اوقف خفر السواحل الليبيون اليوم الأحد (3 مايو/ أيار 2015) خمسة قوارب تقل نحو 500 مهاجر غير شرعي كانت متجهة نحو السواحل الاوروبية، قبل ان يجري اقتياد المهاجرين مجددا الى ليبيا، بحسب مسؤول في هذه القوات.
وقال آمر القطاع الاوسط لحرس السواحل العقيد رضا عيسى لوكالة فرانس برس "وصلتنا امس (السبت) معلومات حول تنظيم عملية هجرة غير شرعية، وانطلقت مراكبنا عند نحو الساعة 03,30 فجر اليوم (01,30 ت غ) للتعامل مع هذه المسالة".
واضاف "تم ضبط وانقاذ خمسة قوارب في هذه العملية على متنها نحو 500 مهاجر غير شرعي معظمهم يحملون جنسيات افريقية" وجرى اقتياد هذه القوارب الى مدينة مصراتة على بعد حوالى 200 كلم شرق طرابلس.
وتابع عيسى ان "المراكب جرى ضبطها في منطقة تبعد حوالى ثمانية اميال عن السواحل الليبية، شمال غرب مدينة القره بوللي" التي تبعد حوالى 60 كلم شرق العاصمة، والمعروفة في ليبيا بانها نقطة انطلاق رئيسية لمراكب المهاجرين غير الشرعيين نحو السواحل الاوروبية.
ولم يحدد عيسى المنطقة التي انطلقت منها المراكب.
ومساء، وصل قارب كبير تابع لخفر السواحل على متنه مئات المهاجرين، ومعظمهم من الرجال، بحسب ما اكد مراسل وكالة فرانس برس في المكان.
وجهز القارب برشاشات وراجمات صواريخ.
وقام عناصر خفر السواحل بانزال النساء اولا وعددهن نحو 25 امراة اصطحبن معهن ثلاثة اطفال على الاقل، ثم الرجال، وبداوا بتسجيل اسمائهم والبلاد التي يحملون جنسيتها، قبل ان يصعدوا الى باصات ويتوجهوا الى مراكز ايواء في مصراتة.
وقالت احدى النساء وقد اتت من نيجيريا ووضعت قطعة من القماش على راسها تقيها حر الشمس لفرانس برس "سنحاول مجددا الهجرة، مرة ثانية وثالثة. اوروبا، او الموت".
من جهته، ذكر شاب سنغالي يدعى محمد في العشرينات من عمره ان والده توفي وهو صغير، ولا يوجد من يعيل والدته "فاضطررت للذهاب الى هنا ثم محاولة الهجرة الى اوروبا. دفعت انا واثنين اخرين عشرة الاف دينار" (نحو سبعة الاف دولار).
وتابع "لم تكن الظروف البحرية ملائمة، وجرى انقاذنا. ربما لن اعيد الكرة ابدا".
وتشهد ليبيا فوضى امنية ونزاعا مسلحا سمحا بتزايد الهجرة غير الشرعية عبر سواحلها التي تفتقد الرقابة الفاعلة في ظل الامكانات المحدودة لقوات خفر السواحل الليبية.
ويحاول الاف الاشخاص الهجرة من شمال افريقيا الى اوروبا اسبوعيا.
واعلن جهاز خفر السواحل الايطالي تنسيق عملية اغاثة اكثر من 5800 مهاجر السبت والاحد في المتوسط.
ولا تبعد السواحل الليبية اكثر من 300 كلم عن جزيرة لامبيدوزا الايطالية، التي تشهد كل عام وصول الاف المهاجرين غير الشرعيين.
ومع ساحل طوله الف و770 كلم، اصبحت ليبيا نقطة انطلاق المهاجرين غير الشرعيين الذي يحاولون عبور البحر المتوسط في رحلة محفوفة بالمخاطر للوصول الى اوروبا.
ومنذ عهد الراحل معمر القذافي لم يكن الليبيون قادرين على السيطرة على حدودهم البرية التي يعبرها مئات الاشخاص القادمين خصوصا من جنوب الصحراء والحالمين بالهجرة غير الشرعية الى اوروبا.
وتتقاسم ليبيا حدودا برية بطول حوالى خمسة الاف كيلومتر مع مصر والسودان والنيجر وتشاد والجزائر وتونس.
واكبر تدفق للمهاجرين مصدره شمال النيجر حيث ينقل هؤلاء عبر شبكات من المهربين الذين يأتون بهم الى منطقتي الكفرة وسبها اللتين تعدان اهم مناطق تجمع المهاجرين في جنوب ليبيا.
وفي ظل نظام القذافي، كانت ليبيا تستخدم موضوع الهجرة كوسيلة للضغط على أوروبا، من خلال فتحها او إغلاقها صمام الخروج وفقا لتقدير حالة العلاقات مع الدول الأوروبية وخصوصا ايطاليا.
وياتي معظم المهاجرين من دول افريقية، بينها مالي وغانا وتشاد، لكن بعضهم الاخر ياتي من العراق الذي يشهد اعمال عنف متواصلة منذ العام 2003، وسوريا التي تعيش على وقع نزاع مسلح منذ 2011.