إن مشروع الميثاق، وما ارتبط به من تعديلات دستورية على دستور 1973، لم تتَّبِع سنن الحياة والكون، في التطور والانتقال بالخطو إلى الأمام، ولم تكن أيضاً طبقاً لمقولة الخطوة خطوة للوراء، لتتبعها خطوتان أو أكثر إلى الأمام، فتكون المحصلة، هي التطور والرقي الحضاري في جميع مناهله، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في صورها الدستورية والقانونية والحقوقية، للإنسان البحريني، أياً كان دينه أو مذهبه أو أصله أو لونه، وأياً كان معتقده، سواء الديني أو الفكري أو السياسي، وعلى الرغم من ذلك الذي تبدى واضحاً في النص الدستوري، الذي ردّ تفاصيل القرار على جميع المستويات، إلى جهة واحدة في منظومة تحكمها المعايير والعادات التقليدية، بعيداً عن نظام العمل والحكم الخاضع لنظام المؤسسات والقانون، الذي عادة ما يؤسس لمنظومة من الأهداف والخطط الإستراتيجية المراد تحقيقها لصالح الوطن والمواطن، من خلال أدوات ووسائل بنائية وتطويرية، بما يحقق المراد ويستنبط الوسائل ويجدّدها، بالتجربة والخطأ من خلال الدراسة والتمحيص، والتواصل مع الأطراف الأخرى، لاستقاء الرأي من المختلف، عدا عن الموالي، فتكتمل صورة التقييم، على الرغم من كل ذلك، فقد ساور شعب البحرين الأمل، وفي المقدمة قواه الوطنية والدينية المعارضة، بمستقبل أفضل.
فما الاختلاف ما بين المرحلتين، ما قبل وما بعد الميثاق بعشر سنوات، سوى أن العشر سنوات الأولى من عمر الميثاق، كانت بمثابة العشر السمان، التي سيتبعها عشر عجاف وربما أكثر، بما أعاد الأوضاع السياسية والحقوقية، وسياسات التمييز والفساد الإداري والمالي، وضعف الخدمات نتيجة التوسع غير الطبيعي، وغير القانوني في سياسات التجنيس، وعزل المواطنين ما بين السجون والمنافي، وقرارات التجويع والتجهيل، بالفصل من الأعمال ومقاعد الدراسة، فماذا تبقى من حالات ممارسات شاعت إبان مرحلة قانون أمن الدولة، بما في ذلك إشاعة التهديدات والتعدي على المواطنين وأملاكهم الخاصة، تحت ضغط التهديدات، التي توسلها بعض من العاملين في بعض الأجهزة.
عوضاً عن ذلك، لو صدقت النوايا، لكانت العشر سنوات الأولى من عمر الميثاق، وخاصةً أن طرفي الخصومة هما الحكم والمعارضة، ولا ثالث لهما، إذ أن البقية من الأفراد، أما موالون للحكم وأما متلقون وصامتون، لكانت تلك الفترة فرصةً للمعنيين بتطبيق مبادئ الميثاق، بإثبات النوايا والسعي العملي، والتي كانت كافية لإجراء الكثير من التغييرات، وخصوصاً في إعداد النشء من خلال التعليم، وتعميق المبادئ التي أرساها الدستور، في جانبي الحقوق والواجبات، وفي المواطنة المتساوية والعدالة، ومبدأ الدليل المادي أو الاعتراف التطوعي في التقاضي أمام القضاء، وإفساح المجال للمتهم، لعرض كل ما يلزم ويراه رافعاً عنه إسناد التهمة ضده، لو كان ذلك ما احتاجت السلطات إلى العودة إلى ما فخرت بتجاوزها إياه، في فترة عرض الميثاق للتصويت الشعبي، من اكتظاظ السجون بالسجناء والمحكومين السياسيين، والموت تحت التعذيب فيها، وقطع الأرزاق، ولَما عادت المحاكم تعتد بالتقارير من المصادر الخاصة المجهولة الهوية، والمستورة الحضور، إلا من انتمائها إلى بعض الأجهزة.
أليست حالنا اليوم، هي أسوأ من حالنا قبل العام 2001، في تفاصيل قضيتي الشيخ علي سلمان، بالحبس على ذمة التحقيق، وبعد استنفاد تجديداته، الحبس على ذمة القضية، وتجديد الحبس يتبعه تجديد حبس آخر إلى المنتهى.
أما الرجعة الكبرى، التي تُفقِدُنا الأمل في الولوج إلى المملكة الدستورية، أن تمنع الدولة مسيرة الأول من مايو، يوم العمال العالمي، الذي خصصته الأمم المتحدة للإحتفال بيوم العامل، إذ تتعذر الدولة بمعلومات سرية، وهي كما العادة مجهولة الهوية إلا من اسم الجهة الرسمية، بأن هناك من يخطّط لرفع شعارات سياسية في مسيرة يوم العمال العالمي، ويبدو أن «الهناك» الذين لا تعرفهم الدولة، من الخطورة بمكان، بما جعلها احتياطياً تحظر على العمال يومهم العالمي، أم هو قرار المراد منه أمر آخر.
إقرأ أيضا لـ "يعقوب سيادي"العدد 4621 - السبت 02 مايو 2015م الموافق 13 رجب 1436هـ
تم منع مسيرات العمال ولماذا
لانه قرار فرد لا يتبع مؤسسات نظامية مستقلة أفرادها ليسوا مجبرين على تنفيد اي امر ليس له سند قانوني مايحدث حاليا هو منع بامر فرد ولمتى واقول الناس حانية القامة امام العاصفة لم تكسر الإرادة
أتدري ما معنى قول المظلوم :حسبي الله ونعم الوكيل ؟
أي إن المظلوم نقل قضيته من الأرض إلى رب السماء ، فصبرا ياشعب طالب بالعدالة فلم يلقى إلا السجون والتعذيب
أهم شي النيه
الله يعلم ماتوسوس به نفسك وهو العليم الخبير يعطي الإنسان علي نيته وهو يرث الأرض لعباده الصادقين ....
لماذا
لماذا لإ يستجاب لنا من 1435 سنه ونحن محكومين
سياسة الدولة ،، لا تتناسب مع المد الزمني
ماحدث من 2011حتى 2015 نتاج تراكمات وتهميش بين والتعويل على المجريات الزمنية والتحولات الاقليمية لن يفيد طالما فئة كبيرة مكانها السجون ومصيرها الاعتقال
ليش الدول العربية تحديدا تكره شيء اسمه عدالة
وترتعب من شيء اسمه ديمقراطية وحقوق ؟؟
المشكلة في هذه البلد لايوجد عاقل ذو رؤية ثاقبة
البلد غارق في مشكل سياسي كبير وان تظاهروا عكس ذلك ! على........ الكف عن ذلك واخراج البلد من هذا النفق الحالك والحل بحوار جاد حقيقي
مقال فعلا اختصر ماجرى ومايجري
البحرين ووفق سياستها الاقصائية والتميزية والأمنية تتجه فعلا نحو الهاوية الكل سيدفع الثمن بما فيها السلطة لن ينجو أحد
يا ريتنا بلا دستور ولا ميثاق
بعض البلاد بلا دستور وحالها افضل من حال المواطن في هذه الديرة التي تداس فيه كرامة المواطن يوميا
كنا نكتب الدستور لكي نخالفه وكتبنا الميثاق لكي نعمل بعكسه
نعم هذا هو حالنا:
لو أن البحرين بلا دستور لما حصل فيها ما حصل
ولو أنها بدون ميثاق عمل وطني ايضا لما حصل فيها ما حصل لهذا الشعب من استهداف عنصري طائفي بغيض
هل الدستور والميثاق وضعا لكي يتم العمل بخلافهما؟
سؤال مشروع، فما يحصل على ارض الواقع هو خلاف تامّ وكامل لكل ما في الدستور البحريني وميثاق العمل الوطني ومن يقل غير ذلك فليبرهن لنا بذلك من دون نفاق ودجل
يوم القيامه
الشيطان يتبرا من أتباعه ويقول لهم ليس عليكم سلطان إنما امرتكم فطعتوني لإتلوموني فلوموا أنفسكم
نحتاج لتدخل ألأمم المتحدة
االأزمة السياسية عميقة جدا ومتشعبة في البلد
من أجمل مقالات اليوم بمتياز
سلمت يابن بلادي الاصيل
كل ماكتبته عن ظروف الازمة يعتبر مرجع اساسي ومايد لفهم مايجري حاليا
كتاباتك عن الميثاق والتعديلات الدستورية هي مراجع لفهم كل التجاوزات التي حدثت من تعديل الدستور إلى انتاج كل توابعه من مجلس نيابي وكل شيء ورجعنا لنقطة الصفر فكيف تحل فعلمها عند الله وصبر المطالبين بالعدالة