاب المعرفة و التجربة والاختصاص في مجال العمل التطوعي شركاء في هذا الجهد الإنساني النبيل ، وتتطلع الى الاستفادة من خبراتهم .